دمشق: العدوان الصهيوني يأتي لرفع معنويات الجيوب الإرهابية.. موسكو: الاعتداء نفّذ مرة أخرى «تحت غطاء» طائرتين مدنيتين
أكدت دمشق مطالبتها مجلس الأمن اتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار الاعتداءات الصهيونية، مشيرة إلى أن اعتداء أول أمس يأتي في إطار محاولات الكيان الصهيوني إطالة أمد الأزمة في سورية ورفع معنويات ما تبقى من جيوب إرهابية.
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين السورية أن «العدوان الصهيوني الغادر على مدينة دمشق وريفها أول أمس، يأتي في إطار المحاولات الصهيونية المستمرة لإطالة أمد الأزمة في سورية». بحسب ما ذكرته وكالة «سانا».
وفي رسالتين وجّهتهما وزارة الخارجية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن بشأن الاعتداء الصهيوني على مدينة دمشق وريفها.. قالت الخارجية:
العدوان الصهيوني الغادر يأتي في إطار المحاولات المستمرّة لإطالة أمد الأزمة في سورية والحرب الإرهابية التي تتعرّض لها ولرفع معنويات ما تبقى من جيوب إرهابية عميلة لها.
وأضافت الخارجية: تؤكد الجمهورية العربية السورية أن استمرار الكيان الصهيوني في نهجه العدواني الخطير ما كان ليتمّ لولا الدعم اللامحدود والمستمرّ الذي تقدّمه لها الإدارة الأميركية.
وطالبت الخارجية مجلس الأمن مجدداً بالاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين واتخاذ إجراءات حازمة وفورية لمنع تكرار هذه الاعتداءات الصهيونية.
وفي السياق نفسه، لفتت وزارة الخارجية الروسية الانتباه إلى أن الضربات الجوية، التي نفّذتها «إسرائيل» على سورية، تمّت مرة أخرى «تحت غطاء» طائرتين مدنيتين.
وجاء في بيان الخارجية الروسية، الصادر أمس: «نلفت انتباهكم إلى أن الغارات الجوية شنتها الطائرات الصهيونية مرة أخرى «تحت غطاء» طائرتين مدنيتين، متجهتين إلى مطاري دمشق وبيروت».
وأعربت الوزارة عن قلقها من الضربات الصهيونية على سورية وكيفية تنفيذها، مشيرة إلى أنها انتهاك صارخ لسيادة سورية وقرارات مجلس الأمن الدولي. وأضافت الوزارة أنه «وفقاً للمعلومات الواردة، فقد هاجمت 6 طائرات من طراز «إف-16»، تابعة لسلاح الجو الصهيوني ضواحي دمشق، يوم 25 كانون الأول/ ديسمبر، وذلك أثناء وجودها في المجال الجوي اللبناني».
وذكرت أن أضراراً مادية لحقت بالجانب السوري، كما أصيب 3 جنود.
وكان العدو الصهيوني نفّذ مساء أول أمس، الثلاثاء، غارات انطلاقاً من الأجواء اللبنانية عبر صواريخ على مواقع للجيش السوري غرب دمشق.
وأكد مصدر عسكري سوري، أن الدفاعات الجوية السورية تصدّت لعدد من الصواريخ المعادية في ريف دمشق الجنوب الغربي وأسقطت عدداً منها.
وأضاف المصدر أن الدفاعات الجوية السورية تصدت لصواريخ قادمة من الأجواء اللبنانية وتم إسقاط معظمها قرب المناطق الحدودية في ريف دمشق الغربي. وتابع المصدر أن أحد الصواريخ سقط في منطقة الصبورة غرب دمشق.
وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، قال إن سلاح الجو الصهيوني استخدم خلال الضربة الموجّهة لسورية، 16 صاروخاً موجهاً من طراز «جي بي يو-39»، مشيراً إلى أن الدفاع الجوي السوري نجح في اعتراض 14 صاروخاً.
وأشار كوناشينكوف إلى أن سقوط الصاروخين الصهيونيين على المركز اللوجستي، التابع للواء 138 للجيش السوري، أسفر عن إصابة 3 جنود سوريين.
يذكر أن الموقع الإلكتروني الصهيوني «ديبكا»، الوثيق الصلة بجهاز الموساد، كان قد زعم أن سلاح الجو الصهيوني قام بضربتين على أهداف سورية، الموجة الأولى من الهجوم الصهيوني على الأهداف السورية لم تحقق أهدافها ولم تنجح، فقرر الجيش الصهيوني، على الفور تعزيز الهجوم الأول بموجة أخرى أو دفعة ثانية من الطائرات الصهيونية، ولكن هذه المرة بطائرات من نوع «الشبح- إف 35».
على صعيد آخر، أعلنت المتحدثة الصحافية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، أنه من المخطط مواصلة الاتصالات بصيغة أستانا بشأن التسوية السورية في موسكو.
وقالت زاخاروفا، في إحاطة صحافية: «الثلاث دول الضامنة لصيغة أستانا روسيا، تركيا، وإيران تؤيد التواصل المكثف عبر مختلف القنوات، وهناك أهمية خاصة للقاءات رؤساء الدول، وكذلك وزراء الخارجية والدفاع، كما أن هناك تعاوناً على أساس ثنائي، وثلاثي». وتابعت: «يمكنني القول إنه من المخطط مواصلة هذه الاتصالات في أقرب وقت، بما في ذلك في موسكو».
وكانت روسيا وتركيا وإيران قد عقدت اجتماعاً، في جنيف في 18 ديسمبر/ كانون الأول، وافقت خلاله على بذل جهود لعقد أول اجتماع للجنة الدستورية السورية في جنيف مطلع 2019.
واحتضنت العاصمة الكازاخستانية أستانا، يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، الجولة الحادية عشرة لمباحثات أستانا حول سورية بمشاركة الدول الضامنة الثلاث روسيا وتركيا وإيران ، إذ تعمل روسيا إلى جانب شركائها الرئيسيين والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية على تشكيل لجنة دستورية مشتركة بين الأطراف السورية تهدف إلى وضع رؤية لإصلاح دستوري في سورية.
وكشفت المتحدثة الصحافية باسم وزارة الخارجية الروسية، أن روسيا تنسق بشكل وثيق مع تركيا في ما يخص العملية العسكرية للأخيرة في سورية.
وقالت زاخاروفا: «نقوم بتنسيق وجهات النظر عن كثب وننفذ سياسات محددة على المسار السوري مع الزملاء الأتراك، سواء في اتجاه السياسة الخارجية أو في مجال العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب على الأرض».
وأشارت الناطقة باسم الخارجية الروسية إلى أن قرار واشنطن سحب القوات من سورية عليه المساهمة في التوصل إلى تسوية شاملة للوضع، مشيرة إلى عدم وجود وضوح في الجدول الزمني للانسحاب من سورية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال، هذا الشهر، إن تركيا ستشنّ عملية عسكرية في منطقة شرق الفرات، في وقت أعلنت الولايات المتحدة الأميركية الأسبوع الماضي، سحب كل قواتها من شمال سورية، الأمر الذي دفع أنقرة لتأجيل خططها.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الثلاثاء، إن تركيا عازمة على العبور إلى شرق نهر الفرات شمال سورية في أسرع وقت ممكن، بحسب تعبيره.
ويذكر أيضاً، أنه سبق وأجرى ترامب وأردوغان، يوم 14 ديسمبر/كانون الأول، مكالمة هاتفية لمناقشة الوضع في سورية. ثم أعلن ترامب في وقت لاحق أنه قرّر سحب القوات الأميركية من سورية. ومن المتوقع أن تستغرق عملية الانسحاب نحو ثلاثة أشهر.
وكانت زاخاروفا قالت إن قرار واشنطن سحب القوات من سورية عليه المساهمة في التوصل إلى تسوية شاملة للوضع، مشيرة إلى عدم وجود وضوح في الجدول الزمني للانسحاب من سورية.
وذكرت أنّ موسكو تتوقع أن تتلقى معلومات رسمية من واشنطن بشأن انسحاب القوات الأميركية من سورية بما في ذلك استراتيجية الانسحاب.
وزارة الخارجية الروسية أشارت إلى أنّ موسكو وأنقرة تعملان بتنسيق وثيق بما يخصّ عمليات مكافحة الإرهاب في سورية.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إنّ التغيرات على الأرض السورية يمكن أن تعطي تأثيراً إيجابياً على المدى الطويل إذا اقترنت بتقدم التسوية السياسية.
وأشارت إلى أنّ «المسؤولين الأميركيين ليس لديهم بيانات واضحة تماماً بشأن استراتيجيتهم».
كما ذكرت أنّ روسيا ليست لديها فكرة عما إذا كان انسحاب القوات الأميركية من سورية يعني وقف ضربات التحالف الدولي على أراضي البلاد.
وأعربت عن رغبة روسيا «في مراقبة التطور بمعنى تلقي رد فعل رسمي بشأن الاستراتيجية والخطط من واشنطن».