التحركات البحرية التركية استعراض قوة أم ردّ على قمة القاهرة؟
في أول رد من الجانب التركي على القمة الثلاثية التي انعقدت بين مصر وقبرص واليونان السبت الماضي، أعلنت الحكومة التركية تفويض قواتها البحرية بالتطبيق الكامل لقواعد الاشتباك في مواجهة التوتر المتصاعد بين الدول الساحلية، والتي تشمل تركيا وقبرص اليونانية ومصر، على خلفية مشروعات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي شرق البحر المتوسط.
وأكد مراقبون أن تركيا اعتبرت التنسيق الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان في ما يتعلق بملف الطاقة والغاز الطبيعي بمثابة تحدٍ لرغبتها في السيطرة على مصادر الغاز الطبيعي بشرق البحر المتوسط.
ويرى الخبير الاستراتيجي مساعد وزير الدفاع الأسبق اللواء نبيل فؤاد أن «موقف الجانب التركي يعتبر نوعاً من الرد على القمة الثلاثية بخاصة بشأن ما أثير خلالها من ضرورة إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص بهدف الحفاظ على حقوق القاهرة في حقول الغاز بالبحر المتوسط، من خلال استعراض قوة القوات التركية على الحدود البحرية بين الدول الثلاث إذ تحاول تركيا تطبيق ما يسمى في العلوم العسكرية بالاستخدام السياسي للقوة البحرية».
وبشأن تداعيات قرار تركيا على مصر وقبرص، يوضح فؤاد أنه «لم يطرح جديداً، إذ إن كل دولة تضع لنفسها قواعد معينة لاستخدام القوة البحرية»، لافتاً إلى أن إعلان تركيا «يأتي بمعنى التلويح بالقوة ولكن من دون استخدامها، ومن ثمَّ فإنه لن يؤثر في مصر بأي حال من الأحوال، لأن القاهرة تعلم جيداً ما وراء ذلك الإعلان، فضلاً عن أنها مستمرة في التنسيق وعمل المحادثات مع الجانب القبرصي بشأن الغاز الطبيعي في منطقة المثلث».
ووصف مساعد وزير الخارجية الأسبق ناجي الغطريفي قرار تركيا بأنه «رد انتقامي على الاجتماع الذي جمع بين مصر وقبرص واليونان، وأثار تخوفات وغضب أنقرة بشأن ذلك التحالف الثلاثي، إذ تعاني تركيا من مشاكل عالقة بينها وبين اليونان، إضافة إلى أزمة ذات خلفية تاريخية مع قبرص. فضلاً عن موقفها العدائي تجاه مصر منذ ثورة 30 حزيران وانحيازها لجماعة الإخوان، الأمر الذي جعل فكرة التحالف بين الدول الثلاث مصدر قلق لها، لا سيّما أنه تنسيق بينها سيجعلها في وضع أفضل». ويؤكد الغطريفي: «عدم وجود أي نوايا عدوانية من مصر تجاه أية دولة في الإقليم على خلفية ذلك التحالف»، مؤكداً أن «الوضع القائم حالياً وما أعقبه من قرار تركيا هو مرتبط بشكل أساسي بالثروات الطبيعية الموجودة في منطقة المثلث».