ولادة التشرين جبران عياش
كما يبعثُ الضوءُ في الليل ِ نورا
تمنَّى لو كُنتَ ليلاً والضوء ُحرية
وأرتدي حزباً قد غازلَ البدور َ
ما أجمل َ الغزل َحين يكون قوميا..
…….
سَجِّل حضوري في محضر ِ البيان ِ..
أني من الواحِبِ كتبت ُ عنواني..
وأهديتُ الشمس َ مكان َ إقامتي..
كي تَسْتَدِلَّ على انتمائي الأرجواني..
تركتُ من أجلها الباب َ مُشَرَّعا ً..
والوقفةُ عز ٌّ في مراحِل الإنسان ِ..
وقفتُ أنتظرُ توقيت َ وصولِها..
بعدما نظَّفتُ بيتي من العُربانِ..
فلا أريكة ٌ من بني عامِر ٍ
ولا مِسند ٌ من بني قحطان ِ..
وقفت ُ أحملُ بين أصابِعي حلُماً
يحاكي الله في خريطةِ الأوطان ِ
جاءتِ الشَّمسُ فأدخلتُها داري..
فأثنت ْ على تهذيبي بامتنان ِ..
بدأنا الحديث َ عن عتمة ِ أُمَّة ٍ..
وعن كيفية ِ الحدِّ من الهذيان ِ..
وصلنا لخُلاصة ٍ كيف نُضيئُها؟
أجبتُتها من دمي القاني..
وما دمُك َ كي تُضيء أمَّة ً..
نامت طويلاً في عتمةِ الأزمان
وتشرذمت بين محتل ٍ وعميل ٍ
وضاعت في غياهبِ الدُّخانِ؟
يا ضيفتي أنبيكِ مِن دمي
رسمتُ أمَّةً على الجدران ِ
سوريَّة َ الاسم ِ رشيقةَ الجِسمِ
خفيفةَ الظِّل ِ على الأوزان ِ..
مِن َ الأرضِ استمدَّت ْ قُوَّةً..
ونِظامُها نِظام ُ شِرياني ..
رايَتُها من نسجِ حُرِّيَّة ٍ..
وزوبعة ُ الوهجِ نيراني..
يا ضيفتي الكريمةَ بأنوارها
دعيني أسترِقُ منك ِ إيماني
دعيني أحبُسُ في صدري رَسمَكِ..
كي أحافظَ على أيقونةِ حناني..
إني قرأتُ الزِّيارة َ بحـراً..
وأمَّتي دونَ قُبْطان ِ..
فاسمحي أن أعيدَكِ بسفينةٍ..
سَيُرسِيكِ مَن بالهوى أرساني..
فالمرسى عقيدةٌ حبلُها متين ٌ
شديدٌ على رقبةِ الجاني..
والمرسى شهيدٌ ضحَّى لأرضهِ
كي يولدَ التشرينُ دون إذعان ِ..
في نصفهِ الأولِ أوجدنا الحياةَ
وأوجدتنا الحياةُ بنصفه ِ الثاني..
ألقيت في حفل العشاء الذي أقامته منفذية النبطية بمناسبة عيد تأسيس الحزب.