«عشق الصباح»
«الأحلام لا تخيب.. قد تتأخر.. وقد تتعثر.. وقد تدخل في محراب الصمت.. ولكنها لا تنكسر ولا تنتهي «.. لم أستطع أن أكون راياً لحكايا تسكنني.. وجئت البحر لم أستطع أن أكون بحاراً، لم أزل غريب ديار.. غريباً في مجتمع نافر كأني أهيم في متاهات بادية، ليل وأنجم حائرات واسئلة موجعة!! معلوماتي عن أسرار البحر شحيحة، أنا مسكون بقصص البراري، ولا أعرف أية معلومات عن السفر وروايات الرحالة والبحر. قالت: غريب! ما هذا الشعور بالغربة وأنت في كل هذا الزحام؟ تابعت كلامي وأنا أنظر في بحر عينيها كأني أقرأ في كتاب.. أنت مرفأ ما بقي من أحلام، وأنا أرسم بالكلمات.. سفناً، ونوارسَ وشواطئ ومقاعد أوجعتها الانتظارات؟ تضيق الجهات على روحي، اقرأ في سفر الخروج من التيه إلى الشمس، في زمن خارج عن «التغطية « امتدّ الليل وبدأت الريح أوارها العاصف، تسأل الشمس… الحب والزرع والقمح والزيتون والتين والصباحات المشرقة بالياسمين. قالت وهي تأخذني إلى صدرها الناهد وتمنحني رشفتين من رحيق شفتيها المعتق وابتسامتها تشعّ على وسع وجهها الحنطي، شعرها يسدل كليل على كتفي، يا لجمالها الذي تكشف لي في هذه الليلة الشديدة البرودة، تمنيت أن أكون فناناً له تجربة بالعشق والرسم، كي أرسم وجهها، امرأة استثنائية، همساتها، كوشوشات عصفور، يبني عشهُ في ياسمينة الحاكورة، ما تلك الدموع في عينيك؟ تعبرك السنوات العجاف وأنت على نزيف الجرح والأنين، لم تزل كأن الحدث الجلل وقع اللحظة؟! الحياة يا وليف العشق مستمرة، لا بد أن «تخرج من هذا الخراب والتيه»، الذي شوّه كلّ جهات الأمكنة – الحزن يُميت القلوب «هناك قلوب ترفض الموت»؟ تابعت وهي تمرّر شفتيها على يباس شفتيّ، رضاب شفتيها المعتق بالعناب يشفي العليل، مسحت بيديها الحانيتين على وجهي «دعنا نكمل بقية العمر كما يشاء القدر – أترك الأسئلة جانباً.. الحياة لا تتوقف»؟!.
حسن إبراهيم الناصر