البشير: سنخرج من الأزمة رغم أعداء السودان
أكد الرئيس السوداني، عمر البشير، في خطابه أمام قيادات الشرطة، أمس، أن بلاده ستخرج من هذه الأزمة رغم أنف كل الذين يحاربون السودان من خلالها.
وأشار البشير إلى أن «أداء الشرطة هو حفظ أمن المواطن وليس قتل المواطن، لكن أحياناً كما قال سبحانه وتعالى ولكم في القصاص حياة، والقصاص هو قتل وإعدام، ولكن ربنا وصفه بالحياة لأنه ردع للآخرين للمحافظة على الأمن، والأمن سلعة غالية جداً لن نفرط بها».
وقال البشير إن التخريب والنهب والسلب تعميق للمشكلة وليس حلاً لها، مضيفاً: نستطيع بحسن إدارة اقتصادنا سنخرج من هذه الأزمة رغم أنف كل مَن يحاول تركيع السودان من خلال هذه الأزمة».
بدوره أعلن وزير الداخلية السوداني، أحمد بلال، وقوف الشرطة الكامل والتام مع الرئيس عمر البشير في ظل الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد منذ حوالي أسبوعين.
وقال وزير الداخلية إن «الذين يحاولون استغلال الظروف لزعزعة الأمن لن نسمح لهم بذلك».
وكان تجمع المهنيين السودانيين دعا إلى التظاهر مجدداً اليوم الإثنين بالتزامن مع ليلة إعلان استقلال البلاد الذي يصادف بعد غد الثلاثاء.
وأعلن التجمّع أن الموكب سيتحرك من دوار القندول في قلب الخرطوم باتجاه القصر الجمهوري لتسليمه مذكرة تطالب بتنحي الرئيس عمر البشير.
وحضّ التجمع جماهير الشعب السوداني على جعل اليوم الخاص بالاستقلال ورأس السنة الميلادية يوماً وليلة خالصين للتظاهر والاحتجاج حتى صباح السنة الميلادية الجديدة في مدن الخرطوم الثلاث وفي مختلف ربوع السودان.
منسق المبادرة الوطنية في السودان محمد حسب الرسول دعا إلى إيجاد وسائل سلمية من أجل تحقيق التغيير في بلاده، والتوجه نحو فترة انتقالية.
وأكد الرسول وجوب تهيئة السودان لانتخابات حرة ونزيهة.
من جهته، نفى زعيم حركة تحرير السودان المعارضة عبد الواحد نور اتهامات الخرطوم لأنصاره بالتخطيط لقتل محتجين أو الوقوف وراء أعمال العنف خلال مسيرات الاحتجاج.
وقال نور من منفاه في باريس إن «التظاهرات هي من صنع الشعب السوداني وإن حركته جزء منها»، مؤكداً أنها «لم تستخدم أبداً أسلحة في مناطق مدنية على الرغم من أنها تواجه السلطات في مناطق النزاع».
وأعلن السبت وزير الدولة في وزارة الإعلام السودانية مأمون حسن سقوط قتلى ومصابين أثناء مداهمة الأجهزة الأمنية السودانية لخلية إرهابية كانت تُعدّ لعمليات اغتيال وسط المتظاهرين.
وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات المطلبية في السودان مطلع الأسبوع، وشهدت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في العاصمة الخرطوم، وشاركت في التظاهرة نقابات مهنية باتجاه القصر الجمهوري لتسليم الرئاسة مذكرة تطالب «باستقالة فورية للرئيس عمر البشير حقناً للدماء».
الرئيس السوداني عمر حسن البشير علّق على التظاهرات، ورأى أن بلاده تتعرّض لمحاولات الابتزاز الاقتصادي والسياسي من الدول الكبرى، وذلك بعد أسبوع من اندلاع احتجاجات في البلاد.
وكانت السلطات السودانية ألقت القبض على مجموعة من الأشخاص قالت إنها خلية تخريبية تتبع لحركة «تحرير السودان» بعد مداهمة أحد المنازل بمنطقة «دروشاب» بالخرطوم.
وقال وزير الدولة بوزارة الإعلام والاتصالات، مأمون حسن، في مؤتمر صحافي، إن الخلية المتكوّنة من 10 أشخاص تم ضبطها بعد اشتباكات بأحد المنازل أسفرت عن مقتل أحد أفرادها.
وأوضح الوزير أن «القوات الأمنية داهمت منزلاً بحي «دروشاب»، تواجدت فيه الخلية المسلحة التابعة لحركة عبد الواحد نور، كانت مهمتها تنفيذ عملية اغتيال وسط المتظاهرين، والقيام بعمليات تخريب ونهب».
وأضاف الوزير أن الأجهزة الأمنية «ضبطت أسلحة وجوازات سفر وأجهزة حاسوب فيها مخطط كامل لعمليات التخريب التي تقوم بها الخلية وسط المتظاهرين»، مشيراً إلى أن «الهدف من عمليات الاغتيال هو توسيع دائرة الاحتجاجات وتحريض المواطنين».
كما اتهم الوزير أحزاباً سياسية بالمشاركة في المخطط لإحداث الفوضى، من دون أن يقدم تفاصيل أو يذكر بالاسم أحزاباً معينة.
تأتي هذه التصريحات في ظل تواصل التظاهرات، التي انطلقت منذ 19 ديسمبر الحالي، احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية.
هذا وقد أعلنت الحكومة السودانية أن عدد قتلى الاحتجاجات بلغ 19 قتيلاً، فيما أصيب 219 مدنياً و187 عنصراً من الأجهزة الأمنية.