الإمارات: عودة سفارتنا مقدّمة لعودة سفارات أخرى في سورية.. مصادر تشير إلى توجه البحرين لفتح سفارتها.. ومطالبة الأردن بذلك

اعتبر القائم بأعمال السفير الإماراتي في سورية، عبد الحكيم النعيمي، أن افتتاح سفارة بلاده في دمشق مقدمة لإعادة نشاط سفارات عربية أخرى في العاصمة السورية.

وقال النعيمي، في تصريح أدلى به أمس، إن «سورية ستعود بقوة إلى الوطن العربي»، وأضاف مشدداً: «افتتاح سفارتنا اليوم مقدمة لعودة سفارات عربية أخرى».

وفي وقت سابق أعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية استئناف العمل في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى العاصمة السورية.

ونقلت وكالة «وام» الإماراتية الرسمية عن الوزارة أن «القائم بالأعمال بالنيابة باشر مهام عمله من مقرّ السفارة لدى الجمهورية العربية السورية الشقيقة اعتباراً من اليوم». وقالت الوزارة إن هذه الخطوة تؤكد حرص حكومة الإمارات على «إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين» إلى مسارها الطبيعي بما يعزّز ويفعّل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة سورية.

وفي السياق، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش إن «قرار الإمارات بعودة العمل السياسي والدبلوماسي في دمشق جاء بعد قراءة متأنية للتطوّرات وهو نابع من قناعة أن المرحلة المقبلة تتطلب التواصل مع الملف السوري». قرقاش أشار إلى أن «الدور العربي في سورية أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي»، بحسب تعبيره.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية إن إعادة فتح السفارة يهدف «لدرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري»، مشيرة إلى أنه يؤكد «الحرص على إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي مع سورية».

وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية بأن القائم بالأعمال باشر مهام عمله في دمشق، وأعلنت الخارجية الإماراتية عودة العمل رسمياً في السفارة.

وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد ذكرت أول أمس أن دول الخليج العربية تتجه إلى إعادة سورية إلى جامعة الدول العربية، بعد ثماني سنوات من طرد دمشق منها بسبب ذريعة اتهام السلطات السورية بقمع الاحتجاجات السلمية ضد حكم الرئيس بشار الأسد، كما قالت الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إنه في مرحلة ما من العام المقبل، من المرجح أن يتم الترحيب بالرئيس الأسد كي يأخذ مكانه مرة أخرى بين قادة العالم العربي.

ويأتي هذا التطور في ظل عودة العلاقات بين بعض الدول العربية مع سلطات سورية، حيث قام يوم 16 ديسمبر الرئيس السوداني، عمر البشير، بزيارة خاطفة ومفاجئة إلى دمشق لإجراء محادثات ثنائية مع نظيره السوري بشار الأسد.

وكانت هذه الزيارة الأولى لزعيم عربي إلى سورية منذ اندلاع الأزمة في هذا البلد الذي تم حرمانه من العضوية في جامعة الدول العربية عام 2011.

إلى ذلك، رجحت مصادر دبلوماسية أنه ستتم إعادة افتتاح السفارة البحرينية في العاصمة السورية دمشق خلال الأسبوع المقبل.

وفي السياق، دعا القائم بالأعمال في السفارة السورية في العاصمة الأردنية عمّان، أيمن علوش، لإكمال الأردن طاقم سفارته في العاصمة السورية دمشق.

وقال علوش في تصريح: «نتمنى أن تكون السفارة الأردنية في سورية موجودة في كامل طاقمها، حتى الآن الموظفون الموجودون في السفارة الأردنية في سورية موظفون إداريون تم إعطاؤهم لقب دبلوماسي أثناء العمل».

ودعا إلى «أن تبادر الخارجية الأردنية برفع مستوى التمثيل، أن يكون هنالك من هو أكثر من إداري»، مبيناً أن «الإداري هو أدنى مرحلة، مع احترامنا لكل من يمثل الأردن بغض النظر عن مرتبته في سورية، لكن مرتبة إداري هي صغيرة».

وكان الملك الأردني، عبد الله الثاني، قد أعرب عن أمنياته بتحسن الأوضاع في سورية والعراق، خلال لقائه مجموعة من الصحافيين الأردنيين، الأحد الماضي.

وقال الملك «علاقاتنا ستعود مع سورية كما كانت من قبل، نتمنى لسورية كل الخير إن شاء الله، الشغل سيرجع كما كان من قبل، وكذلك الأوضاع تتحسّن في العراق بشكل ملحوظ، ونحن دائماً على تواصل معهم من أجل فتح الأسواق لمنتجاتنا، وإن شاء الله رئيس الوزراء سيزور بغداد قبل نهاية السنة».

وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين الحكومة السورية والحكومة الأردنية توتراً بعد عام 2011، إلا أنه لم يتم قطعها بشكل كامل رغم قيام الأردن بإقصاء السفير السوري عام 2014، وردّ الحكومة السورية بالمثل.

على الصعيد ذاته، أشار الممثل عن الخارجية الروسية، إيغور تساريكوف، إلى أهمية الجهود الرامية إلى عودة سورية إلى جامعة الدول العربية كجزء من مساعي تحريك عجلة التسوية السياسية في البلاد.

وقال الدبلوماسي الروسي اليوم، أثناء اجتماع موسّع للجان التنسيق المشتركة الروسية – السورية الخاصة بعودة اللاجئين، إن العمل على عودة سورية إلى الجامعة العربية يمثل اتجاهاً مهماً ضمن التسوية السياسية في البلاد، مشيراً إلى أن زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى دمشق يوم 16 ديسمبر الجاري للقاء نظيره السوري بشار الأسد تشكل خطوة ملموسة في هذا الاتجاه.

وجدّد تساريكوف ترحيب الخارجية الروسية بأول زيارة لزعيم عربي إلى سورية منذ تجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية شهر نوفمبر 2011، مضيفاً أن هذه الزيارة ستسهم في استئناف العلاقات بكامل النطاق بين سورية والدول العربية الأخرى وعودة دمشق إلى مقعدها في الجامعة قريباً.

وقال: «ننطلق من أن عودة سورية إلى الأسرة العربية من شأنها أن تسهم إسهاماً محسوساً في عملية التسوية السورية بالتوافق مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».

من جهة أخرى، دعت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة إلى تقديم ضمانات لتأمين إيصال المساعدات الإنسانية إلى مخيم الركبان، الواقع عند الحدود السورية الأردنية، قبل نهاية الشهر الحالي.

وقال ممثل الخارجية الروسية إيغور تساريكوف خلال اجتماع موسّع للجان التنسيق المشتركة الروسية – السورية الخاصة بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، قال إن «الأمم المتحدة تدرس حالياً فكرة تنظيم قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان، ونحن نعتبر أن الولايات المتحدة تحتل الأراضي السورية، التي يقع فيها مخيم الركبان، وبالتالي فهي المسؤولة عما يحدث في هذه المنطقة، ويتعيّن عليها أن تقدّم للأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، والهلال الأحمر السوري كل الضمانات الأمنية لإيصال المساعدات وتوزيعها».

وبعد إعلان واشنطن عزمها الانسحاب من سورية قالت وزارة الخارجية الروسية إن المناطق السورية التي ستنسحب منها القوات الأميركية، يجب أن تعود إلى سيطرة دمشق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى