اتفاق ستوكهولم تمهيد للحل السياسي النهائي في اليمن مباحثات جديدة ووقف لإطلاق النار في الحديدة وتعز
توصّلت الأطراف اليمنية المتباحثة في السويد أمس، إلى «اتفاق لسحب القوات المقاتلة من مدينة الحديدة ومينائها، ووقف اطلاق النار في المحافظة»، في اختراق سياسي مهم على طريق ايجاد حل لنزاع أوقع آلاف القتلى ووضع ملايين على شفير المجاعة.
وأعلن الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس في ختام محادثات في بلدة ريمبو السويدية استمرت لأسبوع «لقد توصلتم إلى اتفاق حول ميناء الحديدة والمدينة سيشهد إعادة انتشار لقوات الطرفين في الميناء والمدينة ووقف لاطلاق النار على مستوى المحافظة».
وأكّد غوتيريس «أن الأمم المتحدة ستلعب دوراً رئيسياً في الميناء، الذي تدخل عبره غالبية المساعدات الإنسانية، والمواد الغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الفقير».
وقال «إن جولة ثانية من المحادثات حول اليمن ستعقد في نهاية كانون الثاني المقبل»، من دون أن يحدّد مكانها.
وأوضح غوتيريس «أن اتفاق الحديدة ينص على انسحاب كافة الأطراف المتنازعة من المدينة ومينائها، وأن الانسحاب سيتم في غضون أيام».
واوضح مصدر في الأمم المتحدة «أن 30 مراقباً تابعين أممين قد ينتشرون في المدينة».
كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة «التوصل إلى تفاهم مشترك بين الأطراف اليمنية حول مدينة تعز».
وصافح وزير الخارجية اليمني خالد اليماني الذي يترأس وفد الرياض في محادثات السلام في السويد، رئيس وفد صنعاء محمد عبد السلام وسط تصفيق حاد.
ورأى اليماني في مؤتمر صحافي في ريمبو عقب اختتام المشاورات «أن التفاهمات التي تم الاتفاق عليها هي الأهم منذ بداية الحرب»، لكنه أكد أن الاتفاق يبقى «افتراضياً» حتى تطبيقه.
من جانبه، صرح محمد عبد السلام «نحن محكومون بالاتفاق. لا تفسيرات لطرف على طرف. هناك اتفاق على مرحلتين». المرحلة الأولى «وقف العمليات العسكرية وفتح ممرات انسانية لطريق صنعاء وطريق تعز وطريق حجة وطريق صعدة».
وأضاف «يجب أن نفرق بين المسألتين. القوات العسكرية الموجودة يجب أن تنتهي من الطرفين. وبين سلطة محلية يجب أن تقام بعملها الإداري وهي الموجودة حالياً بالمدينة».
وناقش الطرفان أيضاً «وضع مطار صنعاء الخاضعة لسيطرة أنصار الله»، لكنهما لم يتوصلا إلى اتفاق.
وكانت الحكومة عرضت «إعادة الحركة للمطار الذي يتحكم التحالف بأجوائه، على أن تقتصر على الرحلات الداخلية فقط».
إلى جانب غوتيريس، حضر إلى مقر انعقاد المحادثات في ريمبو السفير السعودي إلى اليمن محمد آل جابر ونظيره الإماراتي فهد سعيد المنهالي.
كما اجتمع وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت بالوفدين في مقر المشاورات، مؤكّداً بحسب تغريدة على حساب وزارة الخارجية البريطانية على «ضرورة مواصلة جميع الأطراف الجهود للوصول إلى حل سياسي».
وهي المرة الاولى التي يجتمع فيها وزير بريطاني بمسؤولين من أنصار الله منذ اندلاع الصراع في اليمن عام 2014، بحسب وزارة الخارجية.
وتشكّل التفاهمات في السويد اختراقاً في الأزمة على طريق إنهاء النزاع المستمر منذ 2014 والذي قتل فيه نحو عشرة آلاف شخص منذ بدء عمليات التحالف في 2015 ووضع 14 مليونا من السكان على حافة المجاعة.
وكان مجلس الشيوخ الأميركي وجّه أول أمس، تحذيراً جديداً إلى كلّ من إدارة الرئيس دونالد ترامب والحكومة السعودية بموافقته على إجراء تصويت نهائي على مشروع قانون يمنع واشنطن من الاستمرار في تقديم دعم عسكري للرياض في حرب اليمن.
من جهتها، اعتبرت منظمة «ميرسي كوربس» غير الحكومية في اليمن، أن الاتفاق في السويد «ليس سوى خطوة صغيرة». وسيتم الحكم عليها من خلال «الإجراءات المتخذة على الأرض، وليس عبر تصريحات في غرفة الاجتماعات».
وأكدت مصادر «أن ما يجري في ستوكهولهم يأتي في إطار التمهيد للحل السياسي النهائي في اليمن».
وعن الوضع الميداني في الحديدة أوضح مصدر يمني بأن «الوضع سيبقى مرتبطاً بالحل السياسي، وأن هناك تفاهمات واضحة بشأن الحديدة وتعز».
وأشار أيضاً إلى أن «اللوائح بشأن الأسرى والمعتقلين تحتاج إلى تدقيق قبيل التوصل إلى تبادل فعلي».
وعقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في ختام المشاورات مؤتمراً صحافياً أكد فيه «التوصل إلى نتائج مهمة خلال المحادثات».
وأشار غوتيريس إلى التوصل لـ»اتفاقية خاصة بمطار الحديدة شمال غرب اليمن، وبشأن تسهيل الأمور في محافظة تعز».
ولفت إلى أنه «يجب الاستمرار في هذه المناقشات من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية».
الأمين العام للأمم المتحدة تحدث عن «نحو عشرين مليون يمني بحاجة إلى الغذاء».
وقال غوتيريس «إن قلوب الشعب اليمني كانت دائماً مفتوحة للشعب الفلسطيني واللاجئين من بلدان عديدة».
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم، «إن نتائج مشاورات السلام بشأن اليمن ستعرض على مجلس الأمن الدولي اليوم».
وأشارت إلى أن «المشاورات، التي بدأت الأسبوع الماضي قرب ستوكهولم، جرت بروح إيجابية ونيّة طيبة».
واختتمت أمس، جولة ستوكهولم من المفاوضات اليمنية بجلسة علنية يترأسها الأمين العام للأمم المتحدة.
وبحسب معلومات، فإنّ المبعوث الخاص إلى اليمن مارتين غريفيث سيعلن عن تفاهمات واتفاقات حصلت في الملفات الاقتصادية بما يعني الجباية ودفع الرواتب وحل أزمة المصرف المركزي، بالإضافة الى إعادة فتح مطار صنعاء ووضع إطار للحوار السياسي الذي سيجري نقاشه المفصل في جولة تعقد مطلع العام المقبل.
يشار إلى أن فريق المبعوث الأممي إلى اليمن قدّم اقتراحات بشأن «إعادة فتح مطار صنعاء»، وما جرى في تعز والوضع الاقتصادي الذي يتمحور حول موضوع الجباية ودفع الرواتب.
في حين نفى وفد صنعاء من جهته «التوصل إلى اتفاق لتحويل مطار صنعاء للرحلات الداخلية».
ونصّ اتفاق الأطراف اليمنية في مباحثات ستوكهولم على وقف فوري لإطلاق النار في مدينة الحديدة وموانئها والصليف ورأس عيسى.
كذلك إعادة انتشار مشترك للقوات في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومدينة الحديدة إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة.
ونص الاتفاق على الالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية من قبل الطرفين إلى محافظة الحديدة ومدينتها، وإزالة جميع المظاهر العسكرية والمسلحة من المدينة.
وتضمن الاتفاق أن يقدّم رئيس لجنة التنسيق تقارير أسبوعية من خلال الأمين العام لمجلس الأمن حول تنفيذه.