علماء تجربة التعديل الجيني يفقدون التواصل بالمرضى في الصين

ذكر تقرير جديد أن العلماء الصينيين الذين قاموا بتحرير الجينات البشرية، فقدوا الاتصال بالمرضى الذين يعالجونهم.

وأثار هذا الادعاء مخاوف واسعة النطاق في المجتمع العلمي حول الأخلاقيات والآثار غير المقصودة، بعد أسابيع فقط من قول عالم صيني آخر إنه قام بتعديل الحمض النووي لتوأم من الفتيات بهدف مقاومة عدوى الإيدز. وتقدّم «CRISPR»، التي تمّ وصفها لأول مرة في عام 1987، فرصاً رائعة للعلماء لتغطية أبحاث الأمراض والخلل الوراثي.

ولكن جينيفر دودنا، الأستاذة في جامعة بيركلي في كاليفورنيا، والتي بادرت إلى تبسيط «CRISPR» في عملية من خطوتين، تحذّر من أن متابعة التجربة هي بأهمية التجربة ذاتها.

وقالت دودنا: «بما أننا لا نفهم الجينوم البشري بشكل كامل وما زلنا نطوّر معرفة تقنية Crispr-Cas، فإننا نحتاج إلى مراقبة النتائج المقصودة وغير المقصودة على مدى حياة المرضى».

ولم يكن علماء الغرب الوحيدون الذين أدانوا ادعاء الدكتور الصيني، خاه جيانكوي في نوفمبر، حيث أدان نائب وزير العلوم والتكنولوجيا في الصين الأبحاث «غير المقبولة»، وقال إن الوزارة تعارض بشدّة التجارب التي تم الإبلاغ عنها. وأمرت الحكومة الصينية بوقف العمل من قبل الفريق الطبي بأكمله، الذي ادعى أنه ساعد الدكتور في أبحاثه. كما أن الجامعات والشرطة أطلقتا تحقيقاً في القضية.

وأعلنت مجموعة من العلماء البارزين، أن العالم ليس جاهزاً لتحرير جينات الأطفال، بعد ادعاءات العالم الصيني الصادمة. وجادل كثيرون بأنه من غير المسؤول تغيير جينات البويضات أو الحيوانات المنوية أو الأجنة، إلا في أبحاث المختبر لأنه لا يعرف الكثير عن أخطاره أو سلامته.

وأثارت ملاحظات الدكتورة جيانكوي المثيرة للجدل، غضب المجتمع العلمي العالمي، حيث وصف بعض الخبراء هذا العمل بأنه «بشع».

وعبر باحثون في مؤتمر في هونغ كونغ، حيث كُشف عن التجربة، عن هذه المخاوف، قائلين إنه ما زال من السابق لأوانه إجراء تغييرات دائمة على الحمض النووي الذي يمكن أن ترثه الأجيال القادمة، وفقاً لادعاءات الدكتور جيانكاوي. وفي الواقع، تقول دودنا إنه لا يمكننا أن نكون متأكدين من حدوث ذلك، أو ما فعله الطبيب الصيني، حيث إن ورقته البحثية لم تتم مراجعتها.

وقال الدكتور فيكتور دزاو، رئيس الأكاديمية الوطنية الأميركية للطب، إنه يمكن النظر في التعديل الجيني لأغراض التكاثر في المستقبل، ولكن فقط عندما تكون هناك حاجة طبية ملحّة، مع فهم واضح للمخاطر والفوائد، وبعض الشروط الأخرى. يُذكر أن تحرير الجينات محظور في بريطانيا والولايات المتحدة وفي أجزاء أخرى من العالم، لأن تأثيراته طويلة الأمد على الصحة العقلية والجسدية وغير مفهومة حتى الآن بشكل جيد.

ديلي ميل، وول ستريت جورنال

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى