كيف تحوّلت إدلب مركزاً للإرهاب؟
مؤخراً شهدت محافظة إدلب السورية اقتتالاً محتدماً بين المجموعات الإرهابية المسيطرة هناك، إلا أن هذا الاقتتال سرعان ما هدأ، ليُنصَّب المسؤول عن جبهة النصرة الإرهابية أبو محمد الجولاني والياً على إدلب، ما يطرح تساؤلات عديدة، حول الجهات الإقليمية والدولية التي كان لها اليد الطولى في تكريس جبهة النصرة الإرهابية قوة أساسية مسيطرة وتحويل إدلب مركزاً للإرهاب؟!
تحت عنوان: «كيف تحوّلت إدلب مركزاً للإرهاب، كتب مدير مركز المعلومات العلمية التحليلية التابع لأكاديمية العلوم الروسية نيقولاي بلوتنيكوف، مقالاً في صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»، عن تشكيل متطرفي القاعدة ما يُسمّى بـ»حكومة الإنقاذ» في إدلب السورية، وسيطرتهم على المحافظة.
وقال بلوتنيكوف في مقاله: «في محافظة إدلب السورية، دخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في نهاية الأسبوع الماضي، بين جبهة النصرة والقوات التابعة لتركيا من المعارضة المسلحة السورية، المنضوية في الجبهة الوطنية للتحرير . لقد تكرّر تغيير اسم جبهة النصرة، لكنها في الجوهر لم تتغيّر. فقد كانت ولا تزال فرعاً للقاعدة في سورية.
أضاف: في اللحظة الراهنة، تمكنت النصرة، بعد القضاء على حلفائها السابقين، من السيطرة على جزء كبير من محافظة إدلب. قام المتطرفون في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في محافظة إدلب بإنشاء «حكومة الإنقاذ»، التي تتكوّن من تسع وزارات ستتولى مهام إدارية ومدنية وقضائية.
في الواقع، أصبح ملايين عدة من البشر رهائن لمتطرفي القاعدة، الذين حوّلوا إدلب إلى مركز إرهابي جديد شبيه بالمركز الذي تم إنشاؤه في حينه في الرقة، عاصمة الخلافة الإسلامية.
نشاط تنظيم القاعدة في إدلب لا يتوافق مع تصريحات الرئيس الأميركي حول حسم المعركة مع الإسلاميين في سورية. السلطات الأميركية على استعداد لدفع 10 ملايين دولار لقاء معلومات عن قائد النصرة، أبو محمد الجولاني. في 9 يناير، ظهرت صورة على شبكات التواصل الاجتماعي يقف فيها الجولاني بحرية في إدلب في وضح النهار. وإذا تبين أن الصورة حقيقية، وليست مزيّفة، فيمكننا القول إن قيادة «النصرة» تشعر بالفعل بالثقة في هذه المنطقة السورية .. . وتصريحات العسكريين الأتراك لا تجلي الغموض، وكيف سيفون بالتزاماتهم حيال منطقة خفض التصعيد في إدلب؟
من أيام عدة، جرت محادثة هاتفية بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره التركي خلوصي أكار، نوقش خلالها الوضع في إدلب. ووفقاً لكثير من الخبراء الأجانب، «يمكن لواقع تعزيز القاعدة في إدلب إجبار موسكو وأنقرة على البحث عن حلول غير قياسية للمشكلة. معظمهم مقتنع بأن القرار النهائي سيكون لروسيا، التي تلعب الدور الحاسم في حل الأزمة السورية».