القانص: شعبنا أسقط في 21 سبتمبر مشروع التقسيم وسيبقى صابراً مهما عظمت التضحيات والتحدّيات
إنعام خرّوبي ـ اللاذقية
تحت عنوان «العدوان على اليمن وثوابت الانتصار»، نظم «التجمُّع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة» فرع سورية مكتب اللاذقية، لقاءً تضامنياً مع الشعب اليمني في وجه العدوان السعودي الإماراتي الأميركي الصهيوني، حيث استضاف سفير اليمن في سورية نايف القانص، بحضور أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار وحشد من الفاعليات والشخصيات الرسمية والشعبية في دار الأسد للثقافة في مدينة اللاذقية.
افتتح اللقاء بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء، ومن ثم الاستماع إلى النشيدين الوطنيين لسورية واليمن ونشيد التجمّع.
بداية، قدّم أمين عام التجمع الدكتور يحيى غدار نبذة عن تاريخ التجمع والذي تزامن الإعلان عن تأسيسه في القاهرة 23 تموز/ يوليو 2011 مع استشراس المؤامرة الكونية التي استهدفت سورية.
ولفت إلى «أنّ الإعلان جاء من القاهرة برغم احتضانها بعض دعاة الحرية من متآمري الداخل والذين كانوا أداة رخيصة لتنفيذ المؤامرة على سورية الدور والدولة والكيان».
وأشار غدار إلى «أنّ وجود التجمع اليوم في سورية ليس جديداً، فقد شارك عدد من السوريين في تأسيس هذا التجمع»، مضيفاً: «نتشرف اليوم بالإعلان عن إطلاق مكتب للتجمع في مدينة اللاذقية يتبع فرع سورية، إلى جانب مكتب دمشق ومكتب الجنوب السوري، في تأكيد على استمرار وقوف التجمع إلى جانب سورية قيادةً وجيشاً وشعباً، في وجه كافة المؤامرات التي تُحاك ضدها وضدّ محاولات الاستهداف التي لم تتوقف عن السعي إلى القضاء على الدور المحوري الذي تؤديه سورية عربياً وإقليميا ودولياً».
وبعد عرض فيلم توثيقي عن معاناة الشعب اليمني، تحدّث السفير اليمني، مشيداً بوقوف التجمع الدائم إلى جانب الشعب اليمني.
وأكد «أنّ المعركة في سورية واليمن واحدة، والهمّ واحد، والقيادة واحدة، فاليمن اليوم يعتبر أحد أركان محور المقاومة الذي يشكل رافعة للأمة في وجه المؤامرات والاستهداف».
وأشار إلى «أن اليمن أغنى دولة عربية، وهو أغنى من الدويلات والمشيخات الخليجية، والتي احتضنت الصهاينة ومشروعهم، وعلى الرغم من ذلك، يعاني اليمن اليوم مأساة التجويع والحصار الذي طال الملايين من أبنائه، في أبشع مأساة إنسانية طالت 22 مليون يمني باتوا تحت خط الفقر منهم 12 مليون تحت خط المجاعة، وفي كل لحظة يستشهد طفل يمني من الجوع ونقص الغذاء على الرغم من الخير الكثير والثروات المتعدّدة التي يزخر بها اليمن».
وقدم السفير القانص لمحة تاريخية عن مملكة آل سعود، وتاريخ الصراع اليمني السعودي منذ تأسيسها عام 1918، والذي جاء مباشرة عقب إصدار «وعد بلفور» المشؤوم «الأمر الذي كان ضرورياً لإيجاد بيئة حاضنة وأرضية خصبة لاستمرار هذا الكيان».
وأعاد إلى الأذهان «مختلف الجرائم البشعة التي مارسها بنو سعود عبر التاريخ خدمة لمصالحم ومصالح أسيادهم ومشغليهم».
ولفت إلى «أنّ ما يسمى «الربيع العربي» الذي اجتاح الأمة، وصل تأثيره إلى اليمن في بداية الأزمة، وعلى الرغم من خروج الشعب اليمني للمطالبة بالإصلاح والحد من الفساد وإعادة بناء الدولة اليمنية، إلا أن «الإخوان المسلمين» حاولوا استثمار تلك اللحظة وركوب الموجة، ليتم رفع شعار إسقاط النظام وصولاً إلى ما وصلنا إليه اليوم».
وفيما يتعلق بسيناريو الحرب على اليمن، أشار القانص إلى «أنّ السعودية دخلت مباشرة في الأزمة اليمنية تحت مظلة المبادرة الخليجية التي كان أبرز بنودها نقل السلطة من علي عبدالله صالح إلى نائبه الخائن عبد ربه منصور هادي، على أن يتم خلال مدة عامين إجراء حوار وطني وتعديلات دستورية وصولاً إلى انتخابات برلمانية ورئاسية، ولكنّ انتخاب هادي شكل خرقاً للدستور اليمني في واقع الأمر وتم تشكيل لجنة الحوار الوطني بصيغة شكلية لتمرير انتخاب هادي، ومن ثم التمديد له لمدة عام ينتهي في 22 شباط/ فبراير2015. وعندما أعلنت نتائج الاجتماعات وقرار تقسيم اليمن إلى ست دويلات على أن يتم تسليم كل إقليم لدولة خليجية، اندلعت الانتفاضة الشعبية ضد التقسيم، وبخروج الشعب أسقطت تلك الحكومة في 21 سبتمبر 2014، وبعد ذلك ادّعى هادي المرض ليتم ترتيب فراره إلى عدن ومن ثم إلى السعودية، وصولاً إلى الوقت الراهن».
وأكد السفير القانص «أنّ الكثيرين أرادوا منذ البداية شيطنة حركة «أنصار الله» التي وقفت بوجه العدوان، ولا يزال العدوان الهمجي مستمراً حيث ضربت المزارع، واستهدفت مضخات المياه، وتعطلت الطاقة الكهربائية بالكامل ليتم الاستعاضة عنها بالطاقة البديلة، وعلى الرغم من ذلك، استطاع المقاومون استعادة مساحة كبيرة من المحافظات اليمنية المحتلة والتي تمّ التوافق على إعادتها إلى اليمن بعد انتهاء مدة اتفاق الطائف».
كما أكد «أنّ ما يدعيه العدوان بأنّ الإيرانيين يقاتلون في اليمن هو أمر غير صحيح، وأن من يقف بوجه العدوان هو الجيش الوطني والمقاومة، وكل ما يجري محاولات تحويل إيران إلى عدو جديد بدل العدو الصهيوني، مؤكداً أن الشعب اليمني سيبقى صابراً مهما عظمت التضحيات والتحديات حتى ردّ العدوان وإعادة الحق إلى أصحابه».
وقال: «إذا كان من منّةٍ لأحدٍ فالمنّة لسورية على كل الأطراف، حتى أنها أعادت روسيا إلى الساحة الدولية رقماً صعباً، وهي عندما تدخلت في العام 2015 كان الشعب السوري صامداً منذ أربع سنوات، حيث كان يستمد القوة من البيئة الحاضنة للمقاومة في لبنان وسورية والعراق وإيران، وبهمة سواعد الجيش السوري استطاع تذليل العقبات ورد كيد الأعداء واستعادة معظم الأراضي السورية من الإرهابيين».
وتابع: «أما الشعب اليمني فهو يعاني اليوم كل أشكال الحصار، وهو في مأساة مريرة ومعاناة كبيرة، والصمت العربي أمر مخزٍ على مستوى الشعوب والأنظمة، باستثناء المواقف القومية المقاومة في سورية ولبنان والعراق وعلى رأسها مواقف سيادة الرئيس بشار الأسد وسماحة السيد حسن نصرالله، ونحن نعتزّ بالشعب السوري الذي طالما وقف إلى جاب الشعب اليمني منذ القدم، وكيف لنا أن ننسى حصار السبعين على صنعاء الذي ساهم أبطال من نسور سلاح الجو السوري في فكه ونصرة إخوانهم ضدّ قوى الرجعية والعمالة».
وختم السفير اليمني: «الاستسلام لن يدخل قاموس أمة لها جذورها وتاريخها العربي الذي شهد له الأعداء قبل الأصدقاء، واليمن وقف دوماً إلى جانب سورية وفلسطين وهو يعاني بسبب مواقفه الأمرّين، ورغم ما تعرض له الشعب اليمني فهو على أتمّ الاستعداد للتضحية من أجل مصلحة الأمة العليا وأشقائه العرب. المعركة مستمرة والانتصار أمامنا والدماء الطاهرة لا بد ستثمر نصراً قريباً».