الخارجية الروسية: جولة أستانا المقبلة ستعقد في شباط.. ولافروف يكشف سيطرة «النصرة» على 70 من إدلب
أعلنت الخارجية الروسية، أن جولة أستانا المقبلة لبحث الوضع في سورية، ستعقد في النصف الثاني من شباط/ فبراير المقبل.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين: «سيكون الاجتماع التالي في أستانا، بشكل تقريبي في النصف الثاني من شهر شباط/ فبراير. العمل لا يزال جارياً لتحديد المواعيد».
ولفت فيرشينين، إلى أن المبعوث الدولي الخاص بالشأن السوري، غير بيدرسون، سيزور موسكو منتصف الشهر الحالي وقال: «نحن نخطط لعقد لقاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية بيدرسون في 21 يناير في موسكو» .
وأضاف: «ستكون هذه أول زيارة لبيدرسون إلى موسكو، لذلك نتوقع أن يطلعنا على رؤيته لكيفية تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والعمل على تحقيق التسوية السياسية في سورية».
وفي السياق، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن المبعوث الأممي الجديد إلى سورية، غير بيدرسون، سيعود إلى دمشق عقب زيارته لموسكو.
وقال غوتيريس خلال مؤتمر صحافي «إنه الآن في دمشق، ومن هناك سيذهب إلى موسكو، ثم سيعود إلى دمشق مرة أخرى».
هذا وأعلن مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، الأربعاء، أن المبعوث الأممي الجديد إلى سورية، غير بيدرسون، سيزور موسكو الأسبوع المقبل.
وتولى بيدرسون مهامه كمبعوث أممي إلى سورية يوم 7 كانون الثاني/يناير الحالي.
وخلف الدبلوماسي النرويجي، نظيره الإيطالي السويدي ستيفان دي ميستورا، الذي أعلن في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أنه سيترك منصبه في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وشملت مهمة دي ميستورا التوسط لمدة 4 سنوات بين الأطراف المنخرطة في الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من 7 سنوات.
هذا ويقوم بيدرسون، منذ توليه منصب المبعوث الأممي الجديد إلى سورية، بجولات إلى البلاد المعنية بالتسوية السورية لبحث آفاقها، حيث سيقوم بزيارة رسمية أمس، إلى الرياض، ومن ثم سيتوجّه إلى تركيا.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن «جبهة النصرة» تنتهك نظام المنطقة المنزوعة من السلاح في إدلب.
وأشار الوزير إلى أنها تسيطر على 70 من أراضي إدلب على الرغم من الاتفاقات الروسية التركية، مضيفاً «النصرة تنتهك نظام المنطقة منزوعة السلاح في إدلب».
وأضاف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الألماني هايكو ماس، «الأسلوب الوحيد لمنع ظهور الإرهاب مرة أخرى في سورية يتمثل في تسليم الأراضي لتسيطر عليها الحكومة».
وتابع الوزير الروسي «يقلقنا أنه في إدلب على الرغم من الاتفاقات لإنشاء منطقة منزوعة السلاح إلا أن جبهة النصرة تسيطر وتنتهك نظام المنطقة منزوعة السلاح، وقرابة 70 من هذه المنطقة المنزوعة من السلاح يسيطر عليها الإرهابيون ويحاولون من هناك مهاجمة مواقع الجيش السوري والبلدات كما يحاولون تهديد قاعدتنا العسكرية الجوية في حميميم».
عبر لافروف عن أمل موسكو أن يتم تنفيذ ما توصلت إليه القمة الرباعية الروسية التركية الفرنسية الألمانية في اسطنبول في سبتمبر الماضي، في أسرع وقت ممكن.
وذكر لافروف أنه سيلتقي المبعوث الأممي الجديد إلى سورية غير بيدرسون في موسكو الاثنين المقبل، وأضاف: «نريد سماع رأي بيدرسون حول كيفية إطلاقه عمل اللجنة الدستورية السورية».
والشيء بالشيء يذكر، أفادت وسائل إعلام بوقوع انفجار بجانب مكتب «جبهة النصرة» هيئة تحرير الشام قرب دوار المطلق في الجهة الجنوبية من مدينة إدلب، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن التفجير ضرب موقعاً قرب دوار المطلق أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 11 شخصاً بينهم 7 عناصر مسلحة على الأقل، مشيراً إلى أنه لا يعلم ما إذا كان الأربعة الباقون مدنيين أم من المقاتلين.
وقال إنه لم يعرف حتى اللحظة ما إذا كان الانفجار ناجماً عن عربة مفخخة أو مستودع.
ومن جانبه، ذكر موقع وكالة «سمارت نيوز» أن الانفجار وقع عند حاجز تابع لـ»تحرير الشام» على طريق إدلب أريحا ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً كحصيلة أولية.
ونقل الموقع عن ناشطين قولهم إن انفجارات متعاقبة عدة وقعت في المكان ذاته بعد التفجير الأول، ما يشير إلى إمكانية استهداف التفجير مستودعاً للذخيرة تابعا للهيئة، فيما تضاربت الأنباء حول سبب الانفجار حيث أفادت وسائل إعلام «الهيئة» بأنه ناجم عن سيارة مفخخة، بينما قال ناشطون إنه يمكن أن يكون نتيجة قصف جوي للتحالف الدولي.
ميدانياً، وقعت اشتباكات عنيفة في حلب وذلك في الأحياء الغربية للمحافظة بين وحدات الجيش السوري وبين فصائل هيئة تحرير الشام الإرهابية التي يقودها تنظيم جبهة النصرة.
وقال مصدر: إن اشتباكات عنيفة اندلعت ولا تزال بين وحدات الجيش السوري وبين فصائل «جبهة النصرة» الإرهابي، الفرع السوري لتنظيم القاعدة في أحياء الراشدين والمالية وجمعية الزهراء غرب حلب.
ونقل المصدر عن مصدر عسكري قوله: إن المجموعات الإرهابية المسلحة شنت هجوماً على مواقع الجيش وحاولت التقدم باتجاه مواقع حيث تمكنت قوات الرصد والاستطلاع من كشف محاولة الهجوم هذه لينتقل المشهد الميداني إلى اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش مع المسلحين، في وقت كثفت مدفعية الجيش السوري من استهدافها لمواقع وتحرّكات المجموعات الإرهابية المسلحة في المنطقة.
وتصاعدت حدة التوتر على هذه الجبهات خلال الأيام الأخيرة، بعد بسط تنظيم «هيئة تحرير الشام» سيطرته على كامل محافظة إدلب يوم الخميس الماضي 10/1/2019، وتحييده الفصائل المسلحة المحسوبة على تركيا، والتي تطلق عليها أنقرة تسمية «المعارضة المعتدلة».
وكان مصدر عسكري سوري أكد لوكالة «سبوتنيك» الأحد الماضي أن الجيش السوري مصمّم على القضاء على مصادر النيران التي تطلقها الجماعات المسلحة على مواقعه في مختلف جبهات محافظة إدلب، وخصوصاً بعدما أظهرت المجموعات المسلحة المنتشرة في المنطقة منزوعة السلاح إصراراً متزايداً على تصعيد الوضع القائم على هذه الجبهات من خلال شن الهجمات اليومية على مواقع الجيش السوري والقرى والبلدات الآمنة المجاورة لتلك الجبهات.
وأضاف المصدر: لن تبقى قوات الجيش في موضع الرد إزاء استمرار هذه الاستفزازات، وأصبح من الملحّ القضاء على مصادر النيران التي تستهدف مواقع الجيش والقرى والبلدات المحيطة.