البساطة واللغة الشاعرية في مجموعة «ركّاب الزوارق الورقية»

تتدفق البساطة واللغة الشاعرية إلى نصوص المجموعة الشعرية «ركّاب الزوارق الورقية» لتبدو كأهم مكوّنات هذه المجموعة الصادرة حديثاً للشاعرة عبير سليمان.

تجد الشاعرة سليمان في التعبير عما يختلج في وجدانها من مشاعر وأحاسيس قالباً تصبّ فيها قصيدتها بأسلوب حديث، لكنه يرتكز على العاطفة والدلالات البسيطة كما في نصّها «أحبك» الذي قالت فيه:

«لا يكفيني نصف الدنيا ولا يعنيني فردوس الآخرة

تغريني الكنوز التي لا تنضب لذلك أحبك».

الأنثى في مجموعة «ركاب الزوارق الورقية» شرقية الطابع ومستسلمة بكليتها للحبّ فكأنه قدرها الوحيد كما في قصيدة «عشر في يدك» حيث قالت:

«أنا واحدة تكتبك اثنتان تتخاصمان عليك ثلاث يغتبنك أربع أمام دفتر العائلة خمس في عيون حسادك ستّ نذرن الفساتين لرفقتك سبع في أسبوعك».

من جهة ثانية فعندما تصوّر الشاعرة جرائم الإرهابيين بحق الشعب السوري، فإنها ترفع الصوت عالياً وتلجأ إلى نقد الفكر الذي يخرج بين ظهرانيه من يعتبرون الإرهاب جهاداً كما في قصيدة «العري».

وتنظر سليمان إلى أم الشهيد بصورة مختلفة عن صورتها في قصائد الشعراء فتلجأ إلى رموز ودلالات لتعطي فكرة عن الأم التي تعيش على ذكريات ابنها الشهيد، فقالت:

«الأم التي دفنت ابنها الشهيد في حديقة بيتها

كانت قبل الحرب تهوى زراعة النخيل

كل من جرّب الهروب رافقته حفنة تراب في جيب الذاكرة».

«ركّاب الزوارق الورقية» من منشورات «دار بعل»، وتقع في 133 صفحة من القطع المتوسط. أما الشاعرة عبير سليمان فهي خريجة كلية الهندسة المدنية نشرت في عدد من المجلات والصحف المحلية العربية صدرت لها ثلاث مجموعات شعرية «رسالة من بيدق ميت» و»ونفخ في الناي» و»لن أسرق البحر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى