الرفيق الإعلامي أنور البرادعي

في اواخر خمسينات القرن الماضي عندما كنت انتظمت في منفذية الطلبة الثانويين 1 اذكر من الرفقاء الذين كانوا نشطوا في تلك المرحلة، وكان له حضوره الجيد ونشاطه، عاملاً في الصحافة، وناشطاً حزبياً، الرفيق انور برادعي، وما زلت اذكره مربوع القامة، قوي البنية، اعلامياً قديراً، ومذيعاً قومياً اجتماعياً.

عرفت ايضاً، انما بنسبة اقل، ابن عمه الرفيق رياض برادعي. وحصل الانشقاق عام 1957 بعد تحرك عُـرف بـ الانتفاضة، فانقطع عني الرفيقان برادعي، ربما انضما في حينه الى تنظيم الانتفاضة، الى ان رحت اقرأ عن النشاط الاعلامي للرفيق انور في الكويت .

مع بداية عملي في موضوع تاريخ الحزب، رغبتُ ان ادوّن المعلومات التي قد تتوفر عن الرفيقين انور ورياض برادعي، كنت اعلم ان الرفيق… كان على صداقة معهما في تلك الرحلة، كما مع عدد جيد من الرفقاء الذين نشطوا في الخمسينات. ما زلت اذكر ان الرفيق المذكور كان عمل في مكتبة لرفيق من آل بكداش 2 وكانت له علاقات مع رفقاء عملوا في الصحافة من بينهم حسين قطيش، علي هاشم، كيوان نصار،

وكنت اعلم ان الرفيق مارون حنينة على تواصل مع الرفيق المذكور، فرغبت إليه ان يدوّن له سيرته ومعلوماته، واوردتُ اسماء رفقاء كنت اعلم انه على معرفة بهم، من بينهم مَـن اوردت آنفاً، واذكر اني شددت اكثر من مرة على فائدة تدوين المعلومات التي يملكها الرفيق …. عن كل من الرفيقين انور ورياض برادعي. اعتذر الرفيق…

بكره، بتطبعوها في كتب وبتبيعوها

اتصلتُ به. وكررت. شرحت ان هذه المعلومات ليست للتجارة، انما هي لذاكرة الحزب، حاولت اقناعه، بقي عند اصراره.

رحل الرفيق…. ورحلت معه معلومات كثيرة كان يفيد تدوينها لمصلحة تاريخ الحزب. وطبعاً لم نطبع الكتب والكتيبات، ولم نبيعها، ولم يكن انصرافنا لموضوع تاريخ الحزب لغاية تجارية او لربح مالي، وعندما عممنا كلمة «لمن يهمه الامر»، حول موضوع اهمية طباعة مئات النبذات في كتب، فتبقى هذه للاجيال، رغبنا ان نشير بوضوح ان اي ريع افتراضي قد يعود الى المؤلف تعود الى مؤسسة رعاية اسر شهداء الحزب 3 .

ومضت ايام، وانا احاول العثور على من كان على معرفة بالرفيقين «برادعي» الى ان كنت ذات يوم في زيارة الى الرفيق المميز عبد اللطيف كنفاني 4 فعلمت صدفة ان الفاضلة عقيلته من آل برادعي. قلت لها اني كنت في اواخر الخمسينات على معرفة برفيق يدعى انور برادعي،

هو شقيقي

ورياض برادعي ؟

ابن عمي

وكانت البداية .

شكراً للرفيق الاديب والمناضل عبد اللطيف كنفاني الذي زوّدنا بهذه المعلومات عن الرفيق الراحل انور، شقيق عقيلته الراحلة الفاضلة ، فاطمة برادعي.

هو انور عبد الرزاق البرادعي 5

مواليد مدينة عكا، عام 1934.

تزوّج من سامية علي كنفاني 6 وانجب منها كاتيا وفادي.

إنشدّ للصحافة بشكل لافت منذ مطلع شبابه وأطلق عليه رفاقه لقب «تأبط صحفاً» لكثرة ما كان يُـرى حاملاً عدداً منها كل صباح.

اصدر في اول أيامه مجلة «الصنارة» ورفض بيع امتيازها الى «دار الصياد» التي رغبت بضمّها الى اسرة مجلاتها.

انتقل الى الكويت في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، وعمل لفترة وجيزة في شركة المقاولات والتجارة «الكات».

التحق للعمل في «اذاعة الكويت» في مطلع سيرته المهنية ولم يمض وقت طويل حتى اصبح مندوب «اذاعة وتلفزيون الكويت» المعتمد في مواكبة الرسميين الى استقبال الشخصيات والوفود القادمة الى دولة الكويت وتغطية اخبارهم واستصراحهم وغدا المخوّل حصرياً بهذه المهمّة، لا يؤخذ إلاّ بما يقوم بنشره.

عمل محرراً في عدد من صحف الكويت إضافة لوظيفته الرسميّة وتناول تغطية مختلف المناسبات الثقافية والاجتماعية والرياضية.

كانت له زاوية في صحيفة «السياسة»، أطلق عليها إسم «قطار الاخبار» الدّال على محتواها.

ارتبط بصداقات وعلاقات وثيقة مع كثير من الرسميين وبخاصة برئيس مجلس الامة الكويتي، خالد الغنيم ابو عبد الرحمن – واعضاء مجلس الامة، وقد خصّوه بثقتهم وتقديرهم.

توفي في احدى مستشفيات لندن عام 1978 إبّان عملية جراحية اودت بحياته ونقل جثمانه الى الكويت ودفن في اديمها.

هوامش:

منفذية الطلبة الثانويين: كتبت عن هذه المرحلة. مراجعة موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

آل بكداش: من الاسر البيروتية. اذكر ان رفيقاً من آل بكداش كان يملك مكتبة للقرطاسية والكتب في شارع امعرض وسط بيروت، وكثيراً ما كان ينشر اعلاناً عن مكتبته في صحف الحزب.

ريع الكتب : للاطلاع على البيان بعنوان «لمن يهمه الامر» الدخول الى الموقع المذكور آنفاً.

عبد اللطيف كنفاني: اديب ومناضل من الجنوب السوري، تولى مسؤوليات حزبية في فلسطين. للاطلاع على ما نشرناه عنه، الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

عبد الرزاق البرادعي: رزق بكل من: ياسين، فاطمة عقيلة الرفيق عبد اللطيف كنفاني والتي توفيت عام 2017 ، نبيه وانور.

سامية كنفاني: ابنة اخت الرفيق عبد اللطيف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى