«عشق الصباح»

«في البدء كان الفلاح الذي يزرع القمح وفي النهاية سيكون»..

في ذاكرتي تلك «البيادر» لم أزل استمدّ من حكايا لياليها.. كلماتي.

متعب بالحبر ومحبرتي اتعبتها الكلمات.. الصمت يطوق المكان.. لا يزال البحر يعتبرني «غريباً» يتهمني بأن هواي شرقي؟… هناك، كرسي خشبي قديم أتعبه تعبي!!! طاولة تعبت من أوراقي المبعثرات ومن أكوام «الجرائد والكتب»؟.وهناك حيث الشرفة.. فناجين قهوة متعبة بالمرار والانتظار… وكاسات فارغات!!!

زينب… وحدها لا تملّ من العمل… ولا تمل مني؟!

ما أن تشعر أن فنجان القهوة بارد… حتى تأتيني بفنجان ساخن.

علميني يا زينب.. كيف أفكّ هذا العشق عن تلافيف ذاكرتي المتعبة بالذكريات والحكايا!!!

بعد كل هذا الوجع من السنين، يُغريني الحبر وتراودني الكلمات عن نفسها.. «أتقمّص «دور الراوي»، لفافات»»التتن» التبغ البلدي.. وجمر الكلمات.. أحرقا أصابعي.. احترق.. كفتيل ضوء الكاز القيديم!

وعينايَ متعبتان بالملح والماء والسهر، شغوف نبض القلب بالشوق وفي الشريان يتدفق حنين.

يا ساقي العطاشى والمتعبين، «هات أسقني سلافاً سبعاً معتقة من بنت عنقود»!!!.

متشوّق لتلك الخوابي المركونات في زوايا البيوت الطينية القديمة… لبراري تموج بسنابل القمح والكروم وتضج بزقزقة العصافير وأسراب الفراشات.. «أيها الفلاح الذي تشبه في عملك وعطاءاتك التي توجتها «بالاستشهاد الكربلائي»…. «الأنبياء»!… يا لوجهك الطالع من شهق الضوء… اشتقتك!!

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى