ماكرون يتوجّه للشعب الفرنسي اليوم ولومير يعتبر ما حدث كارثة للاقتصاد لودريان لترامب: لا تتدخل في سياستنا ودعنا نعش حياتنا الوطنية
دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لـ»عدم التدخل في شؤون فرنسا الداخلية على خلفية احتجاجات السترات الصفراء».
وقال لودريان في تصريحات صحافية أمس: «لا نتدخل في السياسة الداخلية الأميركية ونريد معاملتنا بالمثل. دعونا نعش حياتنا الوطنية».
تصريحات لودريان، جاءت رداً على تعليقات للرئيس الأميركي على أحداث فرنسا، ربط فيها بين الاحتجاجات الأخيرة واتفاق باريس للمناخ، داعياً لـ»إنهاء هذا الاتفاق» الذي وصفه بـ»السخيف والمكلف جداً، وإعادة الأموال المخصصة له للمواطنين الفرنسيين».
بدوره، أعلن المدعي العام للعاصمة الفرنسية باريس ريمي هيتس، «توقيف 1000 شخص على الأقل»، على خلفية احتجاجات «السترات الصفراء»، التي تجتاح البلاد منذ أيام، مؤكداً انتماء بعضهم لليمين المتطرف.
وقال مدعي عام باريس، في مؤتمر صحافي أمس: «الشرطة أوقفت 1000 شخص على الأقل، في العاصمة باريس وحدها، بينهم 100 من القصّر»، متابعاً: «تم اكتشاف أنواع عدة من الأسلحة التخريبية أثناء تفتيش بعض المتظاهرين».
وأضاف هيتس: «ينتمي عدد ممن استوقفتهم الشرطة لليمين المتطرف، واليسار المتطرف»، موضحاً: «وفقاً للإجراءات القانونية سوف يحاكم المسؤولون عن التخريب، وحتى الآن جرى تحويل 120 موقوفاً في باريس إلى المحاكم».
فيما اعتبر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير «أن المظاهرات التي تجري منذ 4 أسابيع في البلاد والتي تخللّتها أعمال الشغب هي بمثابة كارثة للاقتصاد».
وبحسب صحيفة «لوباريسيان» قال لومير، أمس، خلال تفقده بعض المحال التجارية المتضررة بسبب مظاهرة السترات الصفراء التي جرت أول أمس في باريس، «إن هذه كارثة بالنسبة لاقتصادنا وللتجارة.. إنها أزمة تعيشها الأمة».
وتابع «من المعتاد أن تكون هذه الفترة من السنة مربحةً بالنسبة للتجار لأنها فترة ما قبل الأعياد، لكن ما يحدث اليوم هو كارثة».
ووعد لومير بأن «يتم إيجاد حلول سريعة للتجار الذين تضرروا من أعمال الشغب»، وقال لومير إن «الرئيس ماكرون سيجد الكلمات المناسبة للردّ على الأزمة التي تعيشها البلاد».
ومن المنتظر أن يلقي ماكرون، اليوم، كلمة متلفزة يتوجه فيها للشعب الفرنسي للردّ على مطالب السترات الصفراء وتقديم حلول للأزمة.
في هذه الأثناء، عملت السلطات الفرنسية على تنظيف شوارع باريس مجدداً من الزجاج المهشم وسحبوا هياكل السيارات المحترقة بعيداً، بعد يوم آخر، حافل من الاحتجاجات العنيفة ضد الحكومة الفرنسية.
واشتبك محتجون مناهضون للحكومة مع شرطة مكافحة الشغب الفرنسية في باريس أول أمس، ورشقوا رجال الشرطة بالمقذوفات وأضرموا النار في السيارات وخربوا متاجر ومطاعم في رابع موجة من الاحتجاجات التي تنظم في العطلة الأسبوعية.
وفي أنحاء المدينة غطّت فروع البنوك والمتاجر واجهاتها المحطمة بألواح فيما غطت الشعارات المناهضة لماكرون الجدران والواجهات.
وكُتب على ألواح غطت واجهة أحد المتاجر قرب شارع الشانزليزيه الشهير «لن تصمد إلى ما بعد عيد الميلاد يا إيمانويل».
ويستمرّ المحتجون، الذين يرتدون سترات صفراً في حراكهم للأسبوع الرابع على التوالي على الرغم من تراجع الحكومة عن قرارها زيادة الضريبة على الوقود وإلغائها بشكل نهائي.
وتطالب الحركة بـ»تحسين أوضاع المعيشة، وخفض الضرائب، وإيجاد حل لهبوط القيمة الشرائية»، كما يطلبون من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن «يستمع إليهم»، متهمين إياه بـ»العجرفة والتكبر».