مختصر مفيد الانسحاب الأميركي ليس نزوة
– شكلت العملية التي أصابت القوات الأميركية في منبج وقتلت خمسة من عناصرها فرصة لتقييم الجدال بين من يرى في قرار الانسحاب الأميركي من سورية مجرد نزوة للرئيس الأميركي المضطرب دونالد ترامب وبين مَن يراها تعبيراً عن الفشل الأميركي في سورية واستباقاً للحظات أشد صعوبة مع تقدم الجيش السوري المرتقب مع تطورات إدلب وصولاً ليدق باب الفرات حتى الحدود.
– منحت العملية القيادة الأميركية الفرصة لمراجعة القرار واعتبار ما تعرض له الجنود الأميركيون سبباً كافياً لقرار البقاء تحت شعار أن تنظيم داعش لا يزال موجوداً وقادراً والحرب عليه لم تنته والوجود الأميركي مرتبط بنهايته، لكن التعليق الأميركي الأول على العملية كان تأكيد قرار الانسحاب.
– لم ينتبه الذين افترضوا القرار الأميركي مجرد نزوة قد تتبدل إلى أنهم يمنحون بقراءتهم للأميركي قوة في زمن ضعفه وتخطيطاً في زمن تخبطه وأنه وهو يعلن الانسحاب من سورية كان يدفع بوقف النار في اليمن وبالتسوية في أفغانستان ربطاً بها بالانسحاب.. فهل كلها نزوات؟
– آن لنا أن نصدق أن نصراً تحقق في سورية وأن صمود سورية ورئيسها وجيشها ومَن وراءهم حلف متماسك يبدأ بقوى المقاومة وإيران وينتهي بعمق استراتيجي تمثله روسيا أثمر هزيمة للمشروع الأميركي وضع قادة واشنطن بين خياري الحرب المستحيلة والانسحاب الممكن.
ناصر قنديل