مختصر مفيد إيران ضرورة أمن آسيا
– عندما تتحكّم السياسات بمواقف الدول الكبرى على حساب التقييمات الاستراتيجية تقع الأخطاء القاتلة فتوهم أميركا أن شطب روسيا من المعادلات الدولية ترتب عليه خوض حربيها في العراق وأفغانستان نحو الفشل، كما يقول تقرير بايكر هاملتون وتكرّر الأمر في حرب سورية.
– تراجعت واشنطن عن الرعونة مع روسيا مرغمة، بقوة الحضور الروسي في الحرب على سورية، لكنها احتفظت بلغة التعالي واسلوب التعجرف اللذين تعبر عنهما العقوبات والتدخلات في التركيبة الداخلية الروسية وملاحقتها مالياً وأمنياً.
– التسليم النسبي بالشراكة مع روسيا رافقه وهم أميركي بمقايضة تقبلها موسكو على ظهر إيران ورسمت واشنطن معادلتها للبقاء في سورية بصيغة «نرحل متى رحل الإيرانيون»، أي تعطيل الحل وقيام الدولة السورية حتى ضمان أمن «إسرائيل».
– نجحت روسيا وسورية وإيران ببناء معادلة قوة بوجه الغارات الإسرائيلية، كما نجحت بترويض تركيا لضمّها إلى معادلة الحل في سورية، لكن الأهم هو ما حصل في أفغانستان عندما ظهرت إيران ضرورة لا غنى عنها في الحل السياسي هناك.
– الاجتماع الروسي الصيني الإيراني الأفغاني الباكستاني قبل ثلاثة أسابيع، قال للأميركيين إن أمنكم في أفغانستان ومستقبل الحل السياسي أهداف لا تستقيم مع السعي لعزل إيران.
– تراجع الهدف المرتبط بإخراج إيران من سورية بقوة الحقائق المتصلة بمكانة إيران في أمن آسيا انضج تسليماً أميركياً بقيادة روسيا للجغرافيا السياسية الآسيوية كما أنضج قرار الانسحاب الأميركي من سورية بعدما سقط رهان صفقة القرن بسقوط الشريك الفلسطيني المفترض.
ناصر قنديل