الغارات الإسرائيلية على سورية

ـ تدرك قيادة كيان الإحتلال أنّ تغييرات جوهرية دخلت على توازن القوة الذي كان يحكم علاقتها بسورية قبل الحرب التي شنّت عليها وخرجت منها أو تكاد أقوى مما كانت بكثير، وفي ما يخصّ إسرائيل لا لبس ولا إشتباه في كون المعادلات الجديدة لقوة سورية وطبيعة تحالفاتها تشكل مصدر القلق الكبير لـ «إسرائيل».

ـ يراهن الإسرائيليون وهم يدركون محدودية قدراتهم الجوية على إحداث تأثير كبير في معادلات القوة في ظلّ وجود شبكات دفاع جوي متينة ومتطوّرة ومنسّقة وقادرة على ردع محاولات الإستباحة الإسرائيلية على فرض التفاوض على قواعد إشتباك جديدة، قبل إنتهاء سورية من استعادة كامل جغرافيتها الشمالية لأنهم يدركون أنّ ما بعد تلك المرحلة ستكون سورية أمام إستحقاقات ربما يكون بينها فتح ملف الجولان.

ـ يعرف قادة كيان الإحتلال أنّ لدى سورية قدرة ردع صاروخية عالية ومعها حلفاء يتوقون لمشاركتها خيار المقاومة في الجولان، وأنّ اللحظة التي انتظرتها سورية طويلاً لبدء مثل هذه المقاومة قد اقتربت بوجود قدرة دفاع جوي متطورة وقدرة ردع صاروخي عالية، ولذلك يسعون للتصعيد بالغارات لفرض التوصل لقواعد اشتباك جديدة قبل حلول لحظة الخطر الكبير.

ـ سورية تتعامل مع الغارات الإسرائيلية بخطة مثلثة الأضلاع… فهي تتصدّى للصواريخ الإسرائيلية ضمن مدى الستين كيلومتر للاستهداف من الأجواء اللبنانية والجولان، وتمنع الطائرات الإسرائيلية من دخول أجوائها وعندما ترى التوقيت مناسباً ترسل رسائل الردع الصاروخي للمناطق الواقعة تحت الإحتلال في الجولان أو في عمق الكيان.

ـ بعض الذين يحبّون سورية ويؤيدون خياراتها المقاومة قد لا ينتبهون إلى أنّ التوقيت نصف الذكاء الإستراتيجي وأنّ جولة تصعيد تنتهي بوقف للنار الآن ترسم قواعد الإشتباك الجديدة…

التعليق السياسي