أحنّ إلى نفسي

صار الحنين هويتي ودمي ووطني الوحيد الذي احتضني

أصبح الحزن نبضاً لكي أبقى على قيد الحياة

العيون دون حزن

كالرقص دون موسيقى

كالورد دون عطر

الحزن هو الوحيد الذي يضيء العيون حين تنطفئ

التشققات في الحكاية

الجدار الذي كان يتسرّب من بين التشققات الكثيرة

وكانت خطوط يديك صليباً جميلاً عالياً

بعلو الضوء

بعلو الليل

التجاعيد الكبيرة المرسومة كهلال

أو كقوس قزح

تنز وجوهاً جديدة وملامحاً جديدة ولحظات جديدة

أصبح البكاء أمراً اعتيادياً

لكنّي أحنّ إلى البكاء الشهي

الذي يذرف دموعاً جديدة دموعاً حرة دموعاً لا تشبه بعضها بشيء

أصبح الدم ينزف جرحا

وأصبح الجرح كالقهوة أو كصوت فيروز صباحا

إدماناً اعتدت عليه

أمر جميل لكنه مؤلم أكثر..

أحن لكل شيء لكني أحن قبل كل شيء إلى نفسي
ديمة منصور

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى