كتل سياسية تنقض وعودها وتُربك عبد المهدي لاستكمال الكابينة الوزارية
نقض العهد والجري وراء المناصب هذا هو حال بعض السياسيين الذين يلهثون وراء منافعهم الشخصية بعد أن تعثروا بالوفاء بعهدهم الذي أطلقوه امام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في حرية اختياره حكومته المنقوصة لغاية اللحظة.
انتقادات لاذعة وجّهها سياسيون الى بعض الكتل التي تدار من أشخاص قد يكونون بعيدين كل البعد عن مفهوم الوطنية، حيث اكد النائب عن كتلة الاصلاح والاعمار اسعد ياسين ان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بحال لا يُحسد عليه نتيجة الخلافات مع الكتل السياسية.
فيما أشار الى ان بعض الكتل خالفت وعودها السابقة بمنح عبد المهدي الحرية الكافية لاختيار مرشحيه للحقائب الوزارية، واشار ياسين الى ان حرية الاختيار التي منحت سابقاً لعبد المهدي قد حجمت، كما ان الوعود التي قطعتها بعض الكتل بمنحه مساحة كافية للاختيار قد عملت اليوم على مخالفتها، موضحاً ان ذلك عقد المشهد وبحاجة الى وقت لحل المشاكل.
وبالتوازي مع هذا الطرح، رأى النائب السابق محمد الصيهود أن تجاوز الخطوات الدستورية في تشكيل الحكومة جعلت منها حكومة ضعيفة غير قادرة ان تقف بوجه اطماع الكتل السياسية الكبيرة وفرض الإرادات عليها، مبيناً أن رئيس الوزراء المكلف لا يملك عوامل القوة او الكتلة الأكبر لكي يقف بوجه اطماع الكتل السياسية غير كتاب الاستقالة الذي يضعه في جيبه.
وهذا بحد ذاته سلاح ذو حدّين حيث في حالة الاستقالة تتركز مقاليد العملية السياسية بيد رئيس الجمهورية بتكليف شخص آخر في تشكيل الحكومة وهذا بحدّ ذاته انقلاب على العملية السياسية، أو يقبل بضغوط الكتل السياسية وبالتالي تفرض عليه شخصيات من شأنها أن تزيدها ضعفاً.
وفي ظل الصراع السياسي الخانق، يبقى المواطن يدفع ضريبة الصراعات غير المنتهية بين الكتل السياسية لانعكاس ملف تشكيل الحكومة بشكل مباشر على حياته اليومية المتعلقة بجميع الوزارات.
وفي السياق، دعا أمين عام عصائب اهل الحق قيس الخزعلي، كافة الأطراف السياسية الى ترك الصراعات واكمال تشكيل الحكومة.
وقال الخزعلي، في تغريدة له عبر موقع «تويتر»، على هامش لقائه يان كوبيتش ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، «أكدنا ضرورة الالتزام بتوجيهات المرجعية الدينية من قبل كل الأطراف السياسية بترك الصراعات السياسية من اجل اكمال تشكيل الحكومة لتقوم بواجبها في توفير الخدمات».
وكان المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني أكد خلال لقائه كوبيتش الخميس، ضرورة أن تتعاون الكتل السياسية مع الحكومة لتقدم خطوات حقيقية في تحسين الأوضاع.
من جهته، شدد رئيس تحالف الإصلاح والاعمار عمار الحكيم خلال لقائه رئيس الجمهورية برهم صالح، على دعم الحكومة في تنفيذ برنامجها الحكومي وتقديم الخدمات وفرص العمل واستقلال قرارها السياسي.
وقال مكتب الحكيم في بيان، إن «الحكيم التقى رئيس الجمهورية وبحث معه مستجدات الوضع السياسي في العراق والمنطقة ودوار العراق بحكم مكانته التاريخية وموقعه وتنوعه».
وأكد الحكيم «اهمية تضافر جهود الجميع ليتمكن العراق من مواصلة النجاحات التي حققها على المستوى الأمني والعسكري والسياسي والاجتماعي»، لافتاً الى «مكانة العراق بعد التجربة الكبيرة التي بينها العراق في التداول السلمي للسلطة وتوزيع الادوار».
وشدد الحكيم على «دعم الحكومة في تنفيذ برنامجها الحكومي وتقديم الخدمات وفرص العمل واستقلال قرارها السياسي»، مشدداً على «ضرورة المضي قدما بإنجاز التشريعات المهمة لا سيما الداعمة للبرنامج الحكومي والتشريعات الضرورية للنظام السياسي العراقي».