موسكو: على واشنطن إلغاء قاعدة التنف.. وواشنطن تحاول إنشاء كيان كردي مستقل
أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن التمركز غير القانوني للقوات الأميركية في سورية يهدف الى تقسيم دولة ذات سيادة.
زاخاروفا انتقدت الأنشطة المشبوهة التي يقوم بها التحالف بقيادة واشنطن في سورية حول قاعدة التنف، مضيفةً أن غاية التمركز الأميركي غير الشرعي يتمثل في محاولة اللعب بالورقة الكردية والسعي نحو تقسيم سورية.
بدوره، اتهم رئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، أمس، الولايات المتحدة بمحاولة إنشاء كيان كردي مستقل عن دمشق شمال سورية.
وقال غيراسيموف للملحقين العسكريين الأجانب: «الوضع شرق الفرات يتأزم، حيث تحاول الولايات المتحدة المراهنة على الأكراد السوريين لإنشاء كيان شبيه بدولة مستقلة عن دمشق شمال البلاد، ويقومون بتشكيل حكومة ما يسمّى بفدرالية شمال سورية الديمقراطية» .
وذكر أن «الأميركيين عبر دعم التوجهات الانفصالية للأكراد بالآليات العسكرية يسمحون لهم بمضايقة القبائل العربية».
وقال غيراسيموف، إن «مسلحي «داعش» منتشرون في شرق الفرات فقط، في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة»، مضيفاً: «في ديسمبر من العام الماضي انتهت العملية النشطة للقضاء على العصابات في سورية. وفي الوقت الحالي يتواجد مسلحو «داعش» في شرق الفرات فقط، في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، في حين تتركز بقايا الجماعات المسلحة بقيادة «جبهة النصرة» داخل منطقة وقف التصعيد في إدلب».
وأكد أن الخلايا النائمة لتنظيم «داعش» بدأت بالنشاط وتوسيع مناطق نفوذها شرق الفرات.
وقال: «في غرب سورية كانت هناك كذلك مجموعات متفرقة من المسلحين، كما كانت هناك خلايا نائمة لـ «داعش»، إلا أن القوات السورية، والأجهزة الأمنية تمكنت من تصفيتها والسيطرة على الوضع بشكل كامل».
وتابع: «إلا أنه لم يتم اتخاذ تدابير مماثلة شرق البلاد»، مشيرا إلى أن «التحالف بقيادة الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية التابعة له غير قادرين على إحكام السيطرة على تشكيلات «داعش» في بلدة هجين».
وقال غيراسيموف، إن روسيا عرضت على الولايات المتحدة إزالة القاعدة في التنف وفرض سيطرة مشتركة هناك، لكن الولايات المتحدة لم تستجب.
وأوضح غيراسيموف، خلال اجتماعه مع ملحقين عسكريين أجانب: «من جانبنا، اقترحنا القضاء على المنطقة وفرض سيطرة روسية أميركية مشتركة على المعبر الحدودي، لكن الشركاء الأميركيين تركوا مقترحاتنا من دون إجابة».
وتتمركز القاعدة العسكرية الأميركية في معسكر في التنف، حيث يقوم خبراء عسكريون أميركيون هناك بتدريب أفراد مجموعات المعارضة العسكرية لمواجهة التنظيم الإرهابي «داعش».
ووجّه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، في مايو/ أيار وفي يونيو/ حزيران، ضربات ضد القوات الحكومية السورية التي اقتربت من مواقع المعارضة في منطقة التنف.
إلى ذلك، عثرت الجهات المختصة السورية على أنفاق تحوي مستودعات أسلحة وذخائر متنوعة وصواريخ مدفونة جنوب بلدة نصيب في محافظة درعا على الحدود السورية الأردنية.
وقال مصدر: إنه خلال عمليات البحث والتمشيط تمكنت الجهات الأمنية في المحافظة من ضبط مستودعات ذخيرة متنوعة مخبأة في باطن الأرض ضمن أنفاق في المزارع الجنوبية لبلدة نصيب وعلى أعماق متفاوتة من 4 إلى 6 أمتار. وأضاف: تمكنت قوات الأمن من استخراج الأسلحة من موقعين في المنطقة، وبينها كميات كبيرة من حشوات قذائف «آر بي جي» وقذائف الهاون وذخائر أسلحة متوسطة، وأسمدة تستخدم في صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، إضافة إلى كميات كبيرة من الصواريخ المتنوعة التي كانت تستخدمها المجموعات الإرهابية المسلحة في استهداف الأحياء الآمنة ومواقع الجيش العربي السوري في محافظة درعا.
ولفت المصدر إلى أن الجهات الأمنية في درعا تواصل عملها بشكل مكثّف من أجل ضبط كل ما خلفته المجموعات المسلحة في المحافظة من أسلحة وعبوات ناسفة ومفخخات، وإزالة الألغام حفاظاً على حياة الأهالي.
وكانت قوى الأمن السورية قد عثرت الثلاثاء، على مستودع يحوي كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة، من مخلفات المجموعات الإرهابية المسلحة، خلال عمليات التمشيط في ريف درعا، تضمّ عدداً من المدافع والقواذف والرشاشات والذخيرة وطائرات الاستطلاع، كانت مدفونة تحت الأرض في إحدى المناطق الزراعية، بالسهول المحيطة في منطقة درعا البلد.
وكانت السلطات السورية ضبطت مطلع الشهر الجاري مستودعاً يحتوي على كميات من الأسلحة والذخيرة، من مخلفات الفصائل الإرهابية في عدد من المناطق الجنوبية التي حررها الجيش السوري، بينها صواريخ «تاو» أميركية الصنع وأكثر من مئة ألف طلقة رشاش متنوّعة وعدد كبير من قذائف «أر بي جي» والبنادق الآلية.
كما عثرت الجهات المختصة الأسبوع الماضي على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من بينها صواريخ محمولة على الكتف مضادة للدروع ومدفع مزدوج كهربائي ومدافع «بي 9» وأجهزة اتصال لاسلكية فضائية من مخلفات التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية وأرياف درعا والقنيطرة وحمص.
الجدير بالذكر أن معظم عمليات العثور على مستودعات أسلحة الإرهابيين ومخلفاتهم في الكثير من المناطق السورية تتم بمساعدة الأهالي الذين رفضوا مغادرة بيوتهم ومساكنهم كي لا يتركوها تحت عبث الإرهابيين الذين كانوا ينتشرون في بلداتهم.
من جهته أعترف الجنرال الأميركي كينيث ماكينزي، أن الولايات المتحدة لا تضع انتصار «نظام دمشق» في الحرب في سورية موضع الشك.
وفي جلسة استماع نظمتها لجنة مجلس الشيوخ الأميركي لشؤون القوات المسلحة، بمناسبة ترشيحه، من قبل الرئيس دونالد ترامب، لتولي القيادة المركزية للجيش الأميركي CENTCOM ، قال ماكينزي إن الرئيس السوري، بشار الأسد، يبقى في سدة الحكم، فيما تستعد قواته لتطهير محافظة إدلب، «معقل المعارضة الأخير».
وأشار ماكينزي إلى أن نجاح «النظام السوري» في الحرب الأهلية «يبدو أمراً لا مفر منه عملياً»، نظرا لتفوق قواته شبه المطلق على قوات المعارضة التي يقع معظمها تحت الحماية المؤقتة لأنقرة في شمال غرب سورية.