أحزاب فرنسية تصف إجراءات ماكرون بالكاذبة والمتأخرة وساركوزي يفكّر بالعودة إلى عالم السياسة
عبر الكثير من المواطنين الفرنسيين عن عدم رضاهم عن خطاب الرئيس إيمانويل ماكرون، مبدين رغبتهم في «الإبقاء على التظاهرات حتى تحقيق جميع مطالبهم على الرغم من أجواء البرد».
في هذه الأثناء، انتهت جلسة للبرلمان الفرنسي أجاب خلالها رئيس الحكومة إدوارد فيليب، على أسئلة أعضاء البرلمان التي وصفت بـ»القاسية جداً».
ووصف المتحدث باسم حزب «فرنسا الأبية» حكومة البلاد بـ»الكاذبة»، فيما وصف أعضاء حزب «الجمهوريون» مقترحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ»المتأخرة، وتدل على تعالي الرئيس وبعده عن شعبه».
من جانبهم، أكد النواب عن الأحزاب اليسارية «عدم نجاعة وكفاية الإجراءات من جانب السلطات الفرنسية»، منتقدين بشدة «عدم فرض الضريبة على رؤوس الأموال الكبيرة التي بإمكانها توفير 25 مليار يورو، الأمر الذي يسمح بتحسين القدرة الشرائية بشكل واضح عكس الرماد الذي ذرّه الرئيس في العيون»، حسب تعبيرهم.
من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول كلمة له بعد تظاهرات «السترات الصفر» أن «الغضب المشروع لا يمكن أن يبرر العنف والشغب»، معلناً عن «حالة الطوارئ الاقتصادية والاجتماعية».
كما قال «إن رئيس الوزراء استجاب للغضب على الضريبة على الوقود بإلغائها»، مطالباً الحكومة والبرلمان «العمل من أجل رفع الأجور وتخفيض الضرائب، وللقيام بكل شيء لكي يحظى كل مواطن فرنسي بعيش كريم».
كذلك، شدّد على «ضرورة انتهاج سياسة توفر فرص العمل، وإعادة تأهيل منظومة المعاشات ودفع الأجور».
فيما لم يستبعد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي «فكرة العودة مجدداً إلى عالم السياسة في حال وصلت أزمة الاحتجاجات الحالية في البلاد إلى مستويات معقدة»، حسبما أفادت صحيفة «لوباريزيان».
وأوردت الصحيفة الفرنسية حديثاً دار بين ساركوزي ومسؤول فرنسي قبيل اندلاع احتجاجات «السترات الصفراء» بأيام جاء فيه: «كارلا قالت لي: نيكولا، آمل أن تبقى حكيماً. لكن هل رأيت الوضع؟ لن يكون لدي خيار، ربما يجب أن أعود».
ومنذ خسارته في الانتخابات الأولية لحزب الجمهوريين الفرنسي قبل عامين، آثر ساركوزي الصمت، لكنه أبدى رغبة جامحة، بحسب الصحيفة، بالعودة إلى العمل بعد تزايد احتجاجات «السترات الصفراء» والارتفاع التدريجي لسقف مطالبهم إلى أن وصل للمطالبة برحيل الرئيس مانويل ماكرون.
وأبدى ساركوزي «امتعاضه من الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي وصلت إليه فرنسا مؤخراً»، وأعرب عن «حزنه بسبب العنف الذي يجتاح البلاد في الأسابيع الأخيرة، على خلفية الاحتجاجات الشعبية التي تنظمها حركة السترات الصفراء».
وبلغ عدد المعتقلين في جميع أرجاء فرنسا خلال الاحتجاجات منذ اندلاعها في 17 تشرين الثاني الماضي أكثر من 4500 معتقل، بحسب قناة «BFMTV» التلفزيونية نقلاً عن مصادر في وزارة الداخلية الفرنسية.
واعترف وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير، مساء السبت الماضي، «أن عدد المعتقلين في العاصمة باريس في ذلك اليوم الدامي كان غير مسبوق 1550 متظاهراً ».