مصر… بين تحدّيات البرلمان العتيد وتنامي قدرات «بيت المقدس» «جهاديو» تركيا يتدفّقون إلى «داعش» بموازاة المنشقّين عن «الحرّ»
يترقّب المصريون بعيون شاخصة الانتخابات المقبلة التي ستفضي إلى برلمانٍ جديد، لم يسلم ـ حتى قبل ولادته ـ من الانتقادات التي طاولته، إن كان من قبل بعض الأحزاب والشخصيات المصرية، أو من جهاتٍ خارجية. ولعل الانتقاد ينصبّ أكثر على قانون الانتخاب، الذي قال فيه منتقدوه إنّه «الأسوء في العالم». وأشارت إلى ذلك وكالة «آسوشيتد برس» الأميركية أمس، التي نقلت عن سياسيين ومحللين مصريين قولهم، إن «البرلمان العتيد سيكون هيئة شكلية لتوطيد سلطة الرئيس عبد الفتاح السيسي».
وفي موازاة ذلك، تراقب مصر بحذر تنامي جماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية التي تتّخذ من شبه جزيرة سيناء مقرّاً لها، والتي أعلنت ولاءها في الآونة الأخيرة لتنظيم «داعش» المتطرّف، في خطوة كتبت عنها الصحف الغربية كثيراً، واعتبرتها صحيفة «غلوبال بوست» الأميركية أمس، أنها ستجرّ قتال «داعش» إلى مصر ـ الحليف الهام للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ـ ومن الممكن أن يؤدّي ذلك إلى تعزيز قوة كلا الجماعتين المتطرّفتين.
وفي سياق الحديث عن «داعش»، لم يعد خافياً على أحد أن غالبية «الأجانب» المتدفّقين إلى سورية لنصرة هذا التنظيم هم من تركيا، لا من أوروبا وأميركا وبعض الدول الآسيوية فقط. إذ أشار تقرير نشرته مجلة «فورين آفيرز» أمس إلى أنّ التركيز كان منصبّاً على المقاتلين الأجانب القادمين من الولايات المتحدة وأوروبا للانضمام إلى «داعش»، إلّا أن النسبة الأكبر من هؤلاء تأتي من تركيا.
ويبدو أن انفراط عقد «المعارضة المعتدلة» التي أراد أوباما دعمها وتسليحها وتدريبها، ماضٍ إلى ما لا نهاية. وفي جديد ذلك، انشقاق أعداد كبيرة من عناصر «الجيش الحرّ» والتحاقهم بـ«داعش»، وذلك بسبب نقص الأسلحة والمعدّات، التي وعدت بتقديمها الدول الداعمة، بحسب ما ورد في صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية.