ورد وشوك

ما أن يحين اللقاء حتى نلوّح بالوداع.. هكذا هي مساحاتنا في الحياة، لقاء يعقبه فراق يُفضي لغربة يختلف تفسيرها بين مختلف الأشخاص .. أذكر أنني أشعر بالغربة إذا أدركتني عتمة المساء وأنا خارج مملكة الأمن والأمان.. بيتي محيطي أستمد منه طاقات الدفء والحنان ما أعتبرها من أهم مكونات البقاء والاستمرار بعيداً عن الروتين والرتابة التي قد نملها رغبة في التطور والتقدم وحتى الابتكار.. إلا أنها في هذا الزمن زمن المفاجآت هي طوق للنجاة بصرف النظر عن أن فكرة التغيير والتأقلم قدرة يتميز بها من اختار الغربة طواعية بمعناها الفضفاض ناسياً أو متناسياً مواطن النشأة والذكريات، ومعتبراً أنها نوع من أنواع الطموح في تحقيق الأحلام وتدارك وجود المنغصات، خاصة أن الدنيا أصبحت اليوم بساطاً واسعاً مغطى بكافة وسائل التواصل ما يقلل من آلام البعاد وهي وجهة نظر العقل أن لكل مجتهد نصيباً في هذه الحياة.. ولكن يبقى السؤال من قلب يخاف على أحبته من مر الغربة كيف السبيل للتوفيق بين باب المغادرين وباب القادمين في المطار؟

رشا المارديني

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى