ريفي: الأمن الذاتي يؤدي إلى الفوضى والحرب الأهلية

رأى وزير العدل أشرف ريفي «أنّ الخوف الذي يعيشه اللبنانيون جراء ما يحصل في المنطقة ولبنان، على أمنهم وسلامهم ووجودهم، هو خوف مبرّر وحقيقي».

وخلال رعايته أول من أمس، حفل عشاء أقامته جمعية «اللامركزية للإنماء» في كازينو لبنان، لإطلاق مشروع بناء قصر عدل في جونيه، قال ريفي: «المسيحيون خائفون. نعم. ولكن ما أريدكم أن تعلموه هو أنّ المسلمين خائفون أيضاً. الجميع، مسلمين ومسيحيين، خائف من التطرف الإسرائيلي الذي يهدّد الأمن والسلام في المنطقة. خائف من وحشَين ينهشان المنطقة، ويشوهان صورتها وصورة أهلها. فالإرهاب والاستبداد، هما وجهان لعملة واحدة».

وأضاف: «تعالوا نتّحد في مواجهة الخوف، والتخويف الذي يستثمر بالخوف، ليقودنا إلى مهالك الأمن الذاتي، وتحالف الأقليات، فكلنا في خطر. تعالوا نتحد لبناء الدولة القوية المهابة. تعالوا نتحد لحماية حدودنا، ومدننا وقرانا، بقوانا الشرعية فقط، بالجيش اللبناني البطل، الذي أثبت أنه قادر على حماية الوطن، وليسقط كل سلاح غير شرعي».

وأكد ريفي «أنّ طريق داعش التي قطعت في طرابلس، لن تصل إلى جونية. هذه حالة خارجة عن الإسلام، ولن يكون لها مكان بيننا. فالمعتدلون هم الأقوى، وهم الأكثرية».

واعتبر «أنّ الترويج لتحالف الأقليات، كوسيلة للحماية الذاتية، هو أمر مخالف لسياق التاريخ. فالمسيحيون خاصة، لم يكونوا يوماً أهل ذمة ولن يكونوا. وادعاء البعض حمايتهم، هو بصراحة، مصادرة لقرارهم ودورهم وتاريخهم، ومحاولة فاشلة للانتقاص من وجودهم وكرامتهم، كجماعة فاعلة في لبنان والمنطقة».

وتابع ريفي: «من غير المقبول أن يلجأ البعض إلى ترويج نظريات الأمن الذاتي، تلك النظريات هي الطريق الأسرع نحو الفوضى والحرب الأهلية. لا يحمي الوطن إلا دولة قوية، خالية من كل سلاح خارج عن الشرعية. لقد عانينا في طرابلس من بعض محاولات الأمن الذاتي المشبوهة، فوقفنا ضدها وواجهضناها. وقلنا نعم للدولة وفقط للدولة. واليوم من جونيه أؤكد معكم، على رفض كل أشكال الأمن الذاتي، وأدعوكم وأنتم أحفاد البطريرك الياس الحويك، وأبناء الكاردينال صفير والكاردينال الراعي، إلى التمسك بلبنان الدولة، التي إن حفظناها، فلا أحد قادر على تهديدنـا، بخطـر الوجـود، أو ابتزازنـا بالحماية الأمنية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى