أزمة كبيرة بعد إعلان قطر انسحابها فهل فقدت «أوبك» نفوذها؟
تعيش منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» أزمة كبيرة بعد إعلان قطر قرارها الانسحاب من المنظمة، وظهور خلافات مع أعضاء آخرين، وهو وضع يناقض الصورة التي تروجها أوبك عن نفسها بأنها منظمة متكاتفة وموحدة أمام العالم.
ويأتي هذا في وقت بات أعضاء أوبك لا يشعرون بالرضا إزاء الشراكة بين السعودية الروسية، كما يشير إلى ذلك مقال في موقع «ذي كونفرسيشن» الأسترالي.
وترغب منظمة «أوبك»، يقول الكاتب غريغوري بريو، في الأغلب أن تظهر مدى وحدتها أمام الجميع، كما أنها دائماً ما تصور أوبك مدى تكاتفها وقدرة التنظيم شبه الاحتكاري على تغيير الوضع في السوق.
ويعتقد الكاتب أنّ العائق الأساسي أمام تقدم أوبك كان عبر التاريخ هو الانقسامات والخلافات وتضارب المصالح، خاصة العلاقة بين مداخيل النفط والتطور الاقتصادي وتوازن القوى الجيوسياسية.
نقاط الضعف هذه تفسر السبب الذي جعل أوبك عاجزة عن التحكم في الأسواق بشكل فعال منذ انهيار أسعار النفط في سنة 2014، كما أن الخفض الأخير في الإنتاج يعكس استمرار غياب الوحدة في صلب المنظمة.
وحتى تكتسب قدراً أكبر من القوة والتأثير سارعت السعودية إلى عقد شراكة مع روسيا، وهي من بين أبرز المصدرين للنفط الذين لا ينتمون لـ»أوبك»، وبذلك شكل كلا البلدين ما أطلق عليه المحللون «أوبك بلس» لتحقيق الاستقرار فيما يتعلق بأسعار النفط، لكنّ أعضاء في أوبك باتوا لا يشعرون بالرضا إزاء هذا التوافق.
وأشار الكاتب إلى أنّ اجتماع أعضاء «أوبك بلس» في فيينا قبل أيام أعقبه قدر كبير من الخلاف، الأمر الذي أدى إلى بروز انقسامات عميقة في صفوف المجموعة بشأن كمية النفط التي يجب خفضها.
لكن في نهاية المطاف اتفقت موسكو والرياض على تقليص حجم إنتاج النفط بـ1.2 مليون برميل في اليوم، في وقت لم تتعهّد إيران بأي تخفيض في مستوى الإنتاج على الإطلاق.
وخلص الكاتب إلى أنه في حين ترغب أوبك في إظهار الوحدة في صلبها إلا أنّ المنظمة تعاني في الكواليس العديد من الانقسامات والاختلافات وتضارب المصالح.
وأحال الوضع إلى تحدي إيران مواقف المنظمة وانسحاب قطر والخلافات بشأن حجم التخفيض في الإنتاج على ما تم التعارف عليه منذ البداية.