الوفاء للمقاومة: الخصومات السياسية لا تُعالَج بالشتم والطعن الشخصي ولا بإساءة استخدام السلطة

رأت كتلة «الوفاء للمقاومة» أن «ليس من المبالغة في شيء أن لبنان قد تجاوز الاسبوع الفائت فتنة خطيرة كادت تهدد سلمه الاهلي واستقراره الداخلي. ولولا العناية الالهية وسرعة تحرك بعض المخلصين للبلاد والحريصين على وحدة اللبنانيين، كادت الشرارة ان تنطلق من الجبل بفعل إجراء غير مدروس يتسم بالخفة والقصور عن معرفة الوقائع بدقة وعن كيفية التعاطي الحكيم مع تعقيداتها. ويحقّ لحزب الله أن نسجل له مناقبيته الوطنية وتعاليه عن صغائر الامور ودفعه المسؤولين الى استدراك الأمور قبل ان تشتعل نيران الفتنة ويمتد لهيبها الى حيث يصعب الإطفاء».

وقالت بعد اجتماعها الاسبوعي برئاسة النائب محمد رعد ومشاركة ألاعضاء «وان كان من عبرة يجب ان تستخلص من كل ما حصل، فهي ان من يتصدى لموقع من مواقعِ السلطة في لبنان ينبغي ان يحاذر الانفعال وان يترفع عن المناكفات وان يكون أوسع صدراً من حاشية يوترها الصخب وتحركها النكايات، فتشير على المسؤول بما يورطه في الأزمات ويغرقه في تحمل التبعات وتتسبب إجراءاته بضحايا افراداً او جماعات. ومن العبرة ايضا ان اولوية حفظ الامن والسلم والاستقرار الداخلي مسؤولية لا يجوز لأحد التفريط بها. وان لبنان لا يتحمل الا لغة التحاور والخطاب الهادئ وحسن التدبير والادارة سواء في تطبيق القانون او في فهم مصاديقه، وان الخصومات السياسية لا تعالج بالشتم والطعن الشخصي من جهة ولا بإساءة استخدام السلطة من جهة أخرى».

وأضافت «رحم الله العزيز محمد بو ذياب وألهم ذويه الصبر والسلوان والمسؤولين حسن التصرف وتدبر العواقب. ان كتلة الوفاء للمقاومة إذ تشارك أهله ورفاقه العزاء، تأمل ان يسهم الجميع في لملمة الجراح ومعالجة ذيول ما حصل بواقعية وحكمة».

وجددت الكتلة تأكيدها ان مصلحة البلاد تقتضي انفتاحاً وواقعية لتشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن يتمثل فيها كل من له حق التمثيل ويتحمل فيها جميع المشاركين مسؤولياتهم الوطنية في إدارة شؤون البلاد والمواطنين، بما يحقق النهوض المتوازن والقدرة على احتواء المشاكل ومعالجتها.

واعتبرت الكتلة ان الخلل الذي يظهر في أداء السلطة بين الحين والآخر مرده الحقيقي الى غياب القرار السياسي المتوازن بسبب عدم وجود حكومة، وهو امر قد يعوق إنتاجية المؤسسات الدستورية الاخرى. لذلك ترى الكتلة ان من مصلحة كل القوى السياسية تشكيل الحكومة دون اي إبطاء، ويخطئ من يظن ان عجلة البلاد يمكنها ان تسير بانتظام مع غياب إحدى المؤسسات الدستورية.

وجددت الكتلة دعوتها للادارات الرسمية الى تحمل مسؤوليتها تجاه المواطنين وعدم التذرع بمرحلة تصريف الأعمال التي لا تعفي المعنيين في الوزارات والادارات من القيام بمهامها، وبالأخص القضايا الخدمية الملحة كالمياه والكهرباء. وفي هذا السياق توقفت الكتلة عند انقطاع المياه المستمر منذ اسبوعين عن مئات الآلاف من المواطنين في الضاحية الجنوبية، وتدعو الى الإسراع في معالجة هذه المشكلة المتفاقمة لما ترتبه من أعباء كبيرة على كاهل هؤلاء المواطنين.

ونبّهت الكتلة الى ضرورة الاتعاظ من رضوخ السلطة الفرنسية لمطالب الجمهور الفرنسي المتضرّر من فرض زيادات على الضرائب والرسوم، ورأت ان الاتجاه الصحيح لتحقيق النمو في لبنان وغيره من البلدان، هو في زيادة الإنتاجية وتوفير المحفزات لقوى الإنتاج بدل فرض الأعباء الضريبية الزائدة عليهم.

ودانت الكتلة الدور التعطيلي والسلبي الذي تلتزمه الادارة الاميركية ضد مكافحة الارهابيين وبؤرهم في سورية، وتندد بنهج العرقلة لخطوات الحل السياسي وضمان الاستقرار وكذلك بإعطاء الارهابيين فرص حماية ودعم لإنعاش دورهم التخريبي في بقية المناطق التي لا يزالون يلوذون بها بتواطؤ وإسناد من القوات الأميركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى