لافروف: للقضاء بشكل نهائي على الإرهاب في سورية.. وعودة مناطق شرق الفرات والشمال إلى سلطة الدولة
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة القضاء بشكل نهائي على الإرهاب في سورية وخاصة في محافظة إدلب وبسط سلطة الدولة على جميع أراضيها.
وقال لافروف خلال مؤتمره الصحافي السنوي حول حصاد الدبلوماسية الروسية لعام 2018 أمس.. إن الإرهابيين المنتشرين في محافظة إدلب وخاصة تنظيم جبهة النصرة يشكلون بؤرة رئيسية للإرهاب في سورية ويواصلون خرق اتفاق المنطقة منزوعة السلاح وقصف مواقع الجيش السوري والقرى والبلدات المجاورة ويحاولون مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم الأمر الذي يتطلّب القضاء على الإرهاب.
وشدّد لافروف على ضرورة الحفاظ على وحدة سورية واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها وعودة مناطق شرق الفرات إلى سلطة الدولة، مجدداً تأكيد أن الولايات المتحدة لا تزال تحتل أجزاء في منطقة التنف وهي تتحمل كامل المسؤولية حول مصير المهجرين الموجودين في هذه المنطقة.
وأوضح لافروف أن الولايات المتحدة تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى القاطنين في مخيم الركبان، لافتاً إلى أن منظمات الأمم المتحدة تعتزم تنظيم قافلة انسانية جديدة الى المنطقة الأمر الذي يتطلب من واشنطن توفير شفافية كاملة لإيصال هذه المساعدات إلى المهجرين وضمان عدم وقوعها بأيدي الإرهابيين الذين تحميهم في منطقة التنف.
وأشار لافروف إلى أن الإرهاب الدولي يخسر الآن في سورية وأن أولوية بلاده هي إنشاء تحالف دولي شامل ضد الإرهاب مؤكداً ضرورة مواصلة العمل على حل الأزمة في سورية وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وفي سياق آخر أعرب لافروف عن قلق بلاده من النشاط العسكري لحلف الناتو واقترابه من الحدود الروسية، مبيناً أن الأوضاع في العالم ظلت خلال العام الماضي صعبة ومعقدة مع تصعيد حدة النزاعات نتيجة إصرار بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة على رفض واقع العالم متعدد الأقطاب وسعيها إلى فرض إرادتها عبر أدوات القوة والاقتصاد والدعاية.
ولفت لافروف إلى أن تلك الدول حاولت إخضاع مؤسسات دولية متعددة الأطراف لنفوذها وإلغاء طابعها الدولي معرباً عن أسف موسكو حيال اتخاذ واشنطن خطوات أحادية الجانب لكسر أهم آليات القانون الدولي التي تضمن الاستقرار الاستراتيجي.
وجدد لافروف استعداد روسيا لمواصلة العمل من أجل إنقاذ معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى التي تعتزم واشنطن الانسحاب منها. وقال: إن روسيا تأمل أن تبذل الدول الأوروبية الجهود وتحاول الضغط على واشنطن لإجبارها على تحمل المسؤولية بدلاً من اتباع المواقف الأميركية وقبول تصريحات الناتو عشوائياً التي تحمل روسياً مسؤولية ما يجري مع تجاهل الحقائق التي تقدمها موسكو.
وفي السياق، أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أن استفزازات الإرهابيين في إدلب شهدت في الآونة الأخيرة تصاعداً ملحوظاً، لافتاً إلى أن هذا الأمر يدعو إلى إجراء جولة جديدة من المباحثات مع مسؤولي النظام التركي.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن أوشاكوف قوله أمس: إن الأوضاع في إدلب «تثير المخاوف والقلق وليس الوضع هناك بسيطاً، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور روسيا يوم 23 كانون الثاني الحالي.
ولفت أوشاكوف إلى أن بوتين وأردوغان «سيبحثان الأوضاع الراهنة في منطقة إدلب»، إضافة إلى «تطورات الأوضاع في سورية بما في ذلك إعلان الولايات المتحدة نيتها سحب قواتها من هناك».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد خلال مؤتمره الصحفي السنوي اليوم حول حصاد الدبلوماسية الروسية لعام 2018 أن الإرهابيين المنتشرين في محافظة إدلب وخاصة تنظيم جبهة النصرة يشكلون بؤرة رئيسية للإرهاب في سورية ويواصلون خرق اتفاق المنطقة منزوعة السلاح وقصف مواقع الجيش السوري والقرى والبلدات المجاورة ويحاولون مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم الأمر الذي يتطلب القضاء على الإرهاب.
ميدانياً، وصل فريق تحقيق أميركي إلى مكان التفجير الذي ضرب وسط مدينة منبج السورية، أمس، وكان من بين القتلى والجرحى عدد من الجنود الأميركيين.
وقالت مصادر أهلية في مدينة منبج السورية لوكالة «سبوتنيك» إن الجش الأميركي يضرب طوقاً أمنياً ويغلق منطقة الانفجار بالكامل مع تواجد كثيف لعشرات الآليات الأميركية وسط إجراءات أمنية مشددة وتحليق مكثف للمروحيات الأميركية فوق عموم مدينة منبج.
ولفتت المصادر إلى أن عناصر من تنظيم «مجلس منبج العسكري» تبدأ حملة اعتقالات مكثفة في محيط منطقة التفجير في مدينة منبج.
وكانت مصادر أهلية أكدت في مدينة منبج السورية ارتفاع عدد قتلى التفجير الذي ضرب المدينة إلى 23 قتيلاً حتى الآن، بينهم 5 عسكريين أميركيين و18 آخرين من مسلحي «مجلس منبج العسكري» ومدنيين.
وأشارت المصادر الأهلية إلى أن هناك أشلاء في موقع الانفجار تعود للانتحاري وقد يكون هناك أشلاء لآخرين لم يتم التعرف عليهم حتى الآن.
إلى ذلك، أعلن مسؤول أميركي، أن 4 جنود أميركيين قتلوا بالانفجار الذي وقع في منبج، فيما أصيب 3 آخرون.
ونقلت مصادر عن مسؤول أميركي قوله «قتل أربعة جنود أميركيين وجرح ثلاثة آخرون بانفجار وقع اليوم في مدينة منبج السورية».
في حين رجحت مصادر مطلعة لوكالة «سبوتنيك» أن عدد القتلى والجرحى في صفوف الجنود الأميركيين أكبر من الأرقام التي أعلن عنها المسؤول الأميركي. وفي وقت سابق ، تحدثت مصادر أهلية لـ»سبوتنيك» عن أن الانفجار استهدف دورية أميركية كردية وتزامن مع عبورها الدورية وسط مدينة منبج بالقرب من «مطعم الأمراء». مرجّحة أن يكون الانفجار ناجماً عن عمل انتحاريوسارعت حوامات الجيش الأيمركي وحطت في «ملعب منبج البلدي» وبدأت بنقل جرحى الجيش الأميركي.
الى ذلك، اعتبر الرئيس التركي، رحب طيب أردوغان، أن التفجير الذي هز مدينة منبج السورية يهدف للتأثير على قرار واشنطن سحب قواتها من سورية. وتعهّد بمواصلة الزحف ضد «داعش»، ووعد بـ»تطهير هذه الأراضي» من عناصر التنظيم.
من جانبه، أعلن تنظيم «داعش» الإرهابي مسؤوليته عن هذه العملية التي قال إنها استهدفت دورية أميركية في المدينة.
وفي أول تعليق على الموضوع، أكد التحالف الدولي بقيادة واشنطن أنه يجمع معلومات حول التفجير الذي أودى بأرواح عسكريين أميركيين.
وذكر المتحدث باسم عملية «العزم الصلب» عملية التحالف الدولي ضد «داعش» في سورية والعراق على حسابه في «تويتر»: قوة المهام المشتركة على دراية بتقارير مفتوحة المصدر حول الانفجار في سورية. قوات التحالف نفذت دورية روتينية في سورية. لا نزال نجمع معلومات وسننشر تفاصيل إضافية في وقت لاحق».
على صعيد آخر وفي تطور لافت، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» أنها ستقدم كل الدعم اللازم لإقامة المنطقة الآمنة في شمال وشمال شرق سورية بضمانات دولية.
كما أكدت أنها لم تشكل أي تهديد لدول الجوار خاصة تركيا التي تتطلع للتوصل إلى تفاهمات معها لتأمين استمرار استقرار المناطق الحدودية.
وقالت «قوات سورية الديمقراطية» في بيان، أمس، «نؤكد أن منطقتنا هي المنطقة الوحيدة التي تتعايش فيها كل مكوّنات سورية، ولم نشكل عامل تهديد خارجي ضد أي من دول الجوار وخاصة تركيا، التي نتطلع ونأمل للوصول إلى تفاهمات وحلول معها تؤمن استمرار الاستقرار والأمن في المناطق الحدودية معها»، بحسب تعبيرها.