مؤسساتنا كالطيور على أشكالها تقع!

ما بين صراع الأجيال الثابت ضمن أماكن العمل المتغيرة وما بين الطموح المنشود بتحقيق الإنتاجية العالية في عالم الأعمال المؤسسي اليوم حلقة تفتقد الاعتراف بحقيقة أن لكل جيل رغباته ومخاوفه وبرمجاته وصعوباته واهتماماته وأيضاً دوافعه المختلفة في حياته العملية وكذلك طموحاته..

ولكن الصعوبة لا تكمن بالاعتراف بهذه الحقيقة، فالأصعب هو الحفاظ على ثقافة عمل تجسّد هذه الحقيقة، فنجدها تقولب عقليات الأجيال على قياسها ضمن بيئة عمل تتهرّب بشكل دائم من أي طرح جديد أو مجرد التفكير بابتكار أي ثقافة تجديد إيجابية محفّزة تركز وتتناسب مع التطلعات المتنامية التي لربما تؤثر بتحقيق التوازن للعامل ما بين حياته العملية والمعنوية وتمنحه رضىً وظيفي ضمن أي وظيفة لطالما ساهم وشارك بأسلوب تطوير وظيفته أو على الأقل بأسلوبها التنفيذي.

والسؤال الذي تطرحه الأجيال التي تعتبر من نفسها طاقات خلاقة مهما اختلفت سنوات عمرها كيف سيتم الاستفادة القصوى من أفكارها ضمن ثقافة عمل مقولبة الثابت الوحيد فيها هو التعامل مع عقليات جامدة جاهلة ومتجاهلة من وجهة نظرها ؟

ويراودني:

لطالما الصين رفعت شعار الاستثمار في الفساد، فهل يا تُرى سنشهد في عالم أعمالنا المؤسسي استثماراً مهماً في الصراع «صراع الأجيال الفكري التفكيري» لتحقيق إنتاجية أعلى من الطموح المتوقع؟

أم أن بعضاً من مؤسساتنا سيبقى كالطيور التي على أشكالها تقع!»

ريم شيخ حمدان

سورية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى