رصد
كل الأشياء تمشي في الليل الشجيرات التي تحرس أحلامي وجه البحيرة، الظلال ونافذة جارنا الفضوليّ..!! بعينيه الدقيقتين المثيرتين فهو لا يكلّ عن مراقبتي حتى وهو نائم ينصب الفخاخ حولي ويترصد في الظل ليترك عينيه تتجولان حولي كمصيدة لعينة.. وأنتَ هناك..!! يفصلني عنك موتٌ ونصفُ أرض وبعض تلال تبتلع الأحلام وثلجٌ كثيفٌ حبيس دمي لم تذبه ليالي الصيف القصيرة على صدرك.. ضخمةٌ هي العيوب لمن لا يهوى ضئيلةٌ بالكاد تُرى لمن يعشق.. وأنا عشقتك بنصف عين وقلبٍ كبيرٍ كبيرٍ جداً مليء بالثقوب وبرك الطين فكنت كلما أوشكت السقوط علقت قدماك بالوحل المتكوّم هناك..!! لرجلٍ مثلك فقط يتسلق الضباب جبال الوهم العارية ويترك قبلاً باردة على عنق الرغبة وينمو للقصائد أثداءً كبيرةً مكتنزةً بالخيبة.. نحن لا نعود من الشعر أبداً كما كنا نحن نبني قبوراً صغيرةً على مسامات القصيدة لندفن بها كل هذا الجنون المسلوب من صحواتنا.. نترك بين أقطابها أغاني ممزقة كتلك التي يغنيها العائدون بلا هوية على أعقاب وطن..
ريم بندك