عامٌ حافلٌ بالعروض المسرحيّة السورية وجوائز عديدة ومتنوّعة

رشا محفوض

قدّم مسرحيو سورية عام 2018 عروضهم اللافتة على امتداد خشبات العرض مندفعين إلى تحقيق مقولات فكرية وثقافية وجمالية أسهمت في الإبقاء على جذوة أبي الفنون، مضيئة رغم الظروف الصعبة التي عملوا فيها، فاستقطبت عروضهم شرائح جديدة من الجمهور السوري.

الاحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي يصادف 27 آذار من كل عام أخذ طابعاً شاملاً إذ تدفقت العروض على خشبات المسارح السورية في غير مكان. فمن عرض «صحوة»، إعداد وإخراج كفاح الخوص بمشاركة عدد من الفنانين والراقصين على مسرح «الحمراء» الدمشقي إلى مسرحية «الذاكرة»، لـ«فرقة سوا» على «مسرح دار الثقافة» في حمص من تأليف وإخراج رواد ابراهيم إلى «عويل الزمن المهزوم» لـ«فرقة حكايا» على ثقافي السويداء عن نص لإسماعيل خلف وسهرة درامية عن اليخاندرو كاسونا في مسرح دار الكتب الوطنية بحلب.

أخذت احتفالية المسرح العالمي لدى المعهد العالي للفنون المسرحية شكل الكرنفال الفني الذي شمل معارض للديكور وعروضاً مسرحية مع الاحتفاء بالفنان الراحل نعمان جود الذي أسس لفن تصميم الفضاء المسرحي عبر عشرات العروض في الريبرتوار السوري المعاصر.

العلامة الفارقة أيضاً في مسرح 2018 مشاركة نجوم أعادهم حبهم لأبي الفنون ليقدّموا عروضاً مع ممثلين شباب. فالفنان السوري العالمي غسان مسعود أخرج مسرحية «كأنو مسرح» تأليف لوتس مسعود، وأيمن زيدان أخرج «فابريكا» المقتبسة عن نص ممثل الشعب للكاتب الصربي برانيسلاف نوشيتش.

وبعد غياب لسنوات عاد بدوره المسرح الجوال في مديرية المسارح الذي طالما قدّم على الخشبة السورية أهم الأعمال. فأطلق عروضاً مسرحية «وحشة» على خشبة مسرح القباني والمأخوذة من قصص للكاتب الروسي أنطون تشيخوف.

أما مسرح الطفل فاستمرّ في فعالياته التي تستقطب أعداداً كبيرة من جمهور الأطفال في دمشق والمحافظات وتشارك فيها فرق تابعة لمديرية المسارح وأخرى خاصة.. فتزامناً مع عطلة منتصف العام أطلقت دائرة مسرح الطفل والعرائس «مهرجان ربيع الطفل»، تضمّن تقديم 35 عرضاً في دمشق والمحافظات وأيضاً مهرجان مسرح الطفل الذي ما زال مستمراً حتى تاريخه، إضافةً إلى تظاهرتي فرح الطفولة التي أقيمت خلال فترة عيد الفطر والأضحى على مسارح دمشق.

ظهرت المهرجانات المسرحية كإحدى الفعاليات التي استعادت عافيتها بعد توقفها في سنوات الحرب الإرهابية فأقيمت الدورة السادسة من مهرجان نقابة الفنانين المسرحي باللاذقية وسط مشاركة عروض لفرق من المحافظات، كـ»مهرجان الحسكة المسرحي» و»مهرجان حمص المسرحي» الذي أقيمت في الشهر الأخير من العام دورته الثالثة والعشرين.

والعروض المسرحية الراقصة في دمشق والمحافظات تنوّعت مضامينها الاجتماعية والإنسانية، حيث استضافت المسارح السورية عروضاً عديدة منها: «جاية الفرح»، لـ«فرقة أجيال» و»شام» إخراج وليد أحمد الدرويش و»حكاية الرسالة» لتجمع شباب الوحدة الوطنية و»أصداء وحنين» لـ«فرقة الرقّة للفنون الشعبية» و»معانقات» لـ«فرقة ليش المسرحية» والمسرحية الغنائية الوطنية «درب الخبز» لجوقة الفرح الجامعية وعرض فني مشترك لفرقة الموسيقى العربية لإحياء التراث و»فرقة أمية»، إضافة إلى عرض مسرحي لذوي الاحتياجات الخاصة قدّمته مؤسسة الأولمبياد الخاص السوري.

مشروع دعم مسرح الشباب الذي أطلقته مديرية المسارح والموسيقى تم الإعلان عن منح موسمه الأول وشملت «الطين الأحمر» إخراج محمد سمير طحان و»الخادمات» إخراج مؤيّد الخراط و»الدب» إخراج نورس أبو علي و»التراب» إخراج إيناس حسينة وعرض الأطفال «سمسمة وأرنوب» إخراج مجد مغامس.

حصاد الجوائز

الجوائز التي استحقها المسرح السوري في مشاركاته العربية تمثلت في مسرحيتين الأولى «شكسبير ملكا» وشاركت بمهرجان أيام كربلاء الدولي للمسرح حيث حصل المخرج لؤي شانا على جائزة أفضل مخرج والفنان ناصر مرقبي على جائزة أفضل ممثل ومثله العرض المسرحي «تصحيح ألوان» في مهرجان أيام قرطاج المسرحي حيث نال جائزتي أفضل نص لكاتبه ومخرجه سامر محمد إسماعيل وأفضل ممثل للفنان يوسف المقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى