الحُدَيْدة أيقونة النصر وسراب الارتزاق
د. خديجة بري
في خضمّ هذا العنوان نستعرض مدلولات الأحداث وقياس النتائج وهذيان الأدوات.
فلنعد بالذاكرة قليلاً، ولنستحضر الكثير من العواء لتحالف العدوان ومرتزقته حول الساحل الغربي لليمن الشقيق وبالأخص مدينة الحُدَيْدة، نتذكر الكثير من التصريحات الهزلية مرتفعة الصوت، ومنها تصريح قرقاش أن لا حلّ إلا بتسليم الحُدَيْدة لما يسمّونها الحكومة الشرعية وإلا فالحسم العسكري هو الخيار المحتوم والوحيد أيضاً لعناصر الارتزاق بأنّ الحلّ الوحيد هو احتلال وإسقاط الحُدَيْدة. حشدوا جحافلهم وجيّشوا عبيدهم وأعدّوا العدة في وصف أطلق عليه السناتور كريس ميرفي بأنّ ما أعدّه التحالف العالمي المعتدي على اليمن لاحتلال الحُدَيْدة يفوق ضعفي الجيوش والعتاد المستخدم في الحربين العالميتين. تواصلت التصريحات النارية بالتهديد والوعيد وسخرت آلة إعلامية أقلّ ما يُقال عنها بالعظمى لهذه المعركة. وتمّ إعداد حتى استديوات تصوير حربية تشابه بيئة الساحل الغربي لليمن الشقيق لاستهداف الصمود المجتمعي لإسقاط مواقع فلمية لإحداث انهيارات في صفوف أبطال اليمن ومجاهديه العظماء.
ماذا كانت النتيجة:
1 ـ أكثر من خمسة وعشرين ألف قتيل من المرتزقة.
2 ـ أكثر من 10500 آلية مدمّرة.
3 ـ 5600 آلية معطوبة.
4 ـ 15 خزن سلاح تمّ السيطرة عليها.
5 ـ آلاف الأسرى.
6 ـ سبع غرف عمليات تمّ تدميرها بالكامل ومقتل معظم قيادات الغزاة والمرتزقة.
في المقابل ماذا حقق العدو ومرتزقته… لا شيء. أجبروا على السقوط في كمائن معدة ورمال متحركة ومستنقعات رخوة.
لجأ العدو الى تضييق الخناق الاقتصادي وتشديد الحصار وزيادة مأساة الشعب العربي في اليمن.
عمد العدو إلى ارتكاب مجازر أبكت كلّ شرفاء العالم.
وكلّ ذلك بالتأكيد موثق وجاهز للتفعيل بالقريب العاجل بإذن الله، وكما هي عادة الغرب لا قيمة لعملائهم وسيُقدَّمون الى المشانق.
ذهب ممثلو الشعب اليمني الشريف إلى السويد في مشاورات سلام مع وفد المرتزقة ومسلوبي الشرف.
كانت الأولوية لوفد الشعب اليمني هو التخفيف من معاناة الشعب اليمني ورفع الحصار عن ميناء الحُدَيْدة. وكما هي المبادرات التي قدّمها سماحة السيد أبو جبريل بإشراف أممي على ميناء الحُدَيْدة مقابل صرف المرتبات وفتح الميناء.
ما تمّ في السويد انتصرت الإرادة الوطنية الشريفة. انتصرت كرامة وحرمة وإنسانية اليمني على عمالة ونذالة وارتزاق عبيد حكام الخليج. احتفظت الحُدَيْدة بهويتها اليمنية وحافظت على سيادتها. لم تدنّسها المدرّعات الإماراتية ولا المصفحات السعودية ولا الجنجويد السوداني. ظلّ العلم اليمني يرفرف في سماء الحُدَيْدة عالياً وظلت السلطة المحلية المقربة من صنعاء هي الحاكمة للحُديدة وقوات حفظ النظام وقوى الأمن الشريفة هي الموجودة.
نعم لفظت الحُدَيْدة كلّ نفايات العالم واحتوت أبناءها. لم ترفع في سماء الحُدَيْدة صور الشواذ من السعودية والإمارات. والدليل أنّ الحديدة انتصرت لليمن وانتصرت باليمن هو حقد حكام الخليج وتصعيدهم أمس واليوم الإثنين والثلاثاء الماضيين بعشرات الغارات في تحدّ واضح للعالم والمجتمع الدولي والتخبّط في الأبواق الإعلامية وتدحرج تناولها للاتفاق حتى وصولها إلى الإقرار بانتصار الحُدَيْدة.
الحُدَيْدة حفظت في كلّ جنباتها للشهداء عطاءهم وللشرفاء وفاءهم وللشعب والقبائل بطولاتهم وشجاعة تحديهم لتحالف العدوان العالمي.
فصلوات الله عليكم مجاهدي وشعب اليمن.
ارفع رأسك عالياً فأنت من اليمن مهد الرجولة وفخر البطولة.
أنتم من اليمن منبع الشرف ونهر الكرامة وبحر الشجاعة.