طرق النحاس ونقشه.. حرفة نابضة في دمشق التراث
لم يكن «سوق النحاسين» أحد أسواق دمشق القديمة يحتاج يوماّ إلى من يدلّ عليه أو يحدد موقعه فبريق لونه الذهبي وقرقعة النحاس وأصواتها تصل إلى الأسواق المحيطة به معلنة عن ورشة عمل لا تهدأ لتوفير كل ما يحتاجه الناس من مستلزمات الحياة اليومية آنذاك، لكن اليوم خفتت موسيقاه وتحوّل مهنة تأبى الاندثار.
مهنة النحاسيات عرفها الدمشقيون منذ القرن الثالث عشر، حسب أحمد النوري صاحب أقدم محال السوق، مشيراً إلى أن «السوق قديماً كان في منطقة السنجقدار وتمّ نقله إلى داخل سور قلعة دمشق مقابل سوق المناخلية قبل نحو 300 سنة، حيث كانت أصوت الطرق على النحاس تصل إلى ساحة المرجة».
النوري أشار إلى أن عدد الورشات في السوق سابقاً بلغ 400 ورشة في حين اليوم لا يتجاوز 4 ورشات حيث تصنع فيها أواني الطبخ وعربات الخيول ومطاحن البن ومصبات القهوة والمناقل وغيرها.
وبالتعرف إلى مراحل العمل في ورشة النوري، حيث يقسم العمل بين أشخاص عديدين فواحد يقوم بالتخطيط والرسم وآخر يهتم بتجويف الصفيحة النحاسية ثم مرحلة النقش على النحاس.
وذكر النوري أنه لإعطاء النحاس لوناً براقاً ولامعاً يستخدم الطريقة القديمة «الزنكوغراف»، حيث تغطى القطعة بمادة شمعية خليطة بالورنيش والقطران.
ورغم عراقة السوق وما تقدمها منذ مئات السنين غير أن بريقه خفت في الزمن الحاضر حسب النوري، بسبب انتشار الأواني البلاستيكية والستانلس، بحيث يتحوّل النحاس تدريجياً قطعاً تزين الصالونات.
سانا