عباس: قادة حماس ارتكبوا تفجيرات غزة والحركة ترفض
اتهم رئيس السلطة الفلسطينية قادة حركة حماس بالمسؤولية عن التفجيرات التي استهدفت منازل قادة حركة فتح في غزة قبل أيام. وأعلن أن القدس ستكون عاصمة لفلسطين، وطالب بإبعاد المستوطنين والمتطرفين عن المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وقال عباس في كلمة ألقاها أمس لمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل ياسر عرفات إن «القادة «الإسرائيليين» يخطئون إذا اعتقدوا أن بإمكانهم فرض الأمر الواقع وتقسيم المسجد الأقصى كما فعلوا في غفلة من الزمن في الحرم الإبراهيمي بالخليل وسيتراجعون عن ذلك أيضاً». وأضاف أن الأفعال «الإسرائيلية» تقود المنطقة والعالم إلى حرب دينية مدمرة، فلا العالم الإسلامي ولا العالم المسيحي سيقبل المزاعم «الإسرائيلية» بأن القدس لهم».
وأكد عباس أن القيادة الفلسطينية عازمة على التوجه إلى مجلس الأمن هذا الشهر للحصول على قرار يعترف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 67، و»سنعمل للانضمام إلى المواثيق والمنظمات الدولية في حال قوبل القرار بالرفض». واعتبر أنه «لم تعد الأراضي الفلسطينية عام 67 أرضاً متنازعاً عليها لأن «إسرائيل» في كل وقت تحاول أن تفرض الأمر الواقع بالاستيطان غير الشرعي، ولن نقبل وجود الاستيطان ونعتبره غير شرعي وغير قانوني وعلى «إسرائيل» أن تزيله لتبقى دولتنا خالية من الاستيطان».
ولفت عباس إلى أن «قيادة حماس هي المسؤولة عن جريمة تفجير منازل قيادات فتح بغزة، وتصريحات حماس ضدنا تتطابق مع تصريحات الاحتلال، وتصرفات حماس في غزة والضفة تعطل إعادة الإعمار ولا توحي بأن الحركة تريد مصالحة ووحدة وطنية».
وأكد رئيس السلطة الفلسطينية أن «همّنا الأول هو إعادة الإعمار وأريد أن تدخل الأموال ومواد الإعمار وليس لي أجندات أخرى للتخفيف عن أهلنا هناك وأتمنى أن يكون هذا في بال حماس، لكني لا أعتقد».
حماس ترد على اتهامات عباس
واعتبرت حركة حماس أن خطاب عباس في رام الله في الذكرى العاشرة لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، «مليء بالأكاذيب»، كذلك اتهمت حركة فتح بـ «اصطناع التفجيرات في غزة».
وقال المتحدث باسم حركة حماس مشير المصري إن «خطاب عباس امتلأ بالأكاذيب والمغالطات والتضليل والشتائم ويدل على فئويته وحزبيته». وأضاف أن الشعب الفلسطيني «بحاجة إلى رئيس شجاع».
كذلك قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري في حديث لقناة «RT»، إن خطاب محمود عباس وكيله الاتهامات إلى حركة حماس من دون الاستناد إلى أي دليل، لا يليق به كرئيس. وأضاف أن محمود عباس لم يسارع إلى اتهام الاحتلال بتهويد القدس وبقتل الراحل ياسر عرفات، وإنما سارع إلى اتهام حماس. وأكد أن موقف حماس هو الاستمرار في تنفيذ بقية ملفات المصالحة.
عرفات قتل بسم مجهول
وفي سياق الذكرى، نقل عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث عن الأطباء الفرنسيين الذين أشرفوا على علاج الرئيس الراحل ياسر عرفات تأكيدهم مقتله بسم مجهول.
وقال شعث في تصريح لوكالة آكي الإيطالية أول من أمس «لا شك لدي بأن «إسرائيل» مسؤولة عن قتله، في المناقشة مع الأطباء الفرنسيين في مستشفى بيرسي أكدوا أنه لم يمت بالبكتيريا ولا فيروس ولا سرطان، إنما بمادة خارجية غريبة لم يستطيعوا التعرف إليها، قالوا إنه قتل بسمّ لا يعرفون عنه شيئاً فهو لا يتطابق مع عينات السموم التي عندهم».
من جهة أخرى، كشف شعث أن عرفات دعا الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون إلى حضور جنازته، موضحاً أن هذه الدعوة جاءت عام 2000 أثناء قمة كامب ديفيد «عندما بدأ كلينتون بالضغط عليه للقبول بما لا يستطيع القبول به».
مروان البرغوثي:
لإعادة النظر في وظيفة «السلطة»
دعا القيادي في حركة فتح المعتقل لدى الاحتلال مروان البرغوثي أمس السلطة الفلسطينية إلى دعم «المقاومة الشاملة والبندقية»، مطالباً بـ«إعادة النظر في وظائف السلطة ومهماتها بحيث تكون مهمتها الأولى والرئيسية دعم ومساندة المقاومة الشاملة، وهذا يقتضي الوقف الفوري للتنسيق الأمني والتعاون الأمني الذي يشكل تعزيزاً للاحتلال».
وقال البرغوثي في رسالة كتبها من سجن هداريم «الإسرائيلي» لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الرئيس ياسر عرفات ونشرتها صحيفة القدس الفلسطينية إن «التمسك بإرث عرفات ومبادئه وثوابته التي استشهد وعشرات الآلاف من أجلها يأتي من خلال مواصلة مسيرة المصالحة الوطنية على أسس صحيحة ودعم ومساندة حكومة الوفاق الوطني والتمسك بخيار المقاومة الشاملة والبندقية التي استشهد عرفات وأبو جهاد وأحمد ياسين والشقاقي وأبو علي مصطفى والكرمي والجعبري وهي في أيديهم».
وطالب البرغوثي بـ«ضرورة إعادة الاعتبار، مجدداً لخيار المقاومة بوصفه الطريق الأقصر لدحر الاحتلال ونيل الحرية».