رئيس الجمهورية: تشكيل الحكومة أسرع من المتوقع والنظام اللبناني يوجب إشراك الجميع في حكومة الوحدة
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن تشكيل الحكومة بات أسرع من المتوقع، موضحاً «أن هذا التشكيل يتطلّب في لبنان بعض الوقت لأن النظام اللبناني توافقي ويوجب إشراك الجميع في حكومة الوحدة الوطنية العتيدة».
وشدد الرئيس عون من جهة أخرى على ضروة أن يقوم المجتمع الدولي بما عليه لحل أزمة النازحين السوريين لا أن يعمل على تأخيرعودتهم من لبنان إلى سورية بعد انتهاء الحرب فيها، وذلك من خلال ما يقوم به بعض المؤسسات الدولية لترهيبهم من هذه العودة.
مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله في قصر بعبدا وفداً برلمانيا فرنسياً ووفد المنظمة الانكليزية العربية.
وفي هذا الإطار، التقى الرئيس عون، بحضور النائب سيمون ابي رميا، وفداً نيابياً فرنسياً برئاسة النائب جان كريستوف لاغارد Jean-Christophe LAGARDE رئيس المجموعة البرلمانية لاتحاد الديمقراطيين والمستقلين في الجمعية الوطنية الفرنسية. ودار حوار بين أعضاء الوفد ورئيس الجمهورية الذي اشار الى أنه بطبعه متفائل، ومشيراً الى «ان لبنان يعاني اليوم من تراكم الازمات من الازمة الاقتصادية الى وجود العدد الكبير من النازحين، اضافة الى ازمة الحرب في المنطقة التي زعزعت استقرارها بشكل عام. وهي أدت مجتمعة الى تراكم ذيولها على المستوى الداخلي اللبناني».
واشار الرئيس عون الى «ان لبنان ينعم حالياً بالاستقرار وبدرجة مرتفعة، بعد الانتهاء من عملية «فجر الجرود»، وقد انخفضت نسبة الجريمة الفردية الى مستويات متدنية»، مشيراً الى ان العمل سيجري مع الحكومة الجديدة على معالجة الأزمة الاقتصادية وذيولها. وأمل رئيس الجمهورية في ان تسهم استعادة السلام في المنطقة في تنشيط الأوضاع الاقتصادية عموماً وفي لبنان على وجه الخصوص، شاكراً لفرنسا ورئيسها ايمانويل ماكرون الدعم الكبير الذي قدّماه للبنان من خلال تنظيم مؤتمر «سيدر» في باريس والمساهمة في مختلف مؤتمرات دعم لبنان التي جرت العام الماضي في روما وبروكسيل وآخرها في بريطانيا.
وعمّا يجري الآن على الحدود الجنوبية، اشار الرئيس عون الى ان لبنان ملتزم بالقرار 1701، «فيما إسرائيل هي التي تنتهك سيادتنا لا سيما مجالنا الجوي عبر الطلعات الجوية التي تقوم بها، وهي تشكّل خطراً بحد ذاتها».
واوضح الرئيس عون، رداً على سؤال حول مستقبل الاوضاع الاقتصادية في لبنان، «ان مسار الإصلاح سيستكمل، بعد إقرار عدد من القوانين الضرورية، في ما يتعلق بالشفافية وغيرها، والتي من شأنها تسريع وضع مقررات مؤتمر «سيدر» موضع التنفيذ». وقال: «إن المشاريع الكبرى التي اعتمدتها خطة النهوض الاقتصادي سيتم الانطلاق بها فور تشكيل الحكومة».
واستقبل رئيس الجمهورية رئيس المنظمة الإنكليزية العربية نظمي اوجي يرافقه وزيرا الطاقة السابق ادوارد ديفي والخارجية السابق كيث فاز والمونسنيور شفيق أبو زيد والأمين العام للمنظمة السيدة مهى الفقيه وطبيب القلب الدكتور جورج يوسف، وضعه في صورة ما تقوم به المنظمة التي تعنى بمد الجسور بين المملكة المتحدة والعالم العربي. كما تطرّق البحث إلى الأوضاع في لبنان والمنطقة.
ولفت عون إلى أن انعقاد منتدى الأعمال والاستثمار اللبناني – البريطاني أخيراً شكل دليلاً إضافياً على عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ورداً على أسئلة الوفد، شدّد رئيس الجمهورية على ضرورة إيلاء الوضع الاقتصادي في لبنان الأهمية اللازمة بعد الأزمات المتتالية التي كانت لها انعكاساتها المباشرة عليه، وآخرها أزمة النازحين السوريين التي تلقي بثقلها على كاهله رغم ضآلة موارده وذلك نتيجة وجود مليون ونصف نازح على أرضه إلى جانب حوالي 500 الف فلسطيني منذ 70 عاماً ما زاد نسبة الكثافة من 400 الى 600 في الكيلو متر المربع. وإذ أكد الرئيس عون على ضرورة معالجة هذه الازمة التي ادت الى زيادة نسبة البطالة في لبنان، وإلى أزمة مالية واجتماعية وتربوية، فإنه شدّد على ضروة أن يقوم المجتمع الدولي بدوره بما عليه لحل هذه الأزمة لا أن يعمل على تأخيرعودة النازحين إلى سورية بعد انتهاء الحرب فيها وذلك من خلال ما يقوم به بعض المؤسسات الدولية لترهيبهم من العودة. واعتبر أن بإمكان غالبية النازحين الذين جاؤوا إلى لبنان بسبب فقدان الغذاء في فترات الحرب العودة اليوم الى بلدهم لا سيما وانهم نزحوا من قرى لم تشهد عمليات قتالية، لافتاً الى انه بإمكان القسم الآخر انتظار مرحلة الإعمار.
وفي قصر بعبدا، خادم رعية سيدة لبنان في واشنطن المونسنيور دومينيك الأشقر والمهندس جرجي اميل الاشقر. وقد شكر المونسنيور الأشقر الرئيس عون على منحه وسام الاستحقاق اللبناني، وتكليفه السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى تقليده الوسام، كما أطلعه على اوضاع الجالية اللبنانية في واشنطن لا سيما أبناء رعية سيدة لبنان في المدينة.
إلى ذلك، حضر الرئيس عون مساء أمس، احتفال يوبيل 125 سنة لمدرسة القلب الأقدس فرير الجميزة التي نشأ وتلقن علومه فيها والذي تخللته كلمات للرئيس الإقليمي لرهبنة أخوة المدارس المسيحية في الشرق الأوسط فادي صفير ومدير المدرسة الأستاذ سليم جريج وصلاة للمطران سيزار اسيان إضافة إلى تراتيل ميلادية بلغات متعددة.