بعد سنتين من الانتصار على إرهاب التكفيريين.. تميّز أطفال حلب يتجلّى إبداعاً وأحلاماً تتحقق

طووا عامين على الخلاص من آفة الإرهاب، خلالها عاد أطفال حلب إلى الإبداع بفرح كبير وأمل بالمستقبل الذي رسم أولى ملامحه أبطال الجيش العربي السوري ليتمكّن الأطفال من المضي مجدداً والانطلاق من بين أكوام الدمار بعد إعادة تأهيل المدارس والمباشرة في رحلة العلم والعطاء.

وبمجرد دخول المنطقة التي فيها المدارس المؤهلة يدرك الزائر أن الإرهاب مرّ من هنا.. لكن إرادة الحياة كانت وستكون أقوى لدى أطفال يحلمون ببساطة بحديقة وألعاب ودفاتر رسم وألوان ليتمكنوا من تشكيل أحلامهم كما يحبون.

مديرية تربية حلب بالتعاون مع بعض الجهات الداعمة تسعى بخطى حثيثة إلى تأمين ومدّ المدارس المؤهلة بمستلزماتها التعليمية من مدرّسين وقرطاسية وتجهيزات ووسائل الإيضاح التي تمكّن الطلبة الذين حرموا من التعليم لسنوات من تعويض ما فاتهم.

رصد مباشرة العملية التعليمية في مدرستين نموذجيتين منذ نحو أسبوعين بعد الانتهاء من تأهيلهما الأطفال في صفوفهم عبروا عن حبهم للدراسة وضرورة متابعة تعليمهم وألقوا قصائدهم أمام الكاميرا وأطلعونا على رسومهم وأعمالهم التي نفذوها خلال هذا الفصل وتحدّثوا عن كل لوحة وماذا تعبر، فيما قدّمت مجموعة طلبة حواراً تمثيلياً ممتعاً لدور الفعل المضارع ورمزيّته في استمرارية الحياة والعمل.

الطفل محمد حسن من الصف الثالث أكد أنه يحب اللغة العربية والرياضيات وجدول الضرب، مشيراً إلى أنه يتعامل مع زملائه بحبّ وتعاون.

وأكدت الطفلة زكية حمزة أهمية تلقي الأطفال للعلم وقالت: «به نحقق أمانينا ونبني مستقبلنا ونرفع رؤوس أهلنا»، بينما قدمت الطفلة دعاء قصيدة حول أهمية الكتاب ودوره في تلقي العلم والمعرفة.

ما يقوم به المدرّسون والمدرّسات بالغ الأهمية لإيصال المعلومة للطلبة بأبسط صورة وأشارت غيثاء العبد الله مدرّسة صف ثالث فئة ب أثناء إعطائها درساً في اللغة العربية وقصيدة للأطفال إلى أنّها تجد صعوبة في تمكين جميع الطلاب من فهم الدرس بالسويّة نفسها لكونهم انقطعوا عن المدرسة لفترات وهم بأعمار مختلفة، لكن في الوقت نفسه هناك رغبة لدى الطلاب في التجاوب والمشاركة.

هلال

وشرحت المدرّسة فاتن هلال للصف الرابع فئة ب التي استضافت فريق سانا بحضور حصة صفية لها حول فصول السنة كيف تمكنت من إشراك جميع الطلاب في الدرس، معبرة عن سعادتها لتمكنها من إيصال أفكار الدرس إلى مختلف الأطفال من خلال تحفيز رغبتهم بالمشاركة رغم أنهم بأعمار مختلفة مؤكدة أنها تقوم قبل البدء بإعطاء أي درس بإجراء مراجعة شاملة للكتب المدرسية المخصصة لكل صف.

هنداوي

مديرة مدرسة التحرير ألطاف هنداوي بيّنت أن المدرسة كانت مدمّرة بشكل كامل وأعيد تأهيلها من قبل وزارة التربية وبعض المنظمات مثل الوكالة النرويجية، لافتة إلى أنه تمّ البدء في العملية التعليمية في 11 تشرين الثاني الماضي بعدد أطفال يتجاوز 1500 طالب وطالبة.

وأشارت هنداوي بالوقت نفسه إلى وجود بعض الصعوبات التي تتخلل العملية التعليمية أهمها دمج الأعمار الكبيرة مع الأعمار الصغيرة لكون أعداد الطلاب كبيرة.. لكنها أكدت أن عمليات التأهيل تجري بالتوازي مع العملية التعليمية.

من جهته أكد مدير مدرسة الثورة في منطقة السكري حسن الشريف أن إصرار أهالي المنطقة والكادر الإداري والتعليمي على العودة إلى المدارس واستكمال العملية التعليمية ساعدهم في القضاء على جميع الصعوبات، لافتاً إلى أن المدرسة كانت بكامل ألقها عام 2012 إلا أن التنظيمات الإرهابية استهدفتها وحوّلتها سجناً، ما أدى إلى تدميرها وبعد دخول الجيش وتحرير المنطقة تضافرت جميع الجهود بدعم مديرية التربية وبعض منظمات الأمم المتحدة وتم تأهيل المدرسة مجدداً. وفي 12 آب 2018 تمّ الانتهاء من تأهيلها وفي بداية العام الدراسي الحالي تمّ تسلمها وتضم 38 شعبة موزعة على ثلاثة طوابق تستوعب 1850 طالباً وطالبة بكادر تدريسي كامل.

حال هاتين المدرستين يشبه مدارس كثيرة في مدينة حلب وريفها تعرّضت للإرهاب، لكنها تمكنت من تخطي الدمار والإرهاب والبدء من جديد.

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى