وزير الخارجية التشيكي جال على المسؤولين: جيشكم أول من هزم المجموعات الإرهابية
أكد وزير الخارجية التشيكي ليبومير زاوراليك دعم بلاده لبنان «في كل الأوقات لأنه مثال للبلدان الديمقراطية في المنطقة ويحارب الإرهاب»، لافتاً إلى أنّ الجيش اللبناني «هو أول جيش استطاع أن يهزم هذه المجموعات الخطرة».
وجال زاوراليك أمس على المسؤولين اللبنانيين أمس يرافقه السفير التشيكي سفاتو بلوك كومبا، فزار مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وتمّ البحث في الأوضاع الراهنة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف الصعد.
ثم انتقل إلى قصر بسترس، حيث التقى وزير الخارجية جبران باسيل الذي أكد على «ضرورة اقتلاع التهديد المتمثل بالجماعات الإرهابية من جذوره وليس فقط احتواؤه»، لافتاً إلى «أنّ التهديدات التي تقف على عتبة بابنا ستدقّ باب أوروبا قريباً».
وجرت خلال اللقاء مناقشة مروحة واسعة من المواضيع المتعلقة بالعلاقات الثنائية بين لبنان وتشيكيا و»الشراكة الواعدة بين لبنان والاتحاد الأوروبي»، فأكد باسيل «أنّ الحكومة اللبنانية مستمرة في التزامها بتقوية الروابط مع الاتحاد الأوروبي في المجالات المختلفة التي تغطيها اتفاقية الشراكة، خاصة تلك المتعلقة بالقضايا الاقتصادية».
كما جرى التطرق إلى مساهمات الجمهورية التشيكية عبر مشاريع الاتحاد الاوروبي في دعم جهود لبنان في تحمل تداعيات الأزمة السورية عليه، وعرض باسيل القرار الأخير الذي اعتمده مجلس الوزراء بإقرار الاستراتيجية الوطنية حيال أزمة تدفق النازحين السوريين منذ آذار 2011». وقال: تركزت الورقة التي أقرت على ثلاث نقاط: تقليص عدد السوريين الذي يقيمون في لبنان والمسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين، تأمين الأمن وتقليص الأعباء عبر تطبيق القانون اللبناني من أجل حماية اليد العاملة اللبنانية والحرص على التوازن ما بين المساعدة الإنسانية والتنموية والدعم المطلوب للمؤسسات الرسمية اللبنانية».
وشكر وزير الخارجية اللبناني الجمهورية التشيكية «على مساهمتها القيمة في الجهود الإنسانية»، طالباً «أن توجه هذه المساهمات مباشرة إلى مؤسسات الدولة اللبنانية، بالتزامن مع المساعدة المقدمة للمجتمعات المضيفة». وفي هذا الإطار، تمّ تسليط الضوء على التأثير السلبي الذي ينتج عن الأعداد الهائلة من النازحين السوريين إلى لبنان والتي ترافقت مع انتشار الجماعات الإرهابية مثل «داعش» و»النصرة» على الأمن والاستقرار في لبنان. وشدّد باسيل «على ضرورة اقتلاع التهديد المتمثل بالجماعات الإرهابية من جذوره وليس فقط احتواؤه لئلا ينتشر في المنطقة وباقي دول العالم، لا سيما أوروبا». وقال: « نحن نرى أنّ التهديدات التي تقف على عتبة بابنا ستدق باب أوروبا قريباً».
وعلى الصعيد العسكري، أشار باسيل إلى أنّ المحادثات تناولت الوسائل التي يمكن للجمهورية التشيكية أن توفر من خلالها الدعم للجيش اللبناني، على صعيد إمداده بالعتاد والأسلحة بناء على حاجات الجيش وذلك بهدف دعم قواتنا في مواجهة الجماعات الإرهابية». وأضاف: «ناقشنا أيضاً مبادرة حكومة لبنان بالتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية في إطار تفعيل الآلية القضائية التي يمكن من خلالها وضع حدّ للجرائم في حقّ الإنسانية في العراق وسورية، وتشاركنا مع الوزير زاوراليك فكرة إنشاء فريق لجمع الأدلة في هذا الإطار، وأدنّا بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على غزة».
وتوجّه زاوراليك، بدوره، «بالتحية إلى لبنان وجيشه لما أبداه من قدرة على مواجهة الهجوم الخطر من قبل مجموعات تنظيم داعش»، وقال: «يمكنني القول أنّ جيشكم هو أول جيش استطاع أن يهزم هذه المجموعات الخطرة».
وأضاف: «إنّ دولة التشيك هي دولة صناعية وهي جاهزة للعمل على تطوير التعاون المشترك مع لبنان على صعيد التبادل الاقتصادي. كما أنّ بلادي مستعدة لدعم لبنان في المجال العسكري لمواجهة الإرهاب، ولدعمه بالمعدات العسكرية والتعاون مع القوى الأمنية العسكرية اللبنانية».
وأشار إلى أنّ بلاده «مهتمة بمتابعة البحث مع الوزير باسيل في موضوع تقديم المساعدات الإنسانية لما يمثله موضوع النازحين السوريين من تحدّ واضح للبنان»، مؤكداً «أنّ الحل الأمثل هو بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية». كما أكد دعمه مهمّة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا و»الجهود التي يبذلها لإيجاد حل سياسي دائم لسورية»، مشدّداً على أنّ حكومته «تدعم لبنان في كل الأوقات لأنه مثال للبلدان الديمقراطية في المنطقة ويحارب الإرهاب».
مساءً، زار وزير الخارجية التشيكي السراي الحكومية حيث التقى رئيس الحكومة تمام سلام وعرض معه الأوضاع العامة.