الراعي من بعبدا: التعامل الحالي مع تأليف الحكومة ليس صحيحاً
اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا «أن مسؤولية الجمهورية لا تقع على عاتق رئيس الجمهورية وحده، بل على عاتق كل مواطن لبناني كل من موقعه، وكلنا إذاً مسؤولون».
وكان الرئيس عون استقبل البطريرك الراعي في قصر بعبدا، وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسية الراهنة والأوضاع العامة في البلاد، ونتائج الزيارة التي قام بها البطريرك إلى روما واللقاء مع البابا فرنسيس.
وقال البطريرك الراعي: «نحن إلى جانب الرئيس عون دائماً لأن رئيس الجمهورية بحاجة إلى شعبه لا سيما وأننا وصلنا إلى مرحلة لا يمكننا فيها إلا القول إن هذا التعامل الحالي مع تأليف الحكومة ليس صحيحاً». وكأنّ كلّ أحد بات متشبّثاً بموقفه ومتمسكّاً بمطلبه، وانتهى الأمر. فماذا يحلّ اذا ذاك بالشعب؟ وبالدولة؟ والمؤسسات؟ والاقتصاد المنهار؟ والأخطار المالية؟ بمعنى انّ من هو المسؤول تالياً عن كلّ ذلك؟».
وشدد البطريرك الراعي على أنه «لا يمكننا القيام بأي عمل سياسي ونهمل الأمور كافة من أجل مواقف شخصية، علينا قبل اي شيء ان نفكّر بالمسؤولية المشتركة، فغاية السياسة هي الخير العام، وعلى كلّ من أراد أن يتعاطى السياسة، سواء أكان فردا ام حزبا، أن يضع نصب عينيه الخير العام، بذلك يصبح من الممكن بلوغ النتيجة المرجوة. وبكل تأكيد فإن فخامة الرئيس يُصغي الى الجميع. ولكن لا يكفي أن يأتي أحدهم الى هنا ويقول له: هذا ما أريده. هذا ليس بحوار حيث كل أحد يحمل فقط ما يريده ويتمسّك به. ففي الحوار، على كل أحد أن يخرج من ذاته ومصالحه، ويضع نصب عينيه مصلحة الوطن، مقتنعاً أنّ هذه المصلحة تقتضي التباحث في كيفية إنقاذ البلد والمحافظة على الخير العام فيه».
وسئل عمّا اذا كان البحث تطرّق الى المبادرة التي يقوم بها الرئيس عون راهناً، فأجاب: «لا. ففخامة الرئيس حالياً بانتظار عودة الرئيس المكلّف لمتابعة الحديث معه في الشؤون المطروحة. فلا يمكن لرئيس الجمهورية بلوغ الحلول من دون وجود الرئيس المكلّف، وإذ لم تتحمّل جميع الجهات والمكوّنات السياسية في لبنان مسؤولياتها».
واستقبل الرئيس عون، بحضور وزير السياحة أواديس كيدانيان، وفد الإعلاميات العربيات اللواتي شاركن في إطلاق «مركز الإعلاميات العربيات في لبنان» الذي ترأسه الإعلامية زينة فياض. وضم الوفد إعلاميات من الأردن والسعودية ومصر والعراق والمغرب.
في مستهلّ اللقاء، شكر الوزير كيدانيان رئيس الجمهورية على استقباله الوفد، عارضاً له أهمية العمل من أجل التذكير بلبنان ودوره، خصوصاً لدى الدول العربية «التي كان وعد من قبل المسؤولين فيها بالمجيء الى لبنان وبأعداد وافرة»، اضافة الى اهمية تنظيم وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الاعلام لمشروع إطلاق «مركز الاعلاميات العربيات في لبنان»، مشدداً على اهمية «ان تصبح كبار الاعلاميات العربيات المدعوّات الى لبنان لهذه الغاية، بمثابة «سفيرات للبنان»، كل منهنّ في دولتها، لدعم هذا التوجه».