لماذا وزارة الصحة؟
تساؤل بريء من قبل أحد الناشطين، يضحكنا ويثير فينا الحشرية، لطرح السؤال نفسه على المسؤولين. منذ مدّة، أثير موضوع الأطعمة الفاسدة في لبنان، وأذيعت أسماء عدد من المطاعم التي تقدّم أطعمة فاسدة، واعترض كثيرون على الأمر معتبرين أن في الأمر إساءة للموسم السياحي في لبنان. واليوم، عاد الموضوع إلى الساحة مجدّداً إنمّا أوسع، إذ شمل الفساد أيضاً تعاونيات ومحال لبيع الحلويات. وكل يوم تظهر لائحة بأسماء مطاعم ومؤسسات جديدة، تشكّل مزيداً من الصدمات لدى الشعب اللبناني، وتطرح إشكالية خطِرة. فهل كلّ المطاعم والمحال التجارية في لبنان تقدّم مأكولات وبضائع فاسدة؟ وإذ كان الأمر كذلك، أين يأكل المواطن اللبناني؟
اقترح الناشط طرح أسماء المطاعم الصالحة للغذاء من قبل وزارة الصحّة أمر مميّز وضروري، إذ أضحى نصف اللبنانيين الموظّفين، يخافون طلب الطعام من أيّ مطعم!
«شو السبب؟»!
على رغم أنّ ما قام به الوزير أبو فاعور يعتبر أولاً من نوعه لناحية إثارة موضوع الفساد بهدف الحساب، علماً أنها ليست المرّة الأولى التي يثار فيها هذا الموضوع، إلّا أننا لا نرى أيّ تحرك أو محاسبة أو حلول ، إلّا أن البعض طرحوا تساؤلاً خطراً عن السبب الذي دفع بأبي فاعور إلى التحرّك في هذا الموضوع في هذه الفترة تحديداً. كلّنا نعرف حجم الفساد والتلوّث في الغذاء والدواء وغير ذلك، لكن إثارة الموضوع هذا بالتزامن مع ضبط سائق الوزير وائل أبو فاعور بنقل أموال لـ«داعش» و«النصرة» بمعرفة رئيس الحكومة تمام سلام وموافقته يثير الاستغراب!
إشغال الناس بالأمن الغذائي للابتعاد عن موضوع «داعش» والجنود المخطوفين وغير ذلك من الأزمات، كانت شغل اللبنانيين الشاغل. والحجة أولاً وأخيراً المواطن وأمنه وسلامته، فلِمَ لم يكن المواطن الشغل الشاغل لدى أبو فاعور من قبل؟