باسيل أطلق حملة التيار ضد الفساد

اطلق رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل حملة «التيار ضد الفساد»، لمناسبة «اليوم العالمي لمكافحة الفساد»، في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع المجلس السياسي لـ»التيار» في مركزية التيار في ميرنا الشالوحي، وقال: «مواجهة قضية الفساد تتطلب أكثر بكثير مما نقوم به، صحيح انها مسؤوليتنا ولكنها ايضا مسؤولية مجتمع بكامله ومؤسسات كل الوطن، انما نحن دائما نشعر بأن المسؤولية تقع على عاتقنا اكثر، فاذا شكا الناس وطالبوا نعطيهم الحق لأننا معنيون بهذه المطالبة، وبالتالي سألنا أنفسنا ماذا يجب ان نفعل اكثر، فهل يكفي ألا نكون نحن فاسدين، وقررنا الا نسلم لهذه القوة التي تتظاهر بأنها اكبر منا في موضوع الفساد ولا يمكن أن نسلم اذا اتهمونا بالفساد لحماية أنفسهم، نصبح نحن فريسة هذا الاتهام ونعمد الى الدفاع عن أنفسنا ونبرر ذلك».

واضاف: «لا قيود لنا في موضوع مكافحة الفساد، فمكافحة الفساد ومحاربته هي مقاومة سياسية بكل ما للكلمة من معنى، المهم ان نبقى محصنين ولا يطاولنا الفساد لنتمكن ان نمر بكل مراحل محاربته اولاً بكشفه، ولدينا الجرأة ان نكشفه، وثانياً ان نرفع عنه الحماية لأنه مغطى بحماية سياسية وطائفية، والتي، للأسف، يتلطى وراءها الفاسدون. يجب ان نعرف ان مواجهة الفساد ليست فئوية او حزبية بل هي معركة وطنية بكل ما للكلمة من معنى، ورفع الغطاء عنه هي مسؤولية الجميع لنصل إلى المرحلة الثالثة التي هي المحاسبة، والتي هي من واجب القضاء الذي، بدوره، في حاجة الى حماية ليسمح له القيام بعمله وألا يدخل في الزواريب الطائفية والسياسية».

وتابع: «على هذا الأساس، قررنا اليوم كـ»تيار وطني حر» ان نجدد التزامنا مع ذاتنا وتجاه المواطنين استكمال بناء الدولة ومحاربة الفساد، لان هذا الموضوع يستفيد منه كل اللبنانيين. البعض يعتقد ان المجتمع يستفيد من الفساد، لكن، في الحصيلة الإجمالية أننا جميعا خاسرون ولا يمكن بناء دولة ما دام الفساد ينخرها بهذا الشكل».

وأشار باسيل الى أن «الفساد ليس قدراً مكتوباً للبنان وللبنانيين، بل امر نستطيع مواجهته وكسره والانتصار عليه ونحقق نجاحات وصولا الى ادخال البعض الى السجن. الهدف ليس الدخول الى السجن لأنه في مراحل سابقة دخل فاسدون الى السجن، ولكن ذلك لا يكفي، والحل ليس في دخول كل الفاسدين الى السجن لا أعرف كم شخصاً يبقى خارجه، ولكن الهدف ان يتوقف هذا الفساد ويدخل ذلك في ثقافة شعب ومجتمع ليكون ضد الفساد».

وأضاف: «لنعد الى الماضي حيث فتحنا ملفات كبيرة في الاتصالات وقدمنا الملف الأسود وبلغ الهدر 990 مليون دولار موثقة بالكامل ووصل الملف الى القضاء ولكنه توقف. وأوقفنا أيضاً بيع الأرقام المميزة وأدخلنا ملايين الدولارات الى الخزينة. لقد حرمنا أنفسنا أي ميزة في كل الوزارات التي تسلّمناها كيف لا نقوم بمخالفات، لذلك عملنا على تصحيح الوضع في محطات الكهرباء والبنزين والباسبور جواز السفر اليبلوماسي الذي توقف توزيعه بالكامل ومرفأ بيروت والمطار المنطقة الحرة . اليوم في «الايدن باي» حيث قدمنا ملفاً كاملاً وهناك ايضاً وايضاً، لكن هذا كله لا يكفي والمطلوب أكثر، علينا أن نحاسب ونقبل بمحاسبة أنفسنا والمثل الأخير «مستشفى جزين» الذي وصل مديره بمساهمة منا، ولما اكتشف نوابنا في المنطقة أن هناك أعمالاً لا نقبل بها أحيل على التفتيش المركزي وأعفي من مهماته، وهذا خطأ نتحمل مسؤوليته ولم نتأخر يوماً في تحملها».

وتابع: «اليوم أوجّه كلامي الى الموظفين المحسوبين علينا وأقول لهم إننا لن نسكت عن تجاوزات أحد، اذ ليس المطلوب ان تكونوا اوادم فقط بل ان تظهروا الفرق وتجاهدوا أكثر وتكشفوا وتواجهوا رغم كل الصعوبات، حيث تقوم القيامة من المسؤولين والزعماء مع كل قضية تفتحونها، لكننا لا نستطيع التسليم بالامر الواقع، ومن سيقصر سنقوم بكشفه أينما كان في الادارة والاجهزة، ونحن سنوفر لهم لكاشفي الفساد الحماية السياسية، ونتحمل معهم كل الامور لأن البلد والناس تطالبنا بما هو اكثر، والبلد ينهار امام الفساد».

وأضاف: «نحن لا نسلم بأن الفساد يزداد اليوم، لذلك أؤكد أن علينا ان نذهب الى كل المؤسسات حتى ولو لم تكن تعنينا مباشرة، وعلينا إنشاء وزارة حقيقية للفساد تتمتع بصلاحيات واسعة وجهاز قادر على العمل لأن الصلاحيات الحالية اثبتت عدم فاعليتها، بدليل ان معظم إدارات الدولة لا تسلم الوزير أجوبة عن الكتب المرفوعة اليها».

وقال: «نرفض معادلة في مقابل الحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي علينا أن نعيش مع الفساد الذي صار يقتلنا كالسرطان، علينا أن نواجهه ونكافحه لأننا نستطيع أن نعيش بسلام من دون أن يعيش الفساد معنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى