حذار هدر الثروة الاغترابية…
حسن عيسى غندور
أثبت الاغتراب اللبناني أنه الدعامة الأساسية لبناء الوطن الذي حلّق بجناحيه المقيم والمغترب. هذا الاغتراب الذي ضخ الاقتصاد اللبناني بالمال والخبرات والطاقات الإغترابية في مرحلة عصيبة مرّت عليه وكادت تطيح بآمال اللبنانيين وطموحاتهم.
هذه الثروة الإغترابية الاقتصادية والمالية والبشرية لم تلق للأسف التقدير الذي تستحقه ولا الاهتمام المطلوب من كلّ العهود والحكومات الذين تعاقبوا، بل تركوا المغتربين «يقلعون أشواكهم بأيديهم» ويواجهون الصعاب والتحديات لوحدهم، ورغم الأثقال عليهم نجحوا في المغتربات وتفوّقوا ووصلوا إلى أعلى المراتب والمناصب وتحوّلوا في بعض دول الإغتراب إلى إمبراطوريات اقتصادية ومالية وساهموا في تطوّر وإنماء الدول التي تواجدوا فيها.
ونأسف للاعتراف بأنّ الجامعة اللبنانية الثقافية التي لطالما جرى التغنّي بها فقدت دورها وأضاعت البوصلة وتحوّلت إلى جامعات متعدّدة الرؤساء، حيث كلّ يغني على ليلاه، فانفضّ المغتربون من حولها بعد أن أصبحت عبئاً بدلاً من أن تكون حلاً أو ممثلة لكلّ المغتربين بعيداً عن المصالح والطائفية.
لذلك نرى أنّ المطلوب من الدولة وأركان الإغتراب وكلّ المعنيين مراجعة حساباتهم وقراءة المتغيّرات بموضوعية، وعدم ترك الاغتراب يواجه مصيره بنفسه، وبخاصة في مرحلة التحديات وتغيّر الظروف والأوضاع وتبدّل الحال، كما المطلوب وقبل فوات الأوان إعادة توحيد الجامعة وتصويب بوصلتها لأنّ الآتي قد يكون أعظم وأخطر.
اللهم أشهد أني بلغت…
أمين عام متجوّل سابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم