جامعة حلب.. ثلاثية الأقانيم التحدّي والصمود والانتصار

صمدت جامعة حلب وحافظت على مسيرتها العلمية والتعليمية وتحدّت الإرهاب خلال سنوات الحرب لتبقى منارة للعلم والعلماء، بفضل إصرار طلبتها وأساتذتها وإيمانهم بالعلم لإعادة بناء كل شيء حيث تابع الطلبة دراستهم خلال فترة الحرب الإرهابية وتخرج عدد كبير منهم.

أفيوني

رئيس جامعة حلب الدكتور مصطفى أفيوني أكد أن الجامعة التي تتألف من 19 كلية و8 معاهد تقانية ومعهدين للغات والتراث عانت من قذائف الحقد والإرهاب لكن طلابها واصلوا الدراسة في قاعاتهم ومخابرهم إلى جانب أعضاء الهيئة التدريسية والإداريين الذين أصرّوا على متابعة مهمتهم السامية، رغم كل الظروف حفاظاً على جودة التعليم وانطلاقاً من إيمانهم بوطنهم وشعبهم وقائدهم لتحقيق الانتصار واندحار المجموعات الإرهابية.

العملية البحثية لم تتوقف في الجامعة واستمر طلبة الدراسات العليا والماجستير والدكتوراه بتقديم أبحاثهم وشاركت جامعة حلب هذا العام والعامين الماضيين بمعرض دمشق الدولي ومعرض الباسل للإبداع والاختراع ونالت جوائز. وهذا العام حصلت على 11 جائزة من أصل 18 مشروعاً تمّ تقديمها لمعرض الباسل وتم تبني مشروعين من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك إضافة للاستمرار بالمشاركة في المؤتمرات العلمية على المستويات العربية والدولية والنشاطات الفنية والرياضية والمسرحية والعلمية وكان آخرها مسابقة البرمجيات على مستوى العالم العربي في مصر في شرم الشيخ وحصلت سورية على المركز الأول وكذلك تأهل فريق جامعة حلب العلمي مع أربعة فرق من باقي الجامعات السورية إلى المسابقة العالمية التي ستجري في البرتغال العام المقبل.

وبيّن أفيوني أن الحصاد العلمي استمرّ للعام الثالث على التوالي في كليات جامعة حلب التطبيقية والنظرية ويضمّ الحصاد السنوي مشاريع هادفة لخدمة المجتمع كما شاركت في مشاريع إعادة الإعمار عبر اللجان المشكلة لترميم الجامع الأموي والمدينة القديمة ومشاريع إعادة التدوير وتمّ تقديم دراسات ضمن المخطط التنظيمي.

وواظبت الجامعة على البحث العلمي رغم ظروف الحظر المفروض على سورية وفق الإمكانات المتاحة بحسب أفيوني الذي لفت إلى دور البنية التحتية الموجودة مسبقاً في الجامعة والتي ساهمت في تحدي هذا الحظر وبقيت جامعة حلب توفر جميع مستلزمات العملية التعليمية بجهود أساتذتها وشاركت مؤخراً في المؤتمر الدولي في الهند حول مستقبل التعليم العالي ومؤتمر التأهيل الثقافي للعلوم الإنسانية في جامعة المعارف اللبنانية في بيروت الذي جمع العديد من الباحثين العرب والأجانب.

ويوضح رئيس الجامعة أن هناك خطة طموحة لتأهيل البنى التحتية للكليات والمعاهد ومشروعاً جديداً لبناء عدد من الكليات الجديدة منها كلية الفنون الجميلة والكلية التطبيقية والشريعة والمعلوماتية وتم مؤخراً مواصلة العمل في بناء كلية الصيدلة الذي كان متوقفاً وسينتهي خلال مدة عام وتمّ وضع خطة خمسية لجامعة حلب تنفذ على مراحل وتشمل خطة العام المقبل بناء الكلية التطبيقية ومشفى الأطفال وهناك مشروع بناء وحدتين سكنيتين خارج المدينة الجامعية وفق نظام بي أو تي وبالتوازي مع ذلك سيتم تأهيل ملاعب المدينة الجامعية لكرتي القدم والسلة.

ويلفت رئيس الجامعة إلى أن مشافي جامعة حلب أدت دوراً مهماً على المستوى الصحي خلال الأزمة وشكل فريق تطوّعي مؤلف من 300 طالب خلال فترة الحرب وكان لطلاب الدراسات العليا من الأطباء دور بارز من خلال حضورهم ليلاً ونهاراً في المشافي، وتكامل عمل هذه المشافي مع مشافي وزارة الصحة وعملوا كأسرة واحدة لتقديم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين فكان الطلبة يدرسون في معاهدهم وكلياتهم من جهة ومن الجهة الأخرى يحملون السلاح ويدافعون عن بلدهم حتى تحقق النصر.

جامعة حلب صمدت وستبقى صامدة وتفخر بمسيرتها العلمية لتخريج الكوادر الفاعلة في المجتمع والذين سيكون لهم دور كبير في إعادة الإعمار وبناء الوطن والدفاع عنه.

سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى