ندوة وتوقيع كتاب «حنين يأخذني إليك» للعميد الركن بهاء حلال

عبير حمدان

جمع حفل توقيع كتاب «حنين يأخذني إليك» أهل السياسة والثقافة الذين لبّوا دعوة العميد الركن بهاء حلال لحضور ندوة حول إصداره الجديد، والتي أقامها في فندق «راديسون بلو- ديون» في فردان.

تقدّم الحضور النواب: أمين شري، محمد خواجه، علي فياض، الوزير السابق فايز شكر، القائد السابق للجيش العماد جان قهوجي، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، نائب مدير عام جهاز أمن الدولة العميد سمير سنان، وحشد من الشخصيات الثقافية والاجتماعية والإعلامية.

استهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، وقدم له رئيس المجلس الثقافي الإنمائي لمدينة بيروت الزميل محمد العاصي.

زين

وكانت كلمة المحامي عمر زين الأمين العام للمحامين العرب الذي أكد على التزام العميد حلال بالحب والأصالة، ومما قاله: «وضع العميد بهاء حلال بين أيدينا كتاباً نوعياً هادفاً فيه الالتزام بالحب والأصالة واحترام إنسانية الإنسان، لتمسكه وتعبيره عن مكارم الأخلاق في كلّ ناح من نواحي الحياة التي نعيشها. كلمات امتازت بالتنوّع والمسؤولية والنزاهة، كتبها نثراً بملامح شعرية مشوّقة تتناغم مع العقل والعاطفة. كلمات فيها من روائع الفكر التي ترشد إلى أرقى وأسمى وأنبل العلاقات بين البشر، وتظهر هذه الصفات في علاقته مع الوالد والأمّ والزوجة والأخ والصديق والقريب والبعيد مع كلّ إنسان.. وهو القائل «تزهر السماء، وترقص الحدائق رقصاً والنغم في الوتر عزفاً» كلمات ننتظرها في صباح كلّ يوم، يرسلها إلينا فتعطينا زوادة في الصبر والصدق والاستقامة والأمل والفرح».

أضاف: «كلماته تحرّضنا ضدّ الفساد كي نتحرك ولا عجب في ذلك فإنها تصدر عن ابن مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء، وعلينا واجب تلقفها والعمل للقضاء على هذه الجريمة بحق الوطن والمواطن التي في حال استمرارها تقضي على ما نصبو إليه من آمال.

أضاف: إنّ ما يكتبه أديبنا العميد الركن هو توجيه صادق للنهوض من الكبوة التي نعيشها في لبنان ودعوة لعدم الاستسلام، وهو القائل /لن نستسلم للعوائق/ على الرغم من أنّ القمر استقال من مهمته/ علّ الأجيال تقرأ /وعلّ الأجيال تعمل.. تابع أيها الصديق الأديب العميد فكلماتك مقاومة، وهي الطريق الوحيدة للنهوض بالأمة».

جوني

ثم كانت كلمة للدكتور حسن جوني أشار فيها إلى عمق المادة التي يقدّمها العميد حلال للقارئ، حيث قال: «الشكر الكبير لحضرة العميد الركن بهاء حلال لدعوتي الى هذا الحفل الكريم الذي يضمّ الكبار من بلادي.

مثل صياح الديك يوقظك كلّ صباح.. ببضع كلمات مليئة بالتفاؤل، حيث تمتزج الفلسفة والأدب بالشعر معبّرة عن عمق الفكر وجمال الجمال وصفوة الأخلاق.. عن الصدق والوفاء والتضحية والاباء.. يقول العميد الشاعر/ سأكتب قصيدة كالصخر/ وأشيد بناء فيه فكر كفكري…

ويقول أيضاً في مكان آخر/ مع تراكم المعرفة تصغر الانا…/ فلنجهد في تعليم صغارنا أخلاقنا/ لئلا تقلّ المعرفة وتزداد الأنا. ..

تعوّد العميد العسكري في جيشنا اللبناني الباسل البطل ان يرمي العدو الصهوني بالنار طلقات من رصاص، تصيبه وترديه، فيقف منتصراً عليه وعلى كلّ ظالم…

ضدّ الإرهاب والإرهابيبن لم يوفر جهداً، فرمى وأعلن انّ النصر آت ما هي إلا طرفة عين…

مدافعاً عن الوطن بكلّ ما يملك من قوة لا يرحم في دفاعه عن الحق وقضايا الناس، يرمي العدو بالنار»…

وتابع جوني: «يرمينا بالأحرف والكلمات، يطلق علينا سهام الحب فيصيبنا في قلبنا ووجداننا، فتندمج مشاعره بمشاعرنا، وتختلط الأحاسيس لتصبح واحدة، انه يرمي لإحيائنا، وإيقاظ كلّ نقطة دم في عروقنا، فنشعر بالإنسان فينا.

حضرة الشاعر العميد يا من صرخ…

/امي امي يا قمر الزمان فتلاشى الصدى وتوقفت الأرض عن الدوران/

اعلم ايها العميد انها توقفت عندك وعند كلّ من دعت له أمه بالرضى والمان، وهي وحدها الأم لن ينساها لا الزمان ولا حتى النسيان».

يتيم

ثم كانت كلمة النائب السابق حسين يتيم الذي تحدث عن اعتزازه بالقلم والسلاح في يد عميد البهاء… بهاء ومما قاله: «أتكلم في هذه الندوة عن حنين يأخذني إلى كتاب كُتب بقلم ضابط كبير هو العميد المغوار بهاء حلال، أليس هذا هو البهاء العسكري لروح جيش الوطن الذي نعتز بأقلامه مثل ما نعتز بسلاحه، ومتى كانت الحياة إلا مداد الحياة وسلاح الفكر وغذاء الروح…

أضاف: «الضابط في الجيش اللبناني الباسل كان وأقرانه من الضباط والجنود يقارعون الإرهاب ويواجهون أخطار الموت دفاعاً عن العاصمة.. ولكنه أيضاً الشاعر النابض الذي نقرأ مزاميره صبيحة كلّ يوم على شاشات هواتفنا فيأخذنا إليه حنين الكلمة وحنين الشوق وحنين السلاح، بهاء حلال ابن الجنوب الأشمّ حيث يُقال خلف كلّ صخرة عاملية نجد شاعراً أو معلماً.. قرأت المضمون المضمون المكنون يا عميد ولما عرفت الكاتب لم أجد عجباً ولكني وجدت إعجاباً لغزير المداد وخصب الخيال وتعبيراً عن نفس مجبولة بالحب والحنين والوطن والفداء.. يحمل كتابه بيده «حنين يأخذني إليك» ويشدك إلى قراءته لتغوص في منوّعاته لقد جعل من سلاحه قلماً ومن قلمه سلاحه فكان له الشرف والسيف والقلم..»

حلال

وفي الختام توجه العميد حلال بالشكر إلى الحضور ومما قاله: «أحبائي، قمر ونور وفرح ويأس وحنين وأمل من الروح العسكرية الشامخة ومن حمى مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء يغرّد يراعي بين سطور الوغى فيرسم بسرعة الريح وبخطه الأزرق خلجات كوامني التي أغرف من معينها وأخوض في عناوينها وأغيب في لحظات مع الشفق فتختفي تنهداني في أوج الغيم وأشكو من ألم الضيم وتزهر السماء نجوماً والنغم يرقص على الوتر عزفاً وتمطر سمائي حبراً ويصرخ الألم.. وتسطع الكلمات بأريحية ساطعة وارتباط بالحنين بين الماضي والحاضر والمستقبل، لهذا كانت باكورة انتاجي سابقاً «درب الحنين» ولهذا اليوم أوقع «حنين يأخذني اليك» إلى السماء حنين وإلى الأهل حنين، إلى الطفولة حنين، إلى القيم حنين والحنين اليكِ يأخذني كعاشق فأمطر حباً وإليكم قصيدة صغيرة من الكتاب: حنين بعد حين/ بين الحين والحين/ أشهر تتوالى وفصول تحين/ من كانون إلى آخر تشرين/ أبحث عن رائحة ياسمين/ عن أرضٍ عن صوت عن لغة عن عناوين/ أريد أن أفرّ من حكم السلاطين/ أن أدفن كلّ السكاكين/ بين الحين والحين أودع سنين أستقبل سنين/ أحارب ثعابين/ أدافع عن المساكين/ من تشرين إلى تشرين/ يا وطني باقٍ فيًّ كهمسة حنين..

لقد أخذ هذا الكتاب جهداً وكلّ ما يحدث ما كان ليحصل من دون الدعم المعنوي اللامحدود والذي خلق مساحة تلاق فكرية بين أصدقاء وأشقاء من إجل إنجاز ديوان «حنين يأخذني أليك»، وأشكر روح أبوي الغاليين الذين حرّكا كوامني الخفية وسمحا لي بإطلاق سيل من الحنين تحوّل إلى حروف وكلمات، ولا أنسى أن أشكر زوجتي وأولادي الثلاثة على مقدار الحب والدعم، وللمفارقة أولادي الثلاثة مولودون في هذا الشهر، وهذا الكتاب مولودي أيضاً في هذا الشهر، وشكراً لكلّ الحضور والمنتدين الذين دعموني».

وبعدها وقّع العميد الركن بهاء حلال ديوانه للحضور.

والجدير بالذكر أنه تخلل الحفل تكريم العميد حلال من قِبل المجلس الثقافي لأبناء بيروت ورابطة أبناء بيروت اللذين قدما له شهادتي تقدير على عطاءاته وإنجازاته الأدبية، وجمعية البنان التي قدّمت له درع تقدير كعربون شكر عن عطاءاته الكبيرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى