طاولة مستديرة دولية بمشاركة وفد من «القومي» حول «دور روسيا في الحفاظ على الإرث الثقافي للعالم العربي»

سماهر الخطيب

«دور روسيا في الحفاظ على الإرث الثقافي للعالم العربي» هو عنوان طاولة مستديرة دولية دعت اليها السفارة الروسية في لبنان بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي ومجلس خبراء البرامج الاجتماعية والإنسانية في وكالة «روسسترو دونيتشيستفو»، عقدت في فندق «راديسون بلو» – فردان بحضور السفير الروسي الكسندر زاسيبكين، مدير «معهد الأبحاث الاستراتيجية والتشخيص السياسي لدى الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب» البروفسور ديمتري يغور تشينكوف، ومدير «المركز الثقافي الروسي» فاديم زايتشيكوف، وخبراء وأكاديميون في مجال حفظ التراث والاَثار من لبنان وروسيا وسورية، وممثلي عدد من الأحزاب ووفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ وكيلي عميد الخارجية سناء البونجي وطارق الأحمد وناموس عمدة الخارجية.

محاور الطاولة عديدة ومكثفة، وبدا واضحاً أنّ روسيا الاتحادية تؤسّس وترسم عملانياً لعلاقات تعاون وشراكة مع دول المنطقة على أساس احترام ثقافة وسيادة هذه الدول، وهو الأساس الذي تكفله القوانين الدولية. وهنا تتمايز روسيا في سياساتها ورؤيتها الاستراتيجية عن سياسات واستراتيجيات «الدول العظمى» الأخرى، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية التي لم ترَ في العالم العربي سوى الموقع الاستراتيجي والثروات الهائلة، وعملت على طمس هوية شعوب العالم العربي وتجهيل تاريخها وحضارتها وثقافتها. وهذه من الأخطاء الأميركية القاتلة والتي من تداعياتها اهتزاز النظام الدولي الأحادي القطبية وعودة روسيا الاتحادية لاعباً أساسياً في منطقة لحضور أيّ دولة عظمى فيها، تأثير واضح في رسم التوازنات والمعادلات الدولية.

على الطاولة المستديرة طرحت مواضيع عدة، وجرى حوار عميق وبنّاء، واللافت في النقاشات حرص روسيا على احترام الخصوصية الثقافية لشعوب المنطقة وترسيخ مبدأ التعاون مع دولها في المجالات كافة، ما يدلّ على أنّ هناك تناقضاً جوهرياً في الرؤية الاستراتيجية بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأميركية، فالأخيرة مارست سياسة الهيمنة والإملاء على المنطقة وفرضت ثقافة «الكاوبوي» الأميركي الذي جسّده الاحتلال الصهيوني، بينما روسيا تمارس سياسة الانفتاح والتعاون، وتقترح تفعيل التعاون الثقافي من بوابة التعريف بجامعاتها والتشديد على التبادل المعرفي.

وعلى خط متوازٍ مع الثقافة، حضرت السياسة، في الكلمة الافتتاحية للسفير الروسي ألكسندر زاسيبكين الذي قال إنّ «الحفاظ على الإرث الثقافي للعالم العربي مشروع كبير للإنسانية والثقافة والحضارة». وأضاف: «نشعر بارتياح في تعاوننا مع البلدان العربية لأنه تعاون مثمر، وثمة الكثير من الدلائل على صحة هذا الكلام، فثمة الكثير من الأسر المختلطة بين لبنان وروسيا، فضلاً عن الطلاب الذين تلقوا دراساتهم في الجامعات الروسية والسوفياتية، وكلّ ذلك من العوامل التي تساهم في تطوير صداقتنا وتعزيز العلاقات السياسية والاجتماعية والثقافية بيننا».

وأشار إلى أنّ «التعاون الروسي – العربي شهد تقدّماً مهمّاً خلال السنوات الماضية، في ظلّ إدراك مشترك بأنّ النظام العالمي القائم على فكرة القطب الواحد لم يعُد مقبولاً، وكذلك لم تعُد مقبولة البلطجة السياسية».

ولفت إلى أنّ «روسيا تمتلك علاقات جيدة مع كلّ بلدان المنطقة، بخاصة أنها وضعت نصب أعينها أهدافاً سامية مثل القضاء على الإرهاب وتعزيز الوحدة الجغرافية والإقليمية للدول فضلاً عن إعادة الإعمار وعودة النازحين وتحقيق التسوية السياسية عن طريق الحوار الوطني من دون تدخل خارجي».

وأشار إلى «أننا في سورية، وبالتعاون مع الجيش السوري وحلفائه، نجحنا في تغيير الوضع الميداني، وكان لذلك انعكاس سياسي، من خلال تعزيز العملية السياسية، ومن خلال منصة أستانا يتمّ تطهير أراضٍ سورية من الإرهابيين، الى جانب تحسين الأوضاع الإنسانية وإعادة اللاجئين إلى ديارهم، والحفاظ على السيادة الوطنية السورية وعدم التدخل في الشؤون السورية».

واكد أنّ «السيادة السورية تتطلب انسحاب كلّ القوات الأجنبية من سورية، بما في ذلك القوات الأميركية». وحذّر من أنّ «الولايات المتحدة التي فقدت المبادرة، تحاول تأجيج الخلافات سواء في الإطار الاقليمي، أو في المضمار الدولي، وتفرض عقوبات جائرة، وتوجّه اتهامات باطلة ضدّ سورية وإيران، وتنشر معلومات مزيّفة، على رغم كونها هي من استغلّ تنظيم القاعدة و جماعة الاخوان أداتين لتنفيذ مشروعها».

الأحمد

وفي مداخلة له اعتبر وكيل عميد الخارجية في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد أنّ «المقاربة الروسية للعلاقات مع دول المنطقة، خصوصاً مع سورية، والتي وردت في كلمة السفير ألكسندر زاسيبكين هامة جداً، وتنطوي على فهم عميق لواقع العالم العربي برمّته».

وقال الأحمد: «انطلاقاً من هذه المقاربة، نرى أنّ العملية السياسية التي بدأت بمؤتمر جنيف حول سورية، كان للولايات المتحدة الأميركية دور مؤثر في رسم اتجاه هذه العملية السياسية بما ينتقص من سيادة الدولة السورية، وقد تعمّدت الولايات المتحدة تحويل مسار جنيف بكلّ محطاته، إلى منصة لفرض أمر واقع تقسيمي على أسس اثنية وطائفية ومذهبية».

واعتبر الأحمد أنّ ما حصل في سوتشي من حوارات، يجب أن يستكمل، لأنه يشكل محطة مهمة في مسار العملية السياسية وتصويبها في الاتجاه الصحيح، وبما يقطع الطريق على محاولات فرض التقسيم الطائفي والإثني، ونحن نرى أنّ الجهد الروسي ينطلق من احترام وحدة سورية، وهذا هو موقفنا الذي نشدّد عليه بأن تكون سورية واحدة وموحّدة، بأحزاب سياسية ومجتمع مدني عابر للطوائف والمذاهب والإثنيات.

وختم الأحمد قائلاً: نثمّن عالياً الدعوة لهذه الطاولة ونؤكد أنّ هناك ضرورة ملحة للطاولات المستديرة والمؤتمرات النوعية لتجويد العملية السياسية على أسس وطنية وقومية، فسورية ما بعد الحرب عليها، تحتاج إلى أحزاب علمانية تضمّ كلّ الطوائف والإثنيات. ونعوّل على روسيا في دعم هذه الأحزاب، ويبقى الخطر كلّ الخطر في نشوء أحزاب على أساس طائفي أو على أساس تقسيمي، وهذا تحدّ كبير على مستقبل كلّ الحياة المقبلة في سورية.

حوارات

وعلى هامش اللقاء أجرت «البناء» حوارات مع مشاركين، للإضاءة على أهمية هذه الطاولة المستديرة وما تحمله في طياتها من إرادة روسية للتعاون مع العالم العربي.

زاسيبكين

وعن الدور الروسي في دعم التراث الثقافي للعالم العربي تحدث السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكين لـ «البناء» فأشار إلى أنّ «دور روسيا هو تاريخي وتقليدي ونتيجة علاقات منذ قرون في المجالات كافة وخاصة نشاطات الامبراطورية الأرثوذكسية في العهد القيصري، والآن نعود مجدّداً إليها، كذلك التعليم للعرب في عهد السوفيات والآن نحن نعود لرفع مستوى التعاون في هذه المجالات»، متابعاً «من جانب آخر نحن نرى تحدّيات في وجه الحضارات المعاصرة فهناك التقارب الحضاري، ونحن قريبون جداً من العرب، نحن نشعر أنه يجب أن نوطّد هذه الجوانب».

وعن الأولويات في هذا التقارب، قال السفير الروسي «طبعاً الآن هناك الأولويات السياسية والأمنية، ونحن نحقق الأهداف في المنطقة وتحديداً في سورية، وتأييداً للحوار الوطني السياسي في الدول العربية، بإيجاد الحلول السلمية للنزاعات، ومن خلال تحقيق هذه الأهداف يجب أن ننتقل إلى مرحلة جديدة في المنطقة مرحلة التعاون الاقتصادي والثقافي والتربوي»، مؤكداً على «الاستعداد الروسي للمشاركة في هذا التعاون».

وعن السياسة الخارجية الروسية منذ وصول الرئيس فلاديمير بوتين إلى الحكم عام 2000 وآليات تفعيل هذا التوجه في العالم العربي قال زاسيبكين «نحن نريد أن نستفيد من كلّ ما مرّ بتاريخ روسيا من روسيا القديمة إلى الإمبراطورية الروسية إلى الاتحاد السوفياتي وروسيا الجديدة، ونحن نحترم التاريخ والماضي وعلى هذا الأساس نتقدّم إلى الأمام إلى المستقبل. وهناك الثوابت في احترام الخصوصيات والعادات والتقاليد والعيش المشترك والأديان والحوار. وهناك اعتماد على الاعتدال والتسامح كلّ هذه الثوابت تساعدنا في تطوير العلاقة ورفعها إلى مستوى نوعية أعلى الآن».

وعن المشهد العالمي وقدرة روسيا على مواجهة أميركا التي تحاول جاهدة الإبقاء على القطبية الواحدة، قال زاسيبكين: «نحن نعتقد أنّ التقدّم نحو التعدّدية أمر موضوعي. وهذا مطلب للبشرية، ونحن نرى أنّ أغلبية الدول لا تريد قطباً واحداً. أما عن مقاومة هذا القطب وهذه الضغوط، فالبعض يعتقد أنّ لديهم مكاناً في القطب الواحد، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية لكن الأغلبية ودولاً كبرى هي متفاهمة مع النهج الروسي على هذا الأساس، نحن نعمل لإقامة صلات التعاون وتكوين لهذا النظام وهو أصلاً يجب أن يكون متوازناً، لأنه بدون ذلك يكون هناك استمرار للحروب».

وأضاف: «الآن يبدو أنها مرحلة انتقالية لم تُستكمل بعد، ونحن نمرّ بمرحلة نزاعات، ولكن هذه الفوضى ستنتهي بإيجاد الحلول السلمية للنزاعات أولاً، وثانياً لإجراء الإصلاحات للنظام الاقتصادي في العالم نحو أكثر عدالة»، منوّهاً إلى أنّ «هذا هو هدف روسيا».

وحول تصعيد الغرب وأميركا ضدّ روسيا عبر العقوبات وتوجيه الاتهامات والتوتر الأوكراني، أوضح السفير الروسي «يتضح مما يحصل اليوم وعبر القرون أنهم ضدّ روسيا، على أساس أنّ روسيا في الصف الأول من الدول التي لا تقبل الهيمنة، هذا أساس الخلاف، لذلك يلجؤون إلى أساليب عديدة للضغط على روسيا عبر وسائل متنوّعة. وهناك الحرب الإعلامية وفبركة الوقائع ووصلوا إلى الاتهام وتصوير روسيا بأنها أخطر من الإرهاب، ولكننا نحن نعلم أهدافنا ونتطور».

محفوض

ممثل مركز دمشق للدراسات الاستراتيجية المحلل السياسي د. عقيل محفوض قال لـ «البناء»: «إنّ الحدث السوري هو بالفعل بوابة روسيا ليس فقط في المنطقة، إنما هو بوابتها لدور عالمي»، مضيفاً: «ما حصل في سورية كان كاشفاً لتحوّلات النظام العالمي، فمع الأزمة السورية بات واضحاً أنّ هناك بالفعل مرحلة انتقالية على الصعيد الدولي من أحادية قطبية إلى تعدّد أقطاب قد تكون غير واضحة تماماً، لكن هذا أمر يزداد وضوحاً مع التطوّرات السورية مع انتقالها من المشهد العسكري إلى المشهد السياسي».

وعن المساعي الروسية لترسيخ العملية السياسية في سورية قال محفوض: «نحن نرى أنّ الروس يعملون على هذا المستوى، ولن تكون هناك معارك كبرى بعد الآن على الساحة السورية لكن هناك تحديات كبرى مقبلة، والأمل أن يكون الروس كما كانوا جزءاً من إدارة العمليات العسكرية وأن يكونوا أيضاً جزءاً من إدارة الانتقال من الحرب إلى السلم ثم إعادة البناء سواء إعادة الإعمار أو إعادة اللاجئين وفي كلّ المفردات المتعلقة في سورية ما بعد الحرب».

عوض

بدوره، قال الكاتب والباحث السياسي د. ميخائيل عوض إنّ «فعالية هذا اللقاء فيها الكثير من المؤشرات الجدية الروسية، فالشرق العربي حاكم في إعادة هيكلة العالم، وهذه حقيقة متأتية من دروس الأزمة في سورية والحرب العالمية العظمى وما تحقق من تغييرات كبيرة وأكثر من تاريخية على المستوى العالمي وعلى المستوى الإقليمي»، مضيفاً: «اختيرت بيروت باعتبارها منصة للترويج وتأكيد أنّ روسيا ليست فقط قوة عسكرية أو قوة جوفضائية وما تملكه من أسلحة متطوّرة وعلى عراك مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية إنما بصفتها حاملاً لمشروع ثقافي سياسي دبلوماسي تعليمي».

وأشار عوض إلى أنه «جاءت المداخلات والتعليقات تحت عناوين الدور الروسي في حماية التراث الثقافي التاريخي والتراث الإنساني بدءاً من حماية الآثار إلى مواجهة القوى التدميرية والإرهابية». وأكد أنّ «روسيا تملك مشروعاً لتخليص الإنسانية من وبائها العصري إن كان الإرهاب أو هيمنة الولايات المتحدة».

تامر

من جهته اعتبر رئيس الحركة اللبنانية الديمقراطية جاك تامر أنّ «العلاقات الروسية الشرق أوسطية أحد أهمّ العناوين منذ عقود طويلة، وشهدت الكثير من التجاذبات والتحوّلات»، مشيراً إلى أنّ «روسيا لعبت دوراً كبيراً في رسم السياسة الإقليمية، من خلال تأثيرات سياسية واقتصادية، وفي كثير من الأحيان عسكرية، وهو ما جعل روسيا لاعباً رئيسياً في الشرق الأوسط».

وأضاف: «إنّ روسيا استعادت لمكانتها كإحدى القوى الكبرى الفاعلة، عبر الشراكة الاقتصادية والتقنية، الدعم السياسي الروسي للقضايا العربية، آفاق التعاون في المجال العسكري، الخبرة التاريخية الإيجابية للتعاون العربي الروسي، والتقارب الديني والثقافي والحضاري بين روسيا والعالم العربي».

وأشار تامر إلى أنّ «القراءة المتأنية لخبرة التعاون مع روسيا في الماضي وما يمكن أن تقدّمه للعرب في الحاضر والمستقبل تؤكد أنها تمثل شريكاً أساسياً في تحقيق النهضة المأمولة، فلديها الخبرة والتكنولوجيا، والرغبة الصادقة في تقديم مساعدة حقيقية وفعالة»، منوّهاً إلى أنّ «هناك استجابة وإقبالاً واضحاً من جانب الدول العربية للتعاون مع روسيا، وقد شهد العقد الماضي تطوّراً ملحوظاً وإيجابياً في العلاقات العربية الروسية».

وأضاف تامر: «رغم أن موسكو استطاعت إعادة إطلاق علاقاتها مع حلفائها التقليديين في المنطقة، لكن اللافت هو التطوّر غير المسبوق في علاقتها مع دول الخليج العربي بعد عقود من توقف العلاقات على نحو يحقق مصالح الطرفين».

رزق

من جهته، أوضح مدير مركز الاستشارية للدراسات الاستراتيجية د. عماد رزق، في ما يتعلق بالرؤية الروسية بأنّ «هذا العمل الثقافي ليس رد فعل، بل هو جزء من خطة موضوعة مسبقة، وروسيا بعد الذي حدث في أفغانستان وفي العراق والتحكم الأميركي في مجلس الأمن وغيره، كانت تدرك أن المنطقة ذاهبة إلى التصادم وبالتالي وضعت رؤيتها»

وعن الأحداث في سورية وتأثيرها على الرؤية الروسية، قال رزق: «أستطيع تأكيد أن سورية تعتبر مفتاحاً أساسياً في الشرق الأوسط كجيوستراتيجية وكتاريخ وحضارة، وبالتالي روسيا لم يكن يوماً غائب عن بالها أهمية وموقع واستراتيجية سورية في منطقة المتوسط، وحتى في بناء النظام العالمي، لأن موقع سورية الجيوستراتيجي يتوسط البحار الأربعة. ونحن اليوم نتحدث عن ممرات بحرية عن تجارة دولية عن غاز ومصادر طاقة، لذلك لم يكن هنالك أي استفزاز لها إنما هي كانت تتوقع كل ما يجري طبعاً لم يكن توقعها توقعاً بما يحدث إنما توقع بالنية والغدر الأميركي».

وعن فرض العقوبات الأميركية والأوروبية ضدّ روسيا، والتحديات التي تواجهها لموقفها من أحداث المنطقة، أوضح رزق أنّ «مرحلة العقوبات لم تكن مفاجئة اليوم، وهي تتوقعها وليست بجديدة للشعب الروسي، لأنه كان دائماً يتعرض لضغوط من الغرب في فترة الاتحاد السوفياتي إذاً ليس بجديد من ناحية الرؤية العسكرية، أيضاً تطوير الماكينة العسكرية وتجهيز الجيش الروسي لكي يكون على مستوى التحدي في السنوات المقبلة».

وأكد رزق أنّ «الوجود الروسي والمساعدة الروسية والشراكة الروسية التي تبنى في المنطقة هي طويلة الأمد وغير مرتبطة بالبعد العسكري فقط لمكافحة الإرهاب. المرحلة المقبلة مرتبطة بإعادة الإعمار وتثبيت المصالحات في سورية وتعزيز الشراكات لأنها تثبت الشراكة الاقتصادية والشراكة الثقافية».

وعن كيفية تفعيل هذه الرؤية وآليات تطبيقها قال رزق: «المداخل هي اللغة وبعدها سيأتي دور الأبحاث العلمية ودور الإبداعات العربية وتشجيع المبدعين العرب للدراسة في روسيا أو حتى إعطائهم بعض المنح على مستوى الابتكارات. وروسيا الآن تعمل لتجهيز مختبرات علمية بعلم الفضاء وعلم التواصل بالنانو تكنولوجي بالجزيئات جميع هذه المختبرات الروسية مفتوحة للابتكارات والاكتشافات العربية وللمبدعين وللمفكرين العرب لاستثمار هذه الأماكن وتكون الابتكارات مشتركة روسية عربية. هذا جزء من التعاون».

أضاف «على مستوى التعليم روسيا تقوم بأدوار مهمة جداً. تشجع اليوم المهندسين والأطباء وحتى اختصاصات مميزة لتكون مساعدة للعالم العربي في المرحلة المقبلة في مرحلة التشبيك. وكل هذا يأتي في إطار النهوض بالمنطقة».

ونوّه إلى أنّه «حتى نكون واضحين، روسيا تنظر إلى المنطقة كمنطقة متكاملة ولا تنظر إليها كدول بعينها لذلك عندما نستمع إلى الدور الروسي في سورية علينا أن نتأكد عندما نقول سورية فإن المقصود لبنان وفلسطين والأردن والعراق ولا نستثني لا تركيا ولا مصر أيضاً، كشراكة وتثبيت أقدام».

وعن تفعيل ثقافة المسرح والسينما والأدب الروسي كإحدى أدوات التعاون قال رزق: «هناك محاولات وخاصة أن جزءاً من الدبلوماسية الناعمة هو في السينما والمسرح والأفلام المترجمة والتبادل الثقافي الأدبي لذلك نحن اليوم نتحدّث وتوجد محاولات وتحديداً في مصر والإمارات تعمل على هذا الموضوع، إنما لنكون صادقين هناك لهجات عربية عدة وحتى الإنتاج الروسي يحتاج إلى تصفية هناك إنتاج تاريخي سوفياتي، وهناك بعض المحاولات الحية التي يتم القيام بها ولا يزال هناك ضعف على مستوى الترجمات»، مؤكداً أنّ «روسيا وضعت أسساً ومن هنا حتى ثلاث سنوات ستكون هناك مفاجأة على مستوى الترجمات، لأن هناك جيشاً من المترجمين للغة العربية جاهز للتحرك بأمر من الرئيس بوتين وفي 2020 ستكون هناك مفاجأت على مستوى الترجمات وعلى مستوى الإنتاج».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى