«صنداي تليغراف»: بلير متّهم بتعيين مستشارين من الإخوان
ذكرت صحيفة «صنداي تليغراف» أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير يواجه اتهامات بِصلة جمعيته بجماعة الإخوان المسلمين المتطرّفة والتي تخضع لتحقيقات الاستخبارات الداخلية والخارجية «MI5» و«MI6».
وأوضحت الصحيفة البريطانية على موقعها الإلكتروني إنّ مؤسسة «توني بلير للأديان»، التي تأسست عام 2008، للمساعدة في مكافحة التطرّف، تستعين بمستشار مسلم يعتقد أنه عضو فب جماعة الإخوان المسلمين، التنظيم الذي ربما يُحظر داخل المملكة المتحدة.
وقد أمر رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون بإجراء تحقيق عاجل في أنشطة جماعة الإخوان المسلمين داخل بريطانيا، إذ سيقدم رؤساء وكالات الاستخبارات نتائج مراجعتهم لكاميرون هذا الصيف.
وتشير «تليغراف» إلى أن رجل دين إسلامى آخر، قدم استشارات لمؤسسة بلير، متهم أيضاً بالارتباط بعلاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين. وتقول إن وجود مزاعم بمثل هذه العلاقة سيتسبب بإحراج لبلير، الذي انتقد علناً المنظمة الإسلامية في الماضي.
وقارن بلير، العام الماضي، جماعة الإخوان المسلمين بالحزب البلشفي الروسى ووصف أجندتها بأنها غير ديمقراطية. وقال إن الإخوان يسعون نحو القيم التي تتعارض مع كل شيء نقف من أجله، وأشار في مقابلة تلفزيونية هذا العام إلى أنهم كانوا سيأخذون مصر بعيداً عن القيم الأساسية المتمثلة في الأمل والتقدم.
لكن الآن، مع وجود مزاعم بأن اثنين من مستشاري مؤسسته على صلة وثيقة بجماعة الإخوان، فإن الأمر سيتسبب بإحراج له. وكشفت استفسارات من قبل منظمة «غلوبال إم بي ديلي ووتش»، المعنية بمراقبة أنشطة جماعة الإخوان المسلمين، إن الدكتور اسماعيل خضر الشطي، مستشار الحكومة الكويتية وعضو المجلس الاستشاري لمؤسسة بلير، هو عضو قيادى في الحركة الإسلامية الدستورية، فرع جماعة الإخوان في الكويت.
وتشير إلى أنه وفقاً لتقارير صحافية، فإن السلطات الأميركية عام 1995 راقبت خطاب من جماعة إرهابية فلسطينية تطلب منه أموال. والمستشار الإسلامي الثاني لبلير هو مدير مستشفى سيريتش، المفتي السابق للبوسنة والهرسك.
ويرتبط سيريتش، الذي قبل دعوة بلير للانضمام إلى المجلس الإستشاري الديني للمؤسسة عام 2008، بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين عبر عضويته في المجلس الأوروبي للفتوى والبحوث، برئاسة يوسف القرضاوي، الذي تحظر بريطانيا دخوله إلى أراضيها. وتقول منظمة «غلوبال إم بي ديلي ووتش» إن علاقة بلير بالإخوان سوف تلقي بظلالها على عمله.
ويقول ستيفن ميرلي، محقق أميركي في الحركات المتطرفة لدى منظمة «ديلي ووتش»، إن عدداً من الجماعات لا تسمي نفسها بالإخوان لكنها ترتبط بها وهو ما يسمى بـ«تنظيم الإخوان المسلمين الدولي». وأضاف: «أولئك الأفراد يخدعون الكثير من الساسة، مثل بلير، الذي كان يجب أن يعرف أكثر. فوجود أشخاص مثل الشطي وسيريتس في الغرفة نفسها معه سيكون بمثابة حكم على بلير».
وأشار أوليفييه غيتا، مدير الأبحاث في جمعية «هنري جاكسون»، إن بريطانيا لديها تاريخ طويل من التملق للإسلاميين واعتبارهم غير مؤذيين، فطوال 40 سنة رُحّب بالإخوان داخل المملكة المتحدة، ما ساعدهم على توسيع دائرة نفوذهم في البلاد تدريجياً.
وردّ متحدّث باسم مؤسسة بلير: «نحن ممتنون لمساهمة شطي وسيرتيش في عملنا. فكلاهما داعم بارز للمؤسسة ولحوار الأديان، مع سجل طويل من الالتزام بالتعايش السلمي». وأضاف: «ليس لدينا معرفة بالصلات التي تتحدثون عنها، لكن في أي حال، نحن مقتنعون تماماً بأنهما على حد سواء مخلصان في دعمهما جهود المؤسسة».
وأوضح المتحدث أن مؤسسة توني بلير للأديان ليست منظمة دينية، ولكنها تعمل مع الجميع وتلتزم المساعدة في منع التحيز والصراعات الدينية والتطرف.