لقاء «صريح» بين حزب الله و«الاشتراكي» الخليل: ما حصل في الجاهلية كاد يجرّ لبنان إلى كارثة
فيما واصل رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهّاب تقبّل التعازي بالشهيد محمد أبو دياب في بلدة الجاهلية الشوفية، استمرت الاتصالات واللقاءات لتطويق ذيول الحادث وترسيخ الاستقرار في الجبل.
وفي هذا الإطار، عُقد لقاء بين المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين الخليل مع وفد الحزب التقدمي الاشتراكي ضمّ الوزير السابق غازي العريضي والنائب وائل أبو فاعور، في حضور مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا.
وقال العريضي بعد اللقاء «انّ الاجتماع سادته روحية التفاهم والصراحة واللقاء يكتسب أهمية معينة بسبب الظروف التي شهدها البلد إلا أنه في إطار التنسيق، ونحن مقتنعون بضرورة الاحتكام الدائم الى الدولة والمؤسسات وإلى القضاء لأننا حريصون على استقرار لبنان».
من جهته، أكد الخليل «أنّ الهمّ المشترك مع الحزب الاشتراكي هو تحييد لبنان عن أيّ انتكاسة أمنية، وما حصل في الجاهلية كان عملاً متهوّراً وكاد يجرّ لبنان إلى كارثة، ومن رأى المشهد في الجاهلية يعلم أنّ العملية لم تكن للتبليغ بل تظهر نية للقتل أو الاعتقال».
من جهة أخرى، أعلن النائب فيصل كرامي، بعد تقديمه التعازي بأبو دياب في الجاهلية، «أننا ننتظر التحقيقات الكاملة ولم تعد تكفي التبريرات الإعلامية والتسريبات السياسية، ولبنان اليوم بحاجة إلى الإستقرار». وقال «أكدنا وما زلنا نؤكد أنّ الجميع تحت سقف القانون وتحت سقف القضاء. ونتساءل لماذا تمّ الهجوم الكبير بمدرّعات وآليات من أجل إخبار طبيعي».
وأكد كرامي أنّ «على الجميع الوعي بأنّ لبنان بحاجة إلى الاستقرار وعلى الطبقة السياسية أن تكون مسؤولة وأن تقتنع بنتائج الانتخابات وتحترمها، والناس قالت كلمتها». وأعلن أننا «لن نتوقف ولن نستكين في مواجهة الفساد».
وقال «طالبنا بحقنا الطبيعي بوزير في حكومة الوحدة الوطنية، حتى أننا لم نطلب الحقيبة، ولكننا اليوم مصرّون على مطلبنا ونريد حقيبة».
من جهته، قال وهاب «قلنا كلمتين ضدّ الحريري في موضوع الفساد، فقيل لنا إننا نحرّض على أهل السنة، وأنا قلت إنّ السنة أمة وليسوا طائفة، وهذه الأمة بحاجة الى رجال كرشيد وعمر كرامي وسليم الحص».
وشدّد على ان «لا 7 أيار في الجبل، وهم من حاولوا افتعاله، لكن السحر انقلب على الساحر»، وقال «إننا بحاجة لصوت العقل اليوم، ودماء محمد أبو دياب هي فداء للبنان».
وأشار وهاب الى انّ «الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله حقن دم الدروز في الجبل ودم القوة المهاجمة، نحن رفعنا أيدينا لأننا انتصرنا على الفتنة».
من ناحيته، قال السفير السوري علي عبد الكريم علي من الجاهلية «جئت للتعزية، وفي لبنان حكماء يريدون منع الفتنة، لذلك نستبشر خيراً أنّ دماء محمد أبو دياب فدت لبنان».
وأشار إلى «أنّ الذين يتربّصون بلبنان وسورية هم الخاسرون ونحن نتعامل بمنطق الأخوة، وحلفاؤنا في لبنان يحصدون انتصاراً، حلفاؤنا معنا ويكبرون والتحديات تصيب سورية ولبنان معاً سواء كانت من إسرائيل أو الإرهاب».
كما أمّت الجاهلية للتعزية وفود سياسية وشعبية عدة.
وفي السياق عينه، قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل في بيان، «بألم وأسف شديدين تلقينا نبأ وفاة، مرافق الوزير السابق وئام وهاب ، محمد أبو دياب»، مقدماً الى عائلته والى سائر أبناء بلدة الجاهلية وقرى المنطقة ورفاقه ومحبيه أحرّ التعازي، وأضاف «أتطلع معكم ومع سائر اللبنانيين إلى أن تأخذ هذه القضية مسارها القانوني السليم».
وأعلنت «حركة الشعب»، في بيان أصدرته اثر اجتماع لقيادتها، «انّ المناخ المشحون الذي خيّم على لبنان الأسبوع الماضي، يذكرنا بمناخات العام 1975»، مشيرةً إلى أن «حادث الجاهلية يذكرنا بحوادث مماثلة افتعلت قبل 43 سنة، وكانت الشرارة التي أشعلت نار الحرب الأهلية».
وسألت «من كانت الجهة الخفية التي أوعزت بإطلاق النار على بوسطة عين الرمانة، ومن الذين أطلقوا النار؟ الفاعل المعلوم لا يزال مجهولاً، ولكن نار الحرب الأهلية اندلعت لتحرق الأخضر واليابس. من أطلق النار على المناضل معروف سعد؟ الفاعل المعلوم لا يزال مجهولاً. ولكن الحرب اندلعت لتقتل عشرات الآلاف، وتشرّد مئات الآلاف وتخرب وتدمّر وطننا وشعبنا».
كما سألت «اليوم، من هي الجهة التي دبرت حادث الجاهلية، وماذا كان هدفها، ومن كانت تستهدف تلك الرصاصة التي أودت بحياة المرحوم محمد بو دياب؟ وهل إنّ الصدفة وحدها هي التي عطلت مفعول الشرارة التي كان مقدّراً لها أن تشعل الفتنة الكبرى في لبنان؟»
وشدّد الأمين العام لـ «التيار الاسعدي» المحامي معن الأسعد، على «ضرورة إعتماد العقل ولغة الهدوء والحوار في التخاطب بين القوى السياسية، لأنّ خطاب التشنج والكيدية والعناد والتمترس خلف الطائفة والمذاهب والمصالح السياسية الضيقة سيعمّق الأزمة ويقفل كلّ خيارات وبوابات الحوار والحلول»، محذراً من «استعمال الشارع لرفع سقف التفاوض وتقاسم «جبنة الوطن» لأنه الخطر بعينه المتربص بالبلد». واعتبر «أنّ لبنان نجا من قطوع بل من كارثة كادت معه تنفلت الأمور وتضع البلاد على حافة الفتن والحروب التي ستكون تداعياتها خطيرة وقاتلة».
ونبّه إلى «خطورة محاولة إغراق القضاء والأجهزة الأمنية والعسكرية في الصراعات السياسية والطائفية والمذهبية والمصلحية». وأشاد بالمؤسسة العسكرية «التي استطاعت بوطنيتها وحكمة قيادتها تجنيب البلد الفتنة او الوقوع في الخطأ القتل والمدمّر».