«إسرائيل» تُطلق عملية «درع الشمال» بذريعة تدمير أنفاق سريّة لحزب الله قيادة الجيش: نتابع الوضع وجاهزون لمواجهة أيّ طارئ

الجنوب- رانيا العشي

استفاقت المناطق الحدودية في الجنوب صبيحة أمس، على هدير الجرافات والحفارات والآليات العسكرية «الإسرائيلية»، حيث أعلن جيش العدو تعزيز قواته على الحدود مع لبنان، وبدأ منذ التاسعة والنصف من ليل أول من أمس وفق المعلومات، عملية واسعة النطاق على الحدود، للكشف، كما زعم العدو، عن أنفاق شيّدها حزب الله من لبنان إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، «لإحباط هجمات محتملة للحزب في الحرب المقبلة»، تحت مسمّى عملية «درع الشمال» لتدمير أنفاق حزب الله.

وأعلن الجيش «الإسرائيلي»، في بيان أمس «إنطلاق عملية عسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان، تستهدف كشف وإحباط أنفاق يحفرها حزب الله داخل الأراضي الفاسطينية المحتلة»، حسب زعمه.

فقد باشرت ورشة تقنية للعدو بأعمال الحفر لكشف عن أنفاق ادّعى العدو أنها تقع في منطقة بساتين مستوطنة المطلة، حيث استقدم جرافات وآليات خاصة بالحفر في باطن الأرض بمحيط مترين ولمسافة عشرة أمتار، وقد شوهدت هذه الآليات تعمل بمحاذاة جدار الفصل مع لبنان عند محلة العبارة مقابل بلدة كفركلا قضاء مرجعيون، ويقوم برفع السواتر الترابية وحفر الخنادق، وسط حماية أمنية مشدّدة لجنود العدو، فيما راقب الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل» باهتمام بالغ عملية الأشغال الجارية خلف الحدود، وسيّر الجانبان دوريات على طول الخط الأزرق من العديسة نزولاً نحو سهل مرجعيون.

وذكر الجيش «الإسرائيلي»، في بيانه، أنّ الطاقم «تمكن من تطوير خبرة وقدرات واسعة عن مشروع الأنفاق الهجومية التابع لمنظمة حزب الله»، وفق وصفه.

وللغاية، أعلن العدو خلال العملية، عدداً من المناطق المحاذية للسياج على الحدود اللبنانية، مناطق عسكرية مغلقة من دون إعطاء تعليمات لسكان المستوطنات. وأعلنت القيادة العسكرية المعادية «بدء عملية الكشف على ممرات وأنفاق حفرها حزب الله»، لمهاجمة الكيان «الإسرائيلي»، في وقت أعلن العدو عن تعزيز وحداته على طول الحدود اللبنانية.

وصرح المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي بأنّ قواته باشرت بهذه الحملة، مشيراً إلى أنّه خلال حرب تموز 2006، كشفت «إسرائيل منظومة تحت أرضيّة لحزب الله في لبنان»، زاعماً أنّ الحزب مستمرّ بتطوير هذه البنية تحت الأرض، كجزء من جاهزيته للقتال.

ولفت الى أنّه جرى تشكيل طاقم تكنولوجي استخباراتي لمتابعة «التهديد تحت الأرضي» للحزب منذ العام 2014، وأضاف «جاء كشف حفر أنفاق حزب الله، قبل ان تشكل تهديداً فورياً للمستوطنين»، متهماً الحزب بتجاهل مندرجات القرار الأممي 1701.

وحمّل أدرعي الحكومة اللبنانية مسؤولية كلّ ما يجري داخل الأراضي اللبنانية من الخط الأزرق شمالاً، زاعماً أنّ «حزب الله يقوم بحفر هذه الأنفاق من المناطق المبنية داخل القرى في جنوب لبنان وبذلك يمسّ بدولة لبنان ويخاطر بالمواطنين اللبنانيين».

«يونيفيل»

في غضون ذلك أعلنت قوات «يونيفيل» أنّ الجيش «الإسرائيلي» أبلغها صباح أمس، أنه بدأ أنشطة جنوب الخط الأزرق للبحث عما يشتبه أنه أنفاق.

وأشارت إلى أنّ «الوضع العام في منطقة عمليات يونيفيل لا يزال هادئاً، وتعمل يونيفيل مع جميع المحاورين من أجل الحفاظ على الاستقرار العام»، معلنةً أنّ «جنود حفظ السلام التابعين ليونيفيل زادوا من دورياتهم على طول الخط الأزرق، إلى جانب القوات المسلحة اللبنانية، للحفاظ على الاستقرار العام وتجنب أي سوء فهم قد يؤدي إلى تصعيد».

ولفتت إلى أنّ «رئيس بعثة يونيفيل وقائدها العام الميجور جنرال ستيفانو ديل كول على اتصال وثيق مع كلّ من القوات المسلحة اللبنانية والجيش الإسرائيلي، ويحثّ مجدّداً جميع الأطراف على استخدام الآليات التي تضطلع بها يونيفيل في مجال الارتباط والتنسيق والآلية الثلاثية لتهدئة أي توتر. وتعمل فرق الارتباط التابعة ليونيفيل على جانبي الخط الأزرق».

وفي السياق، تفقد وفد من الأمم المتحدة برئاسة السفير الكندي لدى الأمم المتحدة ريتشارد غيلر يرافقه نائب القائد العام لقوات «يونيفيل» ومدير الشؤون السياسية في البعثة عمران رزا، قائد القطاع الشرقي في يونيفيل الجنرال روميرو وكبار مساعديه، وضباط الأجهزة الأمنية والإرتباط ، اللبنانية والدولية، وفريق مراقبي الهدنة، الخط الأزرق الحدودي، وراقبوا باهتمام الأشغال والحفريات «الإسرائيلية»، وتوقفوا زهاء نصف الساعة عند محلة الثغرة، عند المدخل الشمالي لبلدة عديسة الحدودية، على بعد أمتار من حاجز الجيش اللبناني، قبال نقطة مراقبة «إسرائيلية» على طريق مستعمرة مسكاف عام. بعد ذلك توجه الموكب الذي ضمّ عدة آليات عسكرية لـ «يونيفيل» على طول الخط الحدودي بمحاذاة جدار فاطمة نزولاً نحو سهل مرجعيون ووصولاً إلى بلدة العباسية المحررة حيث موقع متقدم للوحدة الإسبانية على الخط الأزرق قبالة قرية الغجر المحتلة.

الجيش

من جهتها، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان أنه على ضوء إعلان العدو «الإسرائيلي» فجر أمس إطلاق عملية «درع الشمال» المتعلقة بأنفاق مزعومة على الحدود الجنوبية، تؤكّد قيادة الجيش أنّ الوضع في الجانب اللبناني هادئ ومستقر، وهو قيد متابعة دقيقة.

كما تقوم وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة بتنفيذ مهماتها المعتادة على طول الحدود بالتعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، لمنع أيّ تصعيد أو زعزعة للاستقرار في منطقة الجنوب، مشيرةً إلى أنّ الجيش على جهوزية تامة لمواجهة أي طارئ.

«الوطني للإعلام»

من ناحيته، أعلن المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، أنّ «العدو الصهيوني وزع فيديوات وشنّ حملة تهديد وتهويل ضدّ لبنان تحت شعار البحث عن أنفاق في شمال فلسطين المحتلة»، ودعا «كلّ المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية وسائر الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى عدم الوقوع في فخ الترويج للدعاية الصهيونية وخدمة حملات التهويل والتهديد التي يروجها العدو ضدّ لبنان من خلال تعميم ما يريده العدو عبر نشر الفيديوات المزعومة وبث التهديدات بالعدوان على لبنان».

وأكد المجلس أنه على «الأرجح، أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يسعى إلى تحويل الأنظار عن ملاحقته بالفساد، ما يتطلب وعياً وتضامناً لبنانياً وإدراكاً إلى أن الخطر الحقيقي على لبنان يتمثل بالعدو الإسرائيلي. وهذه هي مهمة الإعلام البنّاء».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى