لافروف: مخاطر الانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطة ستنعكس على أوروبا
وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قرار واشنطن الانسحاب من معاهدة الصواريخ المتوسطـة وقصيرة المدى بأنه «خرق للقانون الدولي»، مضيفاً «أن ذلك الأمر يشكل مخاطر جديدة لأوروبا».
وقال لافروف في كلمة له خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، المنعقد في مدينة ميلانو الإيطالية أمس: «التوسع المتهور للناتو، وتعزيز قدرات الحلف في ما يُسمّى جانبه الشرقي، ونشر منظومة الدفاع الصاروخي الأميركية في أوروبا، إضافة إلى فرض عقوبات تحت ذرائع مفتعلة، كل ذلك تسبب في أزمة الثقة في المنطقة الأوروأطلسية».
وأضاف: «هناك مخاطر جديدة تنجم عن نية الولايات المتحدة دفن معاهدة دولية أخرى، هي معاهدة إزالة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى».
وحسب لافروف، فإن «انعدام رغبة الغرب في استئناف الاتصالات مع روسيا على مستوى العسكريين يمنع المضي قدماً في قضايا نزع السلاح».
وتطرّق لافروف أيضاً إلى أزمة أوكرانيا، مشيراً إلى أن «كييف تعطل بمثابرة تنفيذ اتفاق مينسك وقرارات رباعية نورماندي المتعلقة بالتسوية في دونباس شرقي البلاد».
ولفت الوزير الروسي إلى أن «الدول الغربية غضّت الطرف عن استفزاز كييف في مضيق كيرتش واستعداداتها العسكرية في دونباس».
وفيما يتعلق بالأزمة الكنسية في أوكرانيا، حيث تعمل بطريركية القسطنطينية بدعم من كييف على فصل الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا عن كنيستها الأم بطريركية موسكو، قال لافروف «إن تدخل السلطات الأوكرانية السافر في شؤون الكنيسة يصعّد الوضع المعقد أصلاً في البلاد، ويقسم المجتمع ويعرقل إيجاد تسوية للأزمة».
وأضاف لافروف «أن كييف تتبنى قوانين تمهّد لمنع كل اللغات إلا اللغة الأوكرانية، ما يكشف أن هدف السلطات هو فرض التمييز، بل وحتى محو اللغة الروسية التي يستخدمها غالبية سكان أوكرانيا».
في سياق متصل، قامت القوات الجوية الأميركية بـ»تحليق غير مخطط له مسبقاً فوق الأراضي الأوكرانية في إطار اتفاقية السماوات المفتوحة».
واعتبر البنتاغون ما وصفه بـ «الهجوم الروسي غير المبرر على السفن الأوكرانية في مضيق كيرتش تصعيداً خطيراً ضمن النشاطات الروسية الاستفزازية والمهددة أكثر فأكثر»، حسبما قال في بيان له.
وأوضح البنتاغون «أن الطيران الأميركي نفذ هذا التحليق في هذا التوقيت للتأكيد على العزم الأميركي بدعم أوكرانيا وغيرها من الشركاء»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة مصممة على الحفاظ على أمن الدول الأوروبية».
وأشار البنتاغون إلى أن «الولايات المتحدة تسعى لعلاقات أفضل مع روسيا»، لكن هذا الأمر «مستحيل» مع استمرار ما وصفه بـ «أعمال غير شرعية ومزعزعة للاستقرار من قبل روسيا في أوكرانيا أو غيرها»!.
في سياق التصعيد الأميركي، أكد مصدر في وزارة الخارجية البولندية لمندوب صحيفة «ازفستيا» الروسية «أن وارسو وواشنطن تدرسان إمكانية إقامة قاعدة عسكرية أميركية في مدينة أوجيش البولندية القريبة من مدينة كالينينغراد الروسية».
وقال المصدر «إن هناك أماكن عدة لإقامة القاعدة العسكرية الأميركية منها مدينة أوجيش التي سيتم اختيارها على الأرجح».
وعبر المصدر عن اعتقاده بأن «إقامة القاعدة الأميركية في هذه المدينة ستتيح للقوات الأميركية توفير الأمن لبولندا وليتوانيا ولاتفيا واستونيا».
ومن جانبه نبه السيناتور الروسي فرانتس كلينتسيفيتش إلى «خطورة نيات السلطات البولندية»، ملمحاً إلى «احتمال أن تقوم روسيا بردّ باستخدام السلاح الناري».
وقال السيناتور الروسي «إن روسيا ستنظر إلى قاعدة عسكرية أميركية في حال إقامتها في الأراضي البولندية عند الحدود الروسية، على أنها هدف يجب تدميره بواسطة السلاح الناري».