بن علوي: الوزراء سيعلنون ما توصلوا إليه في 24 الجاري موسكو: لا تقدم والاجتماع المقبل الثلاثاء

اختتمت في العاصمة العمانية مسقط جولة المفاوضات الثلاثية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي في شأن برنامج طهران النووي، بينما أكدت مصادر من المفاوضين قرب التوصل إلى حل يرضي الجميع.

وأفيد بأن المفاوضات اتسمت بسرية تامة على مستوى سيرها ومستوى النجاح الذي تحقق في الجولتين الماضيتين، في حين أكد وزير الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي أن الجانبين الإيراني ومجموعة 5+1 مقتنعان بإمكانية التوصل إلى حل يرضي كل الأطراف، موضحاً أن الطرفين يريدان مواصلة المحادثات من دون العودة إلى الوراء من أجل أن يسود السلام والأمن في المنطقة، على حد تعبيره.

وأعلن بن علوي أن وزراء مجموعة الست سيعقدون اجتماعاً مهماً في فيينا في 24 من الشهر الجاري ليعلنوا للعالم ما توصلوا إليه، في وقت دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الانتظار حتى الأسبوع المقبل لمعرفة نتيجة المفاوضات، مشيراً إلى أن بلاده تريد جدياً حل الأزمة النووية المصطنعة، وأنها دخلت المفاوضات بحسن نية كبيرة.

من جهته، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن جولة مسقط من المفاوضات بين إيران و«السداسية» الدولية لم تحرز أي تقدم يذكر، إلا أنها على رغم ذلك لم تسجل أي تراجع. وقال: «لقد أجرينا اليوم جولة معقدة من المفاوضات، حيث برزت بعض التعقيدات الإضافية على مسار المفاوضات، إلا أننا حاولنا في جولة اليوم تجاوز هذه التعقيدات».

وأضاف المسؤول الروسي: «لا يمكن القول إنه جرى اليوم إحراز تقدم يذكر. هذا الأمر يقلقني بالطبع، لكن الكأس يبدو على الدوام نصف ممتلئ، ولا يمكن القول إنه فارغ وإلا فإن الأمر سينم عن رؤية خاطئة للأشياء». وأضاف: «وعلى رغم ذلك لم نسجل اليوم أي تراجع أو خلل أو الوصول إلى طريق مسدود… لم يظهر أي شيء جديد قد يحمل على الخيبة».

واستطرد ريابكوف قائلاً: «نحن نرى الطريق، ونعرف سبيل الوصول إلى النقطة التي ننشدها، إلا أنه مع ذلك، ليس بوسعي للأسف اعتبار أن مفاوضات عمان أحرزت تقدماً حاسماً أو قفزة نوعية».

ولفت ريابكوف إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة في مسقط بين كاثرين اشتون المنسقة عن الاتحاد الأوروبي ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف ليتم من خلالها حل جميع المسائل التنظيمية. وختم بالقول: «أرى أنه لن تجرى أي اتصالات قبل الـ18 من الشهر الجاري، على أن يجتمع الجميع في فيينا في الـ18 من الشهر عملاً بما تم الاتفاق عليه».

وكان المسؤول الروسي أشار إلى أنه متفائل نسبياً بالتوصل إلى اتفاق بحلول المهلة النهائية على رغم الفجوات الكبيرة التي لا تزال قائمة، مضيفاً أن «الجهد الذي يبذل هنا، وما وصلت إليه الأمور هو أمر غير مسبوق، وأن أهم العقبات هو عدم قدرة الأطراف على بناء جسور في ما بينها بخصوص الحظر والتخصيب».

وأعرب مساعد وزير الخارجية الروسي عن ثقته أن المفاوضات ستصل إلى نتيجة وستبلغ هدفها النهائي، مضيفاً أن لا شيء يدعو للتشاؤم. وقال: «نبحث عن إطار لرفع الحصار عن إيران والمفاوضات ستبلغ هدفها النهائي»، مضيفاً أن ما يجري التفاوض في شأنه هي قضايا مهمة للجميع كتخصيب اليورانيوم وبعض التفاصيل حول منشأة أراك.

وأشار ريابكوف أن الأطراف المفاوضة لا تملك خطة بديلة ما يعني أننا نركز على التوصل إلى اتفاق خلال المرحلة الحالية. وقال: «بإمكاننا التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي قبل 23 تشرين الثاني».

وفي حين كشف نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنه «طرحت بعض وجهات النظر وبعض المقترحات من كلا الجانبین لكن الهواجس والمشاكل ما زالت قائمة ولم نصل بعد لحل محدد لأي من المواضیع».

وفي السياق، أعلن مرشد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي دعمه المفاوضات في شأن الملف النووي لبلاده، مؤكداً على حسابه على «تويتر» دعمه في تسع نقاط المفاوضات النووية الجارية في مسقط، بغية التوصل إلى اتفاق شامل بحلول الرابع والعشرين من الشهر الجاري.

وذكر السيد خامنئي أن إيران مصممة على إغلاق الملف النووي على رغم عزم الخصوم على إطالة أمده. ورأى أن المفاوضات سمحت لإيران بأخذ المبادرة في السياسة الخارجية وفي العلاقات الدولية.

إلى ذلك، وقعت روسيا وإيران في موسكو أمس حزمة من الاتفاقات في شأن بناء ثمانية وحدات جديدة لإنتاج الطاقة الذرية في إيران، حيث وقعت الاتفاقية كل من مؤسسة «روس أتوم» الروسية المختصة ببناء المفاعلات النووية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وشملت توقيع عقد لبناء المرحلة الثانية من محطة الطاقة الكهرذرية «بوشهر» والتي تضم بناء مفاعلين إضافيين في المحطة قابلة للتوسع إلى أربعة مفاعلات.

كما تم الاتفاق على إنشاء أربع وحدات ذرية أخرى في مواقع أخرى لم يتم تحديدها بعد، على أن يقوم الجانب الروسي بتوفير التدريب للمتخصصين والخبراء في مجال الدعم التقني في محطات الطاقة الكهرذرية.

وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي إن توقيع حزمة الاتفاقيات هذه يعد نقطة تحول في العلاقات بين روسيا وإيران، مضيفاً أن العقود والمشاريع الجديدة سوف تفتح آفاقاً جديدة في المجالات التجارية والصناعية في البلاد.

في حين أكد رئيس «روس أتوم» سيرغي كيريينكو، أن الجانب الروسي مهتم في توسيع التعاون مع الشريك الإيراني، مشيراً إلى أن بناء ثماني وحدات للطاقة النووية في إيران يعد برنامجاً كبيراً لتوسيع التعاون المشترك لعشرات السنوات إلى الأمام.

وكان الوفدان الإيراني و الروسي قد بحثا المفاوضات المرتقبة قبل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين طهران والسداسية في مسقط.

وأفاد مصدر إيراني مقرب من المفاوضات أمس بأن الجانبين ناقشا مختلف جوانب عملية المفاوضات، مشيراً إلى أن كل الوفود ستجري عدداً من اللقاءات في أطر مختلفة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى