لتفعيل الاتفاقات المشتركة والتنسيق الدفاعي بين بيروت ودمشق

أثار العدوان الصهيوني الجوي الغاشم على سورية موجة واسعة من ردود الفعل المستنكرة لهذا العدوان واستخدام العدو «الإسرائيلي» الأجواء اللبنانية لتنفيذه.

وفي هذا السياق، دانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان الغارات «الإسرائيلية» على ريف دمشق، مؤكدةً حق سورية في الدفاع المشروع عن أرضها وسيادتها.

ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن «لإدانة هذه الغارات ولاستعمال الطائرات الإسرائيلية الأجواء اللبنانية لشن هجمات على دولة شقيقة، في خرق واضح للقرار 1701»، مشيرةً إلى أن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أعطى تعليماته إلى مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى أمام مجلس الأمن بالخروق «الإسرائيلية» الخطيرة التي تهدّد الاستقرار في المنطقة، والتي شكلت خطراً على حركة الطائرات المدنية وكادت تتسبّب بكارثة جوية كبيرة.

بدوره، ندّد عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب علي عسيران في تصريح، بالعدوان الصهيوني على سورية، معتبراً أن «إسرائيل» تجرّ المنطقة إلى حرب من خلال اعتداءاتها وغاراتها المتواصلة على سورية وعلى لبنان».

واستنكر رئيس «المجلس العام الماروني» الوزير السابق وديع الخازن في بيان، الغارة «الإسرائيلية» على سورية وانتهاكها الاجواء اللبنانية، معتبراً أنها «خرق خطير لحرمة دولة مجاورة … ومؤشر بارز على دخول المنطقة في أتون الصراع مع العدو الإسرائيلي»، ولفت إلى أن «هذا العدوان البالغ الخطورة ينبئ بأن إسرائيل ماضية في طريق الحرب غير عابئة بكل قرارات الشرعية الدولية».

وأكد الخازن «وقوفنا خلف الجيش اللبناني في ما يراه مناسباً للتصدي لأيّ عدوان إسرائيلي على لبنان وحدوده البرية ومياهه الاقليمية وثرواته النفطية في المنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة»، داعياً إلى «تحويل كلّ إهتماماتنا للشأن المعيشي وتحصين الموقف الداخلي لمواجهة الضغوط المتزايدة على لبنان وسورية، من خلال تشكيل حكومة جديدة وتعزيز التلاحم على جميع المستويات الداخلية والتي تشكل خط الدفاع الأول عن لبنان».

وقال النائب السابق إميل إميل لحود في بيان «بعد ثلاثة أسابيع من تأدية دور الضحية في موضوع الأنفاق الكاذبة، ارتكب العدو الإسرائيلي، مرة جديدة، خرقاً للأجواء اللبنانية التي استخدمت لضرب دولة شقيقة ووضعت سلامة الطيران المدني اللبناني في خطر، فأين الأمم المتحدة ومجلس الأمن اللذان لا يبصران إلا بعين واحدة؟».

وأشار إلى أنّ «كيفية التعامل مع الغارة الإسرائيلية من الجيش السوري، تُسقط مرة جديدة وهم الجيش الذي لا يُقهر، حتى في الموقع الذي يدّعي تفوّقه فيه، أيّ في سلاح الجو». وأكد أنّ «من غير المقبول السكوت أمام هذه الاعتداءات الإسرائيلية، وكنا نأمل أن يصدر موقف عن الحكومة اللبنانية بلسان رئيسها، إلا إذا كانت تعتقد أنّ الدفاع عن السيادة اللبنانية لا يدخل في إطار تصريف الأعمال».

ولفت إلى أنّ مجرى الأحداث يدلّ «على أنّ العدو الإسرائيلي كان دوماً في موقع المعتدي، سواء في لبنان أو في سورية، ومع ذلك يؤدّي دوماً دور الضحية ويحصل على تعاطف معلن معه من بعض الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، أو غير معلن، من بعض دول التطبيع العربية، ولذلك فإنّ الوقت حان ليتذوّق الإسرائيليون الطعم المرّ الذي سبق أن تذوّقوه في محطات كثيرة، خصوصاً على يد المقاومة».

واستنكر حزب الاتحاد، في بيان «العربدة الصهيونية على سيادة لبنان من جديد حيال خرق القرار 1701، واستخدام الأجواء اللبنانية منصة للاعتداء على سورية».

واستهجن قيام بعض الأطراف باستغلال قضية الأنفاق على الحدود في لبنان، لتثير حولها ضجة واسعة في حين تلتزم هذه الأطراف الصمت على خرق العدو الصهيوني للقرار الأممي 1701 من خلال استعمال الأجواء اللبنانية لتنفيذ غاراتها على بلد عربي شقيق».

ودان الحزب هذه الهجمة، داعياً «الأمة إلى المزيد من التماسك من أجل إفشال المخططات الغربية، والعمل على وقف النزيف الداخلي وتدمير مجتمعاتنا وتفتيتها حفاظا على أمننا وسيادتنا».

وحيّا أمين عام «جبهة البناء اللبناني» ورئيس «هيئة مركز بيروت الوطن» الدكتور المهندس زهير الخطيب «تنامي القدرات الدفاعية السورية في مواجهة الطائرات الإسرائيلية وصواريخها بعيدة المدى». واستهجن «إستمرار الحكومات اللبنانية المتعاقبة، بحجب أسلحة الدفاع الجوي الحديثة عن الجيش اللبناني وهدرها الأموال في مشاريع للفساد والإثراء غير المشروع». محمّلاً «الحكومات اللبنانية مسؤولية الفشل لتاريخه، بتحقيق السيادة الوطنية على الأجواء اللبنانية والتي أضحت معبراً آمناً للهجمات الإسرائيلية على الداخل السوري».

وأضاف «في ظل هذا الوضع الشاذ الذي أعاد لبنان إلى وضعية الخاصرة الضعيفة لسورية، أصبح واجباً وملزماً بموجب وثيقة الطائف والاتفاقات الثنائية أن تتقدم الدفاعات الجوية السورية للداخل اللبناني لتؤمن الحماية والردع ضد الاعتداءات والعربدات الإسرائيلية لكل من الأجواء اللبنانية والأجواء السورية».

ودعا الخطيب قيادة الجيش اللبناني «التي تتلقى رسائل بتهديدات إسرائيلية، إلى رفع مستوى التنسيق الدفاعي مع الجيش السوري، خصوصاً في ما خَصّ الدفاع الجوي».

ورأت «الحملة الاهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة» في «العدوان الصهيوني الجديد على سورية والرد السوري الحاسم عليه، محاولة لخلط الأوراق وإرباك الانتصارات الميدانية الهامة التي حققتها الدولة السورية في وجه مشاريع الفتنة والتقسيم والحرب الكونية عليها، والتي كان قرار الرئيس الاميركي رونالد ترامب بالانسحاب من شرق الفرات، احد مؤشراتها». ودعت الى «وقفة عربية واسلامية حاسمة لمساندتها في مواجهة العدوان ولا سيما أنه يأتي تتويجاً لحرب مستمرة عليها منذ ثماني سنوات».

ورأى «المؤتمر الشعبي اللبناني» أن العدوان الصهيوني المتجدد على سورية لا يعدو كونه محاولة فاشلة لوقف مسار استعادة وحدة البلد وأمنه واستقراره وعلاقاته العربية»، مطالبا «الحكومة اللبنانية والجامعة العربية برفع شكوى الى مجلس الأمن على خلفية الانتهاك الإسرائيلي الدائم للسيادة اللبنانية».

واعتبر تجمّع العلماء المسلمين» ان الاعتداءات الصهيونية على سورية «خرق لاتفاقية الهدنة يعطي للدولة السورية الحق في الرد على الاعتداء بضرب المواقع والمطارات التي انطلقت منها الطائرات الصهيونية، فهذا عدو لا يردعه قرار صادر عن مجلس الأمن، واللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيوني هي لغة القوة».

ودعا «لتفعيل الاتفاقيات الأمنية بين لبنان وسورية بتأمين مضادات جوية تكون قادرة على ضرب الطائرات الصهيونية، فيما لو دخلت الأجواء اللبنانية للاعتداء على سورية أو للقيام باعتداءات على الداخل اللبناني».

واستغرب الأمين العام لـ«التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد «الصمت الرسمي اللبناني حيال العدوان الجوي الصهيوني على سورية من الاجواء اللبنانية»، معتبراً «ان استعمال الكيان الصهيوني الأجواء اللبنانية بشكل متكرر للاعتداء على دولة شقيقة أمر خطير جداً»، مؤكداً «أن من حق سورية الرد على أي إعتداء صهيوني عليها والدفاع عن نفسها من الأجواء اللبنانية».

وطالب «بموقف لبناني رسمي على أعلى المستويات لادانة الاعتداءات على سورية من الاجواء اللبنانية وتقديم شكاوى باسم الدولة اللبنانية وليس باسم فريق الى الهيئات الرسمية الدولية»، مؤكداً «أن لا بديل عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي أثبتت انها الخيار الرادع بالقوة لهذا العدو ولوضع حدّ لاعتداءاته»».

ودان رئيس تيار « صرخة وطن » جهاد ذبيان العدوان الإسرائيلي ، لافتاً الى أنه «يندرج في سياق الحرب التي تستهدف سورية منذ سبع سنوات والتي نجحت دمشق بإسقاط مفاعيلها بفضل تضحيات جيشها وشعبها وصمود الرئيس بشار الأسد ، وها هي الدفاعات الجوية السورية تسطر انتصاراً جديداً على صواريخ العدو الإسرائيلي وتسقطها قبل بلوغ أهدافها، وهذا جزء من المفاجآت التي تمتلكها سورية في سياق الردع والتوازن مع العدو».

كما دعا ذبيان الى «موقف لبناني يستنكر استخدام طائرات العدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية للإعتداء على الأراضي السورية، في انتهاك واضح للقرار 1701 الذي يلتزم لبنان بتطبيقه ويحرص على عدم خرقه». ودعا ذبيان مجلس الأمن ، الذي انعقد قبل أيام من أجل اتهام لبنان بإنتهاك القرار 1701 بذريعة الأنفاق المزعومة، إلى «أن يعقد جلسة طارئة لإدانة إنتهاك إسرائيل للقرار 1701، لأنّ هكذا خطوات تعطي المبرّر للمقاومة والجيش والشعب في لبنان للقيام بأيّ خطوة يرونها مناسبة للدفاع عن السيادة ومنع إنتهاكها».

كما استنكر العديد من الأحزاب والجمعيات والشخصيات، العدوان الغاشم على سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى